نبذة من سيرة الشاعر الزجال ميعاد بنعمرو
عرفته شابا مولعا بالعمل الجمعوي,يوفق بين عمله الذي يوفر من خلاله لقمة العيش لاسرته,ويعطي وقتا لا يستهان به للابداع والتفنن,عرفته في دار الشباب بمدينة زايو في بداية الثمانينات,حين جمعنا الانتماء الى جمعية الهلال الاحمر المغربي,فكونا رفقة مجموعة من الاصدقاء الذين كانوا يحبون العمل الجمعوي,فرقة مسرحية واخرى موسيقية,فوجد الشاب المولع بالفن ضالته ليخرج مكنوناته الفنية بكل تلقائية,فكتب النصوص المسرحية الرائعة ولازلت اتذكر مسرحية اقتبسها هذا الشاب وبلورها حسب الوسط الذي كنا ننتمي اليه انذاك,فطفنا لعرضها في جملة من دور السينما ومنها سينما بمدينة بركان واخرى بمدينة اكليم واخرى بمدينة العروي,كان عنوان المسرحية « للا سوسو ».
لكن ما خفي اعظم فالشاب رغم براعته في الفن المسرحي,بشهادة من هم ادرى بهذا الفن انذاك,فقد كان يخفي بين جوانحه فنا اروع,فن عالج من خلاله امورا اجتماعية وسياسية وحقوقية,انه شعر الزجل,ولا اعتقد ان هناك من يفوقه في هذا الفن ان لم اكن مخطئا في الجهة الشرقية ككل.تغنى بزجله بمدينة ترعرع فيها ما يناهز 20 سنة قبل انتقاله الى مدينة زايو بفعل العمل ولقمة العيش,انها مسقط راسه مدينة وجدة الرائعة,واذا كانت براعته في فن الزجل,تكمن في قدرته على استعمال اللغة المحلية القوية في قصائده,فببساطة لانه ينتمي الى قبيلة عربية قحة انها قبيلة اهل انجاد.ولم تخل قصائده الرائعة من التغني بالامجاد الوطنية وتاريخها العظيم,بل كان لسانه سيفا حادا في وجه كل من يروم المساس باستقرار البلاد والنيل من كرامة الاجداد.دافع بسواعده ونواجده عن وحدتنا الترابية,في المحافل والمناسبات,فكان بحق وطنيا غيورا سامق الضمير.
انه السيد ميعاد بنعمرو,الزجال المبدع,بلبل مدينة زيري لانه من مواليدها.ازداد بقبيلة اهل انجاد سنة 1952,وانتقل الى مدينة زايو للعمل كمستخدم بمعمل السكر سوكرافور,ولا زال الى يومنا هذا يقطن بهذه المدينة وقد قضى فيها ما يناهز 42 سنة,ولا اظنه يفارقها بعد توفير سكن لاطفاله من عرق جبينه,ولا اظنه يفارقها وقد دفن فيها والديه الذين ظلا بجنبه في مشواره العملي الى ان لقيا ربهما رحمهما الله.
ومن روائع هذا الشاعو الزجال ديوان:شمس الضباب الذي وقعه امام جمعيات حقوقية ونقابية ومدنية وبحضور مجموعة من شعراء الزجل واخرجه للوجود سنة 2011 على ما اظن,وهو يحتوي على اروع القصائد الزجلية تنم عن الحس الفني المرهف لهذا الشاعر الذي افنى زهرة شبابه في هذا النوع من الفن الرائع,ولا زال شاعرنا سائرا على نهجه الى يومنا هذا.
نتمنى العمر المديد لهذا الشاعر البارع ,ونتمنى ان يتحفنا بقصائد ودواوين,جديدة ونتمنى من الساهرين على تنمية الفنون وتشجيع الفنانين بمدينة زيري ان يلتفتوا الى هذا الشاعر المبدع لاسماع صوته وشعره الرائع الى ابناء مدينته التي ابتعد عنها بفعل ظروف العمل,وهي اولى بعد مدينة زايو بالافتخار به وبشعره وفنه.
Aucun commentaire