جمعية النبراس للثقافة والتنمية تنظم ندوة حول موضوع : المجتمع والاعلام
بسم الله الرحمان الرحيم
المجلس الإداري
اللجنة الثقافية
جمعية النبراس للثقافة والتنمية
البرنامج الثقافي السنوي 2014
ندوة المجتمع الوطنية السنوية /ماي 2014
الموضوع : المجتمع والإعلام
الدورة : دورة الدكتور المهدي المنجرة
التاريخ : 2/3 ماي 2014
المكان : جمعية النبراس للثقافة والتنمية – وجدة
المجتمع و الإعلام
موضوع المجتمع و الإعلام من المواضيع الملحة و المتكررة؛ تكرر سؤال طبيعة العلاقة القائمة و « المختلة » بين الإعلام و المجتمع، بداية من سؤال من يؤثر فيمن ؟ وصولا إلى سؤال علاقة الاستتباع: من يتبع من أو من المفروض أن يخدم من ؟ و الحال أنه ونتيجة ثورة الاتصال و الطفرة التواصلية الحضارية عموما؛ تكرس موقع الإعلام الذي انتقل من مجرد وسيط « محايد » أو المفروض انه محايد إلى طرف قائم بذاته و جزء في المعادلة نفسها! لقد أضحى الإعلام ماردا غادر قمقمه و استعصى على الترويض؛ و في بعض الأحيان حتى على الوصف !
و إذا كان في الماضي القريب لكل سلطة/مجتمع إعلام؛ فاليوم الآية معكوسة تماما؛ بحيث أضحى لكل إعلام سلطة و مجتمع قائم بذاته؛ و لا أدل على ذلك مجتمع الشبكات الاجتماعية. إذ تعاظمت سلطة الإعلام؛ لحدود لا تتصور بفعل الثورة الرقمية غير المسبوقة التي حولت العالم إلى مستوطنة أو مستوطنات افتراضية إعلامية. و لا نقول إلى مجرد قرية صغيرة بل إلى مجرد فضاء أشبه بالمقهى تختصر فيه المسافات و الأمكنة و الأزمنة؛ فلم يعد للبعد أو للقرب فيه معنى يذكر ! بل حتى عامل اللغات و اختلافها تم تجاوزه. حيث انقسم المجتمع إلى نوعين: مجتمع تقليدي مادي و آخر افتراضي. بل حتى كلمة افتراضي هي من قبيل المجاز؛ فمثلا الربيع العربي بدأ أول ما بدأ على « المجتمع الافتراضي » و الذي احتضن و عبأ و أجج الحراك؛ منتقلا فيما بعد من الافتراضي إلى العالم المادي الواقعي.
و قبل أزيد من أربعين عاما كان يصدح في المغرب صوت المفكر العالمي الدكتور المهدي المنجرة؛ مناديا بأعلى صوته بأن الحرب القادمة هي حرب حضارية بامتياز، و الكلمة فيها للحضارة الأكثر تنظيما و أكثر احتراما لهويتها و مقوماتها الحضارية، و لأن الهوية جزء من المعركة فان تكون أو لا تكون ! و لم يعبأ به أحد لأن مغنية الحي ليس من عادتها أن تطرب ! جراء حالة الحصار المضروبة على الرجل، و الذي كان له حضور و تقدير في المحافل و الجامعات والمراكز البحثية الدولية أكثر مما احتفى به أهل الدار ! إلى أن أعلنتها « ثلة » من مثقفي البانتغون بتعبير المفكر الراحل رجاء جارودي؛ من أمثال فرانسيس فوكوياما و صامويل هنتنكتون بأن الحرب أساس الصراعات و التحالفات المستقبلية القادمة هي صراعات حضارية، بين حضارات بعينها و ليس بيم دوليات قطرية ! كما أعلن الدكتور المهدي المنجرة بأن الطفرات الرقمية التكنولوجية المهولة سيكون لها تأثير صريح على مجريات الأوضاع، و أنه لا يوجد بلد استثناء؛ وفعلا صدقت نبوءة أو قراءة الدكتور المنجرة؛ و انقلب العالم العربي رأسا على عقب؛ ليس نتيجة الإفلاس السياسي و الاجتماعي فحسب فهذه معطيات قديمة؛ و لكن نتيجة حالة الكبت التعبيري و الحنق غير المسبوق الذي تم احتضانه و تأجيجه في فضاءات غير الفضاءات الكلاسيكية الشديدة الرقابة.
إن جمعية النبراس و هي تنظم هذه الندوة الوطنية حول المجتمع و الإعلام؛ إنما ترسخ لتقليد دأبت عليه منذ نشأتها في سنة 1982، في احتضان و تهمم دائم لأسئلة المجتمع. علاوة على ممارستها الإعلامية إنتاجا و نشرا و تأليفا…و من جهة أخرى؛ فقد دأبت الجمعية على تكريم مفكري المغرب الذي لم ينالوا حظهم من التكريم. و لعل الدكتور المهدي المنجرة هو أمن أبرز معلمة فكرية مغربية فرضت نفسها و احترامها على المستوى الدولي. و نموذج للمفكر الذي لم يفصل بين العلم و القيم الحضارية للأمة. و هو بالتأكيد مجرد نموذج من مفكري المغرب البارزين الذين طالهم الإقصاء و التهميش محليا و ما يزال. نتيجة مواقفه الصارمة؛ فلم يكن الدكتور المهدي بالمعارض أو المناوئ للسلطة؛ و لكنه كان و سيبقى ذالك المفكر المستقل عن هيمنة السلطة. البعيد كل البعد عن أشكال التملق و المداهنة؛ لأنه يرى بأن السلطة يجب أن تكون تابعة و خادمة للفكر و ليس العكس !
من هذا المنطلق تبحر جلسات ومداخلات الندوة في موضوع حيوي مصيري كهذا أملا في المساهمة في إعادة التوازن الثقافي للمجتمع والأمة.
والسلام
Aucun commentaire