احذروا يا أساتذة من إخراج التلاميذ دون ضرورة
اتصل بي أستاذ وهو صديق القسم في ما مضى يشتكي حاله من وضع وجد نفسه فيه,من جراء شجار بين تلميذة تفوهت في وجه تلميذ معها في القسم بكلام غير لائق ونقاش ورد من هذا التميذ كاد يفضي الى كارثة ,مما دفع بالأستاذ الى اخراج التلميذة مع تقرير- ولله الحمد- لتحضر أمها في وقت لاحق مع ابنتها التي وحسب رواية الأستاذ قامت بجرح أطراف من جسمها وادعت أن اخراجها تسبب في ما تسبب. تسللت الأم الى القسم وأسمعت الأستاذ كلاما لا يليق بل وهددته بمتابعته قضائيا.بعد الواقعة تدخل السيد مدير الثانوية والذي أعرف عنه الرزانه والتعقل ليصلح ذات البين ويهدئ الأمور. وعليه سأنطلق من هذا الحدث لأحاول إعطاء وجهة نظري في الموضوع.
لم يعد الوضع كما كان من قبل ,تلاميذ بسطاء قليلي الحركة والتحرك ,يقدرون أستاذهم ويحتشمون في لباسهم ويجدون في دروسهم.إننا أمام موجة من التيارات المخربة من علمانية متطرفة ومخدرات منتشرة وميوعة اجتماعية متفشية وغيابات للآباء وتردي في النتائج وقلة حياء عند الكثيرين…. مما يستدعي من أساتذتنا التروي والحذر عند التعامل مع تلامذتهم الذين يفترض أن ننظر إليهم من زاوية البراءة والأمل في الاصلاح والبناء. ولكن وجب علينا تفادي إخراج التلاميذ الا للضرورة القسوى التي يستحيل معها متابعة التميذ للحصة , وهنا أعني بالاستحالة مثلا احضار قنينة خمر أو تعدي بالضرب والجرح أو ما شابه ذلك ,ولا أعني أن يضحك التميذ مع صديقه أو يلتفت يمينا أو شمالا أو عدم احضار كتاب مدرسي أو تصرف من هذا النوع.كل هذه السلوكيات يجب أن تعالج تربويا داخل الفصل وإن وصل الأمر الى ضرورة العقاب كعدم تحضير تلميذ لفروضه عدة مرات على سبيل المثال, فعندئد وجب استدعاء ولي أمره عن طريق السيد الحارس العام لمعرفة حقيقة هذا التكاسل . أما في الحالات التي تتطلب اخراج التميذ المشاغب من الفصل والتي يجب ألا نتوسع فيها – لأن إخراج التلميذ من باب الاستثناء, والاستثناء كما يقول الأصولوين لا يقاس عليه ولا يعتد به- , فلا بد من اعلام الادارة أولا بواسطة تقرير موجز يرسل الى السيد الحارس العام مع التلميذ المسؤول عن القسم أو الذي يستحسن أن نسميه ممثل التلاميذ ,ليحضر الحارس العام وجوبا ومصاحبة التلميذ المخالف الى قاعة المداومة أو ما شابه ذلك الى الحصة القادمة, ليتخذ الحارس العام ما يراه ملائما وفق مقتضيات القانون الداخلي للمؤسسة بعد عرض الملف على السيد رئيس المؤسسة ليبدي رأيه في النازلة,وفي جميع الأحوال لا يغادر التميذ المؤسسة إلا بعد انتهاء وقت حصصه الدراسية لذلك اليوم.
