موظفون مع وقف التنفيذ
موظفون مع وقف التنفيذ
بقلم خديجة الحمري
حاولت ﺃن ﺃنزوي و أبتعد٬ ﺃن لا ﺃتابع مجريات الأحداث و ﺃنعزل بعيدا عن هذا الواقع الأليم و المحبط٬ حاولت ﺃن ﺃنسى حقي المغتصب و المسلوب و كرامتي الضائعة٬ لكن وجدت نفسي كمن يحاول ﺃن ينسلخ عن جلده!. لم و لن ﺃنسى يوما ﺃنني مغربية حتى النخاع و ﺃعتز بمغربي الحبيب رغم اكتوائي بنار نكرانه التي تحرقني كل يوم. لكن لم ﺃستطع ﺃن ﺃنسى ﺃيضا رغم محاولاتي البئيسة ﺃنني أنتمي إلى ما اعتبرهم رئيس الحكومة إحدى ضحايا المرحلة الانتقالية٬و ﺃنهى بدم بارد أحلام وطموحات شباب همهم الوحيد العيش بكرامة و خدمة وطنهم.
ذنبنا الوحيد ﺃننا صدقنا الأكاذيب و بلعنا الطعم و تنفسنا الصعداء، بعدما توج مسارنا النضالي المرير بتوقيع محضر رسمي يحمل أختام الدولة المغربية. لم نكن ندري أن الأمر كان مجرد تلاعب بمصير شباب لا حول لهم و لا قوة، و استبشرنا خيرا بصعود حزب العدالة و التنمية في انتخابات 25 نونبر٬ الحزب الذي طالما دافع عن المعطلين و حقهم الدستوري في الشغل أيام كان في المعارضة و الذي أكد أمينه العام و أغلبية وزرائه حزبه٬ أن محضر 20 يوليوز التزام دولة لا تراجع عن تنفيذه شأنه كباقي الالتزامات الأخرى التي تركتها الحكومة السابقة. و توجد العديد من الأشرطة التي توثق تصريحاتهم عبر مختلف وسائل الإعلام المغربي الرسمي.
مرت الأيام و الشهور و نحن ننتظر إلحاقنا بمناصبنا فنجابه بخطاب التسويف و المماطلة و أن الأمر مسألة وقت ليس إلا، ليكشر رئيس الحكومة عن أنيابه وتظهر حقيقة نواياه المبيتةبعد أن استحكم له الأمر و « سخن بلاستو » و يتنصل من التزام دولة بدعوى أن المحضر غير قانوني و أن الأمانة العامة للحكومة ستبث في الأمر. و المثير للضحك أنالأمانة العامة للحكومةهي من كتبت بنود هذا الاتفاق « فهم تسطا » ، طالبنا بحكم قضائي لينفذ المحضر فتوجهنا للقضاء و نحن متيقنون من عدالة قضيتنا و قال القضاء كلمته٬ حيث قضت المحكمة الإدارية بالرباط بالتسوية الإدارية و المالية٬ لكن رئيس الحكومة كعادته أبى إلا أن يطيل معاناتنا و كأن الأمرحساب شخصي بيننا وبينه،فقرر استفاء جميع درجات التقاضي غير مبال بمعاناتنا.
بن كيران يدرك جيدا أن « حبل المحاكم طويل » و ما يثبت نيته السيئة هو محاولة هيئة دفاعه تطويل الإجراءات المسطرية عبر مذكرات لا فائدة منها إلا التكرار٬ رغم أن الملف استوفى آجاله القانونية. ولا زلنا إلى حدود كتابة هذه الأسطر ننتظر تحديد جلسة النطق بالحكم و كلنا رجاء في إنصافنا و إيقاف هذا الظلم و الجور.
و ما يبدو واضحا هو أن رئيس الحكومة ذو المرجعية الإسلامية يتلذذ بمعاناتنا لأنه يحصر ملفا اجتماعيا ذو أبعاد إنسانية في زاوية سياسوية ضيقة لتصفية حساباته مع خصومه السياسيين٬ و باستئنافه للحكم الابتدائي و الذهاب إلى محكمة النقض في حالة تأييد محكمة الاستئناف للحكم الابتدائي يرمي إلى كسب المزيد من الوقت و رمي الملف برمته في ملعب الحكومة القادمة لأنه يعي جيدا أنه خسر شعبيته وثقة المغاربة و لن يفوز مجددا في أي استحقاق انتخابي، و الضحايا في آخر المطاف هم نحن!.
ما يثير الاستفزاز هو المقاربة الانتقائية لهذه الحكومة التي تعتبر محضرا رسميا موقعا من طرف الدولة المغربية غير قانوني بدعوى عدم شرعية التوظيف المباشر و أنه الفساد الأعظم في هذه البلاد٬ ضاربة عرض الحائط بمبدأ عدم رجعية القوانين و استمرارية المرفق العام و قاعدة الأمن القانوني. السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: لماذا لم يعالج رئيس الحكومة بنفس الحزم و « التسنطيحة البنكيرانية » ملفات الفساد المتعفنة و التي أصبحت رائحتها تزكم الأنفس أم أننا الحائط القصير؟ لماذا سكت و لم ينبس ببنت شفة في موضوع الشكلاط و الدبلومات المزورة؟و هو الذي صك آذاننا بأسطوانته المشروخة حول محاربة الفساد٬ متناسيا أن محاربة الفساد تقتضي تنقية بيته الحكومي أولا من المفسدين و ليس احتضانهم لينطبق عليه المثل المغربي القائل « شطب باب الجيران و خلا بابو.! »
أقول لك سيدي رئيس الحكومة الموقر مع كامل احتراماتي: أنك خيبت آمال المغاربة و خصوصا شباب هذا الوطن و بالأخص معطلي ما بات يعرف بمحضر 20 يوليوز٬ الذين تعرضوا لأكبر عملية نصب في تاريخ المغرب الحديث٬ مغرب حقوق الإنسان و دولة القانون و المؤسسات٬ و الذين نكل بهم في شوارع الرباط لأزيد من ثلاث سنوات و لازالت معاناتهم مستمرة تحت صمت ذريع للأحزاب السياسية و باقي فعاليات المجتمع المدني.
رغم القهر و الظلم والمعاناة المستمرة والتعتيم الإعلامي و سياسة « الزرواطة »، نحن هنا مرابطون صامدون٬ سنتمسك بحقنا إلى آخر رمق حتى نلتحق بمناصبنا لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه و أنت قلتها الرزق ليس بيدك٬ لكن تذكر أن الظلم ظلمات يوم القيامة و أن الله سبحانه وتعالى حرمه على نفسه وعلى الناس، قال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي : { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا} [رواه مسلم].وقوله تعالى : ‹ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء .
حسبنا الله و نعم الوكيل فيك و في كل من تلاعب بنا و كان السبب في حرماننا من حقنا٬و اختم بقوله عز و جل: ›إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون›.
2 Comments
message claire. , directe à moins que Ben Kirane et son gouvernement ne veuille le recevoire.
يبدو من خلال هذا المقال أن صاحبته مستعدة للقيام بما يقوم به 10 وزراء في الحكومة فلهذا يجب اعطاء الفرصة للشباب المؤهل.