تلاميذ ثانوية المهدي بن بركة التقنية : طاقات مبدعة,إن وجدت…..
نظمت ثانوية المهدي بن بركة التقنية بمدينة وجدة معرضا لأنشطة تلاميذ المؤسسة يوم الخميس 15 مايو 2014 ,ابتداء من الساعة الرابعة والنصف مساء ,بحضور كل من السيد مدير أكاديمية الجهة الشرقية للتربية والتكوين والسيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد والكندية السيدة منسقة برنامج » باجيسم » وعدد من المفتشين والمديرين والأساتذة والمدعوين .
أعجب الحاضرون بهذا الزخم من المنتوج الذي عرضه التلاميذ تحت إشراف أساتذتهم والذي استغرق زهاء ثلاثة أشهر.خلال هذه المدة اشتغل التلاميذ جماعيا وفي إطار ورشات عمل أطرها بعض أساتذتهم معتمدين على وسائل بسيطة من كارطون وجبس وورق مقوى ومواد أخرى, عن طريق الرسم والنقش , جعلت المشاهد يعتقد أنها أصلية نظرا لإتقانها وتفنن التلاميذ المبدعين في صنعها.ومن خلال التوضيحات التي قدمها أستاذهم أن الغرض من هذه العملية هو تدريب التلاميذ على الحرفية والمهنية واستعمال بقايا الأدوات والمواد وصقلها في شكل نماذج تشبه الأصل وهو تدريب أبدع فيه التلاميذ وتفننوا .
لينتقل الحاضرون الى قاعة عرض لأعمال تقنية من خلال إنتاج نماذج لإشهارات وعلامات وإشارات . أعمال انطلق فيها التلاميذ من النظري الى التطبيقي من خلال تصور ثم تطويره الى قالب علمي قابل للترويج والتسويق . مما يؤكد قدرة تلامذتنا على استعمال طاقاتهم الإبداعية عندما يجدون التوجيه الصحيح .
ومن الأعمال المعروضة بعض الإنتاجات الصناعية التي استعملت فيها أدوات بسيطة أو بقايا أدوات لصنع أجهزة متنوعة بعضها يمثل المنتوج التقليدي وآخر يسير على النمط العصري.
وقبل الوصول الى آخر عرض أعده تلامذة المؤسسة المتمثل في مسابقة أعدت حول أحسن وجبة ساهم بها بعض تلاميذ المؤسسة وأبدعوا فيها من خلال نماذج لبعض الحلويات التي عرضوها بشكل رفيع وذوق بديع .قبل ذلك عرض أحد الأساتذة إن لم أخطئ التقدير مشروع نافورة لا زال يرممها في شكل رسوم هندسية وملامح فنية جمعت بين الأصالة والحداثة .
ما أثار انتباهي في هذا المعرض التجاوب الحاصل بين التلاميذ وأساتذتهم , الذين تحولوا الى عارضين وشارحين ومنظمين ومنتجين ومروجين. مما يؤكد أن تلامذتنا طاقات خارقة,لكنها لا تستغل أحسن استغلال. مما يعني ضرورة التركيز على الكفايات التي يحملها التلاميذ وتحويلها الى مواقف وقدرات يمكن أن تساعدهم على المساهمة الايجابية والانخراط المسئول والبناء الجماعي , الذي يمكنهم من تكوين شخصية قوية متينة رزينة تساعدهم على النظرة الى المستقبل بأمل وطموح كبيرين . ولعل كل الآباء والمدرسين يعلمون جيدا أن جيل اليوم أكثر ذكاء وفطنة ونباهة وسرعة البديهة من جيل الأمس . فقط استغل نبوغه بشكل سلبي من طرف بعض وسائل الإعلام وقنوات وفضائيات في ظل غياب الساحة الأبوية والتعليمية التي ظلت تتفرج دون أن تستطيع تكييف مواقفها وفق طموحات تلامذتنا الذين زادت الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية من إحساسهم بالفشل وعدم القدرة على التشبث بالحياة المليئة بالأمل,ليفرغوا فطنتهم في الملاهي والشغب وما شابه ذلك .
أكد لنا تلامذة المهدي بن بركة التقنية أن الإبداع موجود والطموح حاضر.عندما تجد مجموعة من التلاميذ يكرسون الكثير من وقتهم رغم التزاماتهم الدراسية لإعداد عمل بهذه الفنية والإتقان ,أن الفرص لا تمنح لهم كثيرا للتعبير وفق نظرتهم ووفق مواهبهم ووفق ميولاتهم ,للتعبير بشكل صحيح وفق ما يريدون لا وفق ما نريد ونطمح .
آمل أن تكون هذه المحطة بداية لأمل جديد لصقل قدرات تلامذتنا في مثل هذه المبادرات التي يشكرون عليها كل الشكر. مع التحية والتقدير لإدارة المؤسسة وطاقمها التربوي على العمل الراقي المتقن الذي ساهموا فيه من قريب أو بعيد . مع الشكر لجمعية أباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمؤسسة التي عودتنا المساهمة في كل التظاهرات التي تقيمها المؤسسة . والشكر الى كل من شجع هذه المبادرة ولو بكلمة طيبة.
محمد المقدم
2 Comments
شكرا على تغطيتك للحدث
وأتفق معك تماما على أن التلميذات والتلاميذ الذين مافتئنا نتهمهم بضعف المستوى و و و و هم في الحقيقة طاقات خلاقة يكفي أن يتوفر التأطير الجيد والاستماع والإشراك الفعلي لنستخرج منهم عطاء غير محدود
شكر غلى مقال