في الشق المتعلق بالادارة التربوية.فقد يكون تسلل الأم الى القسم خلسة دون أن يراها أحد ,لكن ومع ذلك تبقى مسؤولية الادارة قائمة في وجوب منع أي أب ولوج القسم باي حال من الأحوال . وهنا تتوزع المسؤولية وتنتقل الى السيد البواب الذي يلزم بمعرفة هوية كل من ولجها ومرافقته الى ادارة المؤسسة ,وليست مهمته تقتصر على فتح الباب واغلاقه, وإلا يمكننا فعل ذلك بواسطة زر كهربائي. نحن في حاجة الى حماية المؤسسة من كل دخيل قد يستبب في ما لا تحمد عقباه.كما يتوجب على الادارة منع التلاميذ من مغادرة المؤسسة إلا بعد نهاية حصصهم تفاديا لمثل هذه الحالة التي لولا لطف الله لكانت تحولت الى مصيبة لا قدر الله.إن محيط المؤسسات مليئ بالمتربصين من المنحرفين ممن ينتظرون مثل هذه الفرص . فكم من تلميذ أخرج من القسم وغادر المؤسسة لتقع له حادثة كما حصل في ثانوية وادي الذهب في وقت مضى.أو يرتكب جريمة ويلقى عليه القبض وهو محسوب عند الأستاذ حاضرا والذي ربما تهاون في تسجيله ضمن الغائبين.أو بنت تقع لها كارثة ما مع أنها لم تسجل غائبة ……
التعامل مع حالات اخراج التلاميذ من القسم يجب أن يتسم بكثير من الحيطة والحذر. واخراجهم يجب أن يكون ضمن آخر الحلول التربوية.وعدم مغادرتهم المؤسسة إلا بعد نهاية حصتهم الدراسية يجب أن يكون أمرا مفروغا منه من طرف ادارة المؤسسة.فليعلم كل مسؤول عن التربية داخل مؤسسة تعليمية أنه يتحمل كامل المسؤولية عندما يلتحق التلاميذ بالمؤسسة الى وقت خروجهم ,ضمانا لحق أولياء أمورهم الذين وضعوا ثقتهم في مؤسساتنا التعليمية وسلمونا فلذات أكبادهم من أجل العمل والمساهمة في تربيتهم قدر الأمكان وعدم التعامل معهم وكأنهم راشدون أو منحرفون.
وفي الختام أتمنى من الله أن يحمي ادارتنا ومدرسينا وتلامذتنا من مثل هذه الحوادث التي قد تكون لها عواقب وخيمة ,وأن يلهمنا العدل والانصاف في التعامل مع مثل هذه الحالات التي قد تخرجنا عن جادة الرشد ولو لوقت قصير. بعدها ما العمل …. وما المصير؟؟؟؟؟؟؟
3 Comments
الاستاذ الفاضل محمد المقدم,اصارحك القول انه من افضل المقالات التي قراتها لك,لانه فعلا مقال يعالج امورا يجهلها الكثيرون رغم التحذير من العواقب,ورغم المذكرات الداخلية التي تذكر كل موسم دراسي بخطورة طرد المتعلمين,واصدقك القول ان هناك مجموعة من السادة الاساتذة الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه,فيقلعون عن امور كهاته قد تجعلهم في مواقف لا يحسدون عليها,الا ان المؤسف واقول المؤسف هناك من يتجاوز هذه المذكرات في غفلة من الادارة ليطرد تلميذا او تلميذة لابسط الاشياء,ويتبين ذلك بعد حضور ولي الامر الى المؤسسة وفي بعض الاحيان ياتي في حالة من الغضب والتذمر قد يؤديان الى مشاداة مع الاستاذ.
اما في الشق الثاني من مقالكم والمتعلق بالادارة,فقد قلتم ان من واجباتها منع الاباء من دخول الاقسام,وبالفعل هذا ما يريده اغلب رؤساء المؤسسات اجتنابا الى مشاداة محتملة مع الاساتذة,لكن المؤسف ان رؤساء المؤسسات يواجهون وابلا من السب والشتم ان اقدموا على هذا المنع حفاظا على سير المؤسسة,وفي كثير من الاحوال يؤدي ذلك الى تحرير محاضر لدى الشرطة.والاغرب ان في كثير من الاحيان يقر الزائر انه مستدع من طرف الاستاذ للحضور لامر يهم ابنه دون اخبار الادارة رغم اطلاعه على المذكرات الداخلية والقانون الداخلي للمؤسسة,والعجب العجاب حين يستدعي الاستاذ او الاستاذة مجموعة من الاباء في يوم واحد لامور لا يعلمها الا هو,اما تبريرها لدى الادارة هو ان الدعوة لاجل تتبع الاولياء لنتائج ابنائهم.
انها فعلا معضلة تحتاج الى مراقبة دائمة من الادارة,وفي نفس الوقت على السادة الاساتذة ان يعلموا ان منع الاباء من ولوج الاقسام ومنع طرد المتعلمين في صالحهم وحماية لهم من الافات التي قد يتعرضون لها,اما تتبع النتائج والتواصل مع الاباء فهما امران لا مفر منهما الا ان الطرق التي ينهجها البعض واكرر البعض في دعوة الاباء وفي بعض الاحيان يوميا امر يحتاج الى مراجعة,ولا يزيد المؤسسة الا تسيبا وفوضى قد تؤدي الى امور الكل في غنى عنها.
Il faut aussi voir l autre face du sou!Des eleves victimes du comportement anti_pedagogique de qques enseignants.
وهذاالتلميذ الذي أسميته مسؤولا عن القسم أوممثلا عن زملائه فهو تحت مسؤولية من في حالةوقوع حادث ما لا قدرالله وهل تمت استشارةالأب عن تكليف ابنه بهذه المهمة