Home»International»فيزيائي مغربي يعيد الاعتبار لشيوخ العيطة‎‎‎‎‎

فيزيائي مغربي يعيد الاعتبار لشيوخ العيطة‎‎‎‎‎

4
Shares
PinterestGoogle+

 

 قامت قناة الجزيرة الوثائقية بعرض فيلم “العيطة..رحلة نغم” للمخرج الشاب ربيع الجوهري الجمعة الفارطة بمشاركة ثلة من شيوخ العيطة المغربية في جو من الاحتفاء بهذا النمط الشعبي الضارب في التاريخ.
و يحكي الفيلم قصة شاب مغربي خبر دروب الفيزياء النووية كما خبر أغوار الفن المغربي الأصيل ليقوم برحلة رد الاعتبار لفن العيطة المغربية بمجمل أنماطه مرورا بالأغنية الأمازيغية و الطرب الحساني في ضرب صارخ لكل التعريفات الموحدة للأنماط الغنائية الشعبية المغربية.
و لعل هذا العمل التوثيقي يندرج في خانة الأفلام الوثائقية القلائل إن لم نقل النادرة التي ترصد عوالم فن العيطة الشعبي من خلال شيوخه الذين ظلوا و لا زالوا في خانة المهمشين.


رحلة نغم

العيطة طريقة غنائية تقليدية تعود جذورها إلى القبائل العربية التي هاجرت من الشرق إلى المغرب قديما، لكنها تتضمن العديد من الأنغام و الرقصات الأمازيغية، كما أنها تتقاطع مع خصوصيات حسانية متعددة. الفيلم إذن عبارة عن انعكاس لكل التداخلات المشكلة للتنوع و الاختلاف المغربي، فبناء الفيلم و طريقة تقديم تيماته توحي إلى طبيعة فن العيطة المتخللة لرحلة الشاب ‘نسيم حداد’ الشبيهة برحلة هذا الفن الذي يرفض الانسياق وراء تعريف موحد و يبقى عصيا على أي نوع من المقاربات التي تحاول ضبطه و تقنينه. كما يقترح الفيلم العديد من المقاطع التقليدية عبر مختلف المناطق المغربية في محاولة لتوتيق خصوصياتها المتمردة.

 

نسيم حداد

يعتبر نسيم حداد من بين الفيزيائيين المغاربة الذين ساهموا في أكبر الاكتشافات العلمية الحديثة، إذ شارك رفقة المجموعة العلمية الدولية التي اكتشفت الجسيم الجديد ‘بوزون هيگز’ المساهم في تكوين نواة الذرة.
و يحضر نسيم حداد لدكتوراه في الفيزياء النووية بمركز الأبحاث النووية ‘
CERN‘ في سويسرا، وهو طالب متخرج من جامعة محمد الخامس الرباط بعد أن أتمم الماستر في الفيزياء المعلوماتية بنفس الجامعة ليلتحق بفريق البحث الدولي في سويسرا و يكون أحد المساهمين في اكتشاف القرن.
بيد أن حب الشاب للثقافة الشعبية المغربية جعله يفكر مليا في رد الاعتبار للموروث الثقافي المغربي فكان الفيلم خير ما يقدمه لفن العيطة و رد صريح لكل من يدرج العيطة في خانة الهامش.
الفيلم بكل ما يحمله في طياته من حمولة ثقافية كبيرة، يبرز ذالك التعلق القوي للشاب بطقوس الفن الشعبي المغربي، فهدته الموهبة ألى عمق الظاهرة الغيوانية فأبدع أيما إبداع.

شيوخ في الذاكرة

 العيطة باعتبارها حافظا للذاكرة المغربية، فقد كان لملازمة شيخات و شيوخ العيطة لجلسات و حركات سلاطنة المغرب الدور الكبير في التأريخ لمجموعة أسماء و أماكن و أحداث من تاريخ المغرب. لكن سرعان ما بدأ هذا الدور في الإنحلال بظهور موسيقى شبابية حديثة و تخلف الجهات المسؤولة عن النهوض بهذا الموروث الشعبي المغربي.
فيأتي الفيلم ليوثق لمجموعة من شيوخ العيطة من قبيل الشيخ جمال الزرهوني و خديجة مرگوم و الشيخ ولد مبارك الخريبگي و الفنان الأمازيغي حجاوي عبد الواحد بالإضافة لأعلام الغناء الشعبي المغربي من قبيل الفنان حجيب و الستاتي و أولاد البوعزاوي و كذا أولاد بن عگيدة.
و لعل ما يجدر ذكره الظهور القوي للمرحومة فاطمة الحمونية و المرحوم محمد العروسي في أخر ظهور إعلامي لهما قبل أن يفارقا الحياة و الساحة المغربية الغنائية.
و هنا يبقى السؤال المطروح،
لأي حد يمكن للفيلم أن يغطي الفراغ و التهميش الذي تعرفه الثقافة الشعبية المغربية في ظل اللامبالاة  من طرف الجهات المسؤولة ولأي مدى يحثنا الفيلم على التفكير مليا في إنقاذ ما يمكن إنقاده مما تبقى من الموروث الشعبي المغربي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Mega Culture
    15/04/2014 at 13:07

    Le lien du film :
    link to youtube.com

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *