مشكلة التعليم وأسئلة المجتمع
إنها مشكلة التعليم و أسئلة المجتمع المؤرقة،لأنها تخص الطبقات الاجتماعية المتوسطة و الفقيرة.أما الطبقة الموسرة فلا يهمها من أمر التعليم شيئا ،فليذهب إلى الجحيم. و هي أسئلة مرعبة لأنها تتعلق بمصير أجيال مهولة من المغاربة لا ترى أفقا واضحا لا في الأرض(عليها أوفي باطنها) و لا في السماء.وهي أسئلة موجعة لأنها تتعلق بالخبز((الخبز الحافي كما كتب عنه الكاتب المغربي الراحل محمد شكري،و لا عن الخبز اليابس و لا عن الخبز بالمرق)) فعندما ينزل الإنسان إلى ما تحت الرصيف الاجتماعي و يكون من غير المصنفين اجتماعيا،سيكون من فصيلة « إنسان المغارة » الذي يبحث فقط عن الخبز اليابس،وفضلات الأكل المتخلى عنها في القمامة.فكل طبقة اجتماعية لها خبزها الخاص بها،به تتميز عن غيرها…
كل وزير تعليم يتعين ضمن لائحة الوزراء.هو ك »سيزيف » الأسطورة،يدفع بالصخرة إلى أعلى الجبل فتتدحرج بدون حرج إلى الأسفل.و كل مرة تدفع الصخرة إلى أعلى، تتدحرج إلى الأسفل فئات من الأجيال إلى أين؟حتى لا نقول بتفاؤل كبير إلى الجحيم المقيم.كل وزير (في ميدان التعليم الذي يهمنا)يأتي ببرنامج جديد،ومنهج جديد في العمل،وفهم جديد،ويدافع باستماتة المقاتل عن قضية عن (حنة يديه) و كلنا كان يتمنى أن تكون مثل حنة (لالة العروسة) التي لا تنمحي بانقضاء الليلة الأولى.
التعليم ببلادي أصبح،وباعتراف كل الناس العالم و المثقف و المتعلم، مثل وجه عجوز شمطاء(من الرجال و النساء ،حفاظا على العدل الاجتماعي طبعا) الذي تأتيه(ها) ما يسمى بالمراهقة المتأخرة،والتي يسميها أهل العلم « بأزمة نهاية العمر،حتى لا تدوخنا أزمة منتصف العمر. العجوز الهرم يحاول أن يعيد لنفسه شبابا رحل ولم يعد، بالمساحيق و المراهم والزيوت و الأعشاب و العمليات التجميلية وصباغة الشعر،وإخفاء قهر الزمن و انتصاره،بكل الوسائل الممكنة:من لباس و سلاسل عنقية و يدوية،وحلاقة عصرية،ورقص في المناسبات،واحتفال بعيد الميلاد…وغيره كثير.ولكن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟؟؟
كل رجال التعليم و نسائه غير مقتنعين بمآل التعليم، و محتوياته، ووسائله، و تقويمه، و كتبه و مراجعه، و متطلباته، و امتحاناته و اختباراته، و عطله و زمانها و توقيتها(هل بنيت على أساس علمي سيكولوجي/ تربوي،أم على أساس مؤسساتي؟؟أم أنها شطحات فكرية و جذبات انفعالية كجذبة »أهل الحال »؟؟؟
هل نقر باشمئزاز أم باعتزاز أم بخجل؟أم نواري سوءاتنا في التراب؟أن لدينا مشكلة تعليمية لصيقة بالمجتمع،وعلى أساسها نسجل في آخر لائحة الترتيب الدولي،بعد دويلات استقلت حديثا(بوركينافاسو) أو اقل من ترتيب شعب فلسطين و هو تحت الحصار و الاحتلال؟ أن ترتيبