أعياد الميلاد مناسبة للاحتفال ؟ أم لحظة للحسرة ومراجعة الذات؟
انه عيد ميلادك اليوم, فأي إحساس ينتابك؟سنة مضت وأخرى حلت أكيد أن خليطا من المشاعر يجتاح كيانك, قد يصعب في كثير من الأحيان على الواحد منا أن يفهمه أو يثبت على اتجاه قار فيه.
ففي الوقت الذي يحلو للعض الاحتفال به وتخليده والتطلع إلى غد أفضل وأكثر إشراقا,يستشعر البعض الآخر بالأسى والحسرة على فقدان سنة من العمر لربما لم يكن راضيا عليها تمام الرضا وهو بالتالي يقف وقفة المتأمل المتدبر يراجع الذات ويتتبع خطواتها,فإما أن يجنح نحو الأحسن أو يتراجع إلى الذل والهوان .
وعموما فان رأي المجتمع في هذا الأمر يختلف ويتباين حسب الأعمار والجنس وكذا التكوين الثقافي وأحيانا أخرى حتى المستوى المعيشي والاجتماعي بما يفرضه من سلوكات معينة سواء بتكريسها والابتعاد عنها , فيما تتضارب الآراء حول الاحتفال به بالنظر إلى المرجعية الدينية , وذاك موضوع آخر لن نغوص فيه ولن نتمادى في تعقيده, بل سنكتفي ونقتصر على الشعور العام والأحاسيس الممكنة لحظة تاريخ الميلاد.
تقول السيدة فاتحة 40سنة وهي أستاذة :بالنسبة لي عيد الميلاد في السنين الأولى من العمر هو فرحة بالطفولة ومظهر تباهي بين الأقران,أما بعد العشرين فيغدو قلقا وتوترا ينبأ بالتحدي وتحمل المسؤولية ,وما بعد الثلاثين حسرة على ما فات من خيبة الأمل وحسرة على عدم انجاز ما يخلد الإنسان وما يصنع حياته, وإذا كان ولابد من الاحتفال فيجب الاحتفال به عل أساس تفادي الخطأ والنظرة إلى الحياة نظرة جادة..أما عواطف المعلمة فتعتبره مبعث فرحة ومدعاة للاحتفال والتطلع إلى المستقبل بعين متفائلة ومستبشرة كل الخيروالامال المشروعة لكن شريطة عدم المبالغة في تلك الطقوس الاحتفالية .
ومن جهته عبر الشاب إدريس و 35 سنة موظف قائلا"يشكل لي عيد الميلاد لحظة فرح ولحظة حزن في الآن ذاته فبقد رما يشكل لحظة فرح وإحساس بالذات ونشوة وزهوا بالحياة, بقد رما يشكل لحظة حزن عل اعتبار السنوات التي تمر من عمر الإنسان دون أن يعيرها اهتماما أو يحقق ما كان يرغب فيه ,وعموما لم احتفل بعيد الميلاد إلا لماما اللهم الاحتفال الذي يقوم به بعض الأصدقاء لي بهذه المناسبة , ثم إن عيد الميلاد يبقى لحظة لاسترجاع الذكريات ولقاء الأصدقاء خصوصا المتواجدين بعيدا عن مدينتي ."
أما عبد الرحيم ا فيقول:مضت عدة سنين من ولادتي ولم استطع التعرف على يوم وشهر ولادتي لأنني مسجل بحكم قضائي , وما إن صادفت تاريخ ميلادي مسجلاباحدى مذكرات والدي , وما إن وجدته إلا وأصبحت اهتم به وجعلته مناسبة جديدة في حياتي , وما إن يصل تاريخ ميلادي إلا واجد ذلك اليوم جميلا وسعيدا, وفي السابق لم أكن اهتم به لأنه عندما كان الأصدقاء يبدؤون في الحديث عن تاريخ ميلادهم كنت ساعتها أحس بالحرج لأنني لم أكن اعرف تاريخ ميلادي.
وهته جنان نور تعبر عن انطباعها بهته الخاطرة التي اقتطفنا منها بعض الأسطر:
خاطرتي اليوم…خاطرة عيد ميلادي الذي أتى …
وكأنه لم يأتي…
اويعقل؟
أن يكون لي عيد وجرحي نازف من الوريد إلى الوريد…
أو اسعد بالذي مضى من عمري ؟ في شجن..ومجيء ما هو أفضل…
أم اسعد بالذي أتى وسيياتي من الآهات…والأنات التي مازلت فيها أسبح..
أي احتفال بك ياعيدي ….؟
فعامي الجديد هذا لن يختلف كثيرا …
رجعت لامسك بقلمي رفيقي…الذي لا أجد مفرا منه
وهو الآخر اعتاد على لونه الأسود وحروفه الحزينة…
محاولة زف ما يتردد داخل روحي هذه الليلة….
ليلة عيدي
اااااه يحزنني عيد الميلاد…لم أتذكر أني أشعلت …اطفات شموعا في عيد الميلاد
لكني أتذكر أيام الحزن الكثيرة…
محتفل بعض الأصحاب بعيد الميلاد
واغسل وجهي الحزين بالهم والذكرى….
ولقد علقت على خاطرتها في الموضوع رغم وضوح الأسباب قائلة "ماكانت خاطرتي سوى خربشات قلم أرهقته الهموم والجراح ,فكوني لم احتفل بعيد الميلاد يوما وكوني لم اطفي شموعا يوما كان هذا ولا يزال فضلا من ربي علي لترك هته العادة عادة اليهود والنصارى فالحمد لله وما شقائي في الدنيا وفقداني لأعز الأحباب إلا اختبارا وابتلاءا منه عز وجل والمؤمن مصاب مبتلي..
وإجمالا فلنجعل من أيامنا كلها أعيادا للفرحة والأمل رغم المعاناة وقسوة الحياة والظروف فالإنسان هو طبيب نفسه وبيده العلاج بغض النظر عن الخلفيات والنوايا المسبقة لدواعي الاحتفال,وكل سنة والنفوس بألف خير.
2 Comments
وعدتك صديقتي برأيي حول الاحتفال بعيد الميلاد، لكن الوقت للأسف لم يسعفني، وإذ أهنئك على الخوض في غمار هذا الموضوع، أقول لك بأن عيد الميلاد بالنسبة لي يشكل لحظة تأمل وتطلع، تأمل في سنة مضت بمحاسنها وسيئاتها، بأفراحها وأحزانها، بنجاحاتها وإخفاقاتها، وتطلع لسنة جديدة تكون بداية لمراجعة الذات ولاستدراك ما فات واسترجاع ما ضاع بإذن الله. هذا مع العلم لم أحتفل بعيد مولدي يوما بقالب الحلوى والشموع، لأنني بكل بساطة، لا أحب إطفاء الشموع بل مراقبتها وقادة مضيئة إلى أن تنطفئ بنفسها.
شكرا للاخت فاطمة على المقال الذي لامس مشاعر الكثيرين ممن حرموا من تذكر يوم ميلادهم . ولهؤلاء اقول ان عيد الميلاد الحقيقي هو الاحساس بالحياة والاستمرار كل صباح هو الامل والطموح وليس شموعا نشعلها فتنطفىء بل نريدها شموعا تنير لنا الطريق الى الافضل. ومع ذلك اقول : سنة سعيدة وكل عام وانتم بالف خير…..