Home»Régional»4+4= قصة قصيرة16

4+4= قصة قصيرة16

0
Shares
PinterestGoogle+

4+4=16

عزيز باكوش

لم يرغب" فريد " تلميذ المستوى الرابع بمدرسة ابتدائية بفاس المغربية التعبير عن مهارته الفائقة في انجاز عملية رياضية بسيطة على لوحته الخشبية, ولكنه فكر في إبراز قدرته في الانجاز هذه المرة بطريقة مختلفة تماما .

فقبيل الدخول الى الحصة بدقائق ، لفت نظر زملائه بساحة المدرسة الخارجية ، وشرع كرسام مبتدئ ، فرشته مسمار ، ولوحته واجهة سيارة فاخرة ، ركنها أحد المهاجرين المغاربة القاطنين بالخارج، ثم شرع يدون المسالة ، أربعة.. زائد.. أربعة ..تساوي.. ستة عشر .

وضع فريد حاصل مسألته الرياضية 4+4=16 بالبنط العريض على واجهة باب سيارة المهاجر المغربي بهولندا، بشكل مقروء وواضح تماما ,كما لو انه أمام سبورة القسم .

وإمعانا في الثقة, أضاف فريد و بنفس المهارة وذات المسمار الصدئ .. عبارة حسن جدا. ونصت العملية التي أنجزها الطفل فريد 10 سنوات ، أمام منزل مالك السيارة على مساحة حوالي 50 سنتمترا من مساحة حساسة ، لسيارة فاخرة من طراز رفيع ، لم يمض على خروجها من المعمل سوى شهور قليلة .

ردد زملاء فريد العملية كما اتفق ، وفيما رن جرس الدخول ، حاول فريد مسح الأرقام بيده كما يفعل أمام السبورة. ثم غادر مثل سمكة في مأزق.

لأول وهلة ،لم يتساءل المهاجر عن الفاعل ، بل صاح بنبرة غصب " أربعة زائد أربعة يساوي ثمانية يا بليد، وليس 16 . لكن المهاجر الخمسيني. ع ل. صعق ، ولعن عطلة العيد ، وطبق الكسكسو والطاجين، وبراد الشاي، الذي كلفه غاليا. كما بخس المدرسة المغربية، وقلل من أهمية برامجها ومستقبل البلاد ، واستنقص عناق الأحبة الذين لم يربوا أطفالهم ، بل على العكس من ذلك ، قادوه الى هذا الحتف المعنوي الرهيب . كان ألما نفسيا عميقا يسيطر على كيانه ، كما لو أن حكما ظالما صدر في حقه من دون مبرر واضح.

لم تجد "ايفا" زوجته صعوبة في فك رموز العملية الحسابية البسيطة ، لقد كانت الحروف تلمع، وتهتز نتوءاتها وسط سواد يلمع هو الآخر تحت شمس خريفية تشق الأصداغ، ظلت " ايفا" تتفقد باهتمام بالغ هذا الانجاز الرياضي ، الذي سيلزمها تحمل تكلفة مالية تعادل كبشي أضحية سرديين ، فضلا عن تعاليق لا تتوقف من أبنائها في برلين ، خاصة ابتنها الكبرى التي تدرس هندسة الإعلاميات ، التي اختارت لون السيارة على نحو النجوم الكبار …لم تكن " ايفا"راضية عن قضاء عطلة عيد عاجلة بالمغرب ، لذلك ، قالت بغضب لبق موجهة كلامها الى زوجها " اعمل ما تراه مناسبا الآن ، من اجل محو آثار هذه التفاهة ؟؟

منذ ذلك الحين ، تخرج ايفا من شقتها كل صباح ، في طريقها الى مراب تحت فيلتها الفخمة ، وقبل أن تفتح بالبعد سيارتها ، تراقب في ذهول مكان المسالة ، لقد أصبح الماضي " فريد " ، وإعجازه الرياضي ، هاجسا مرعبا يسكنها على الدوام .

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عابرة
    05/01/2008 at 00:22

    يبدو أنك تستفيد جيدا من نكت الأطفال.إلا أن السيارة في النكتة كانت 4 ×4.فحسن جدا الأخ عزيز.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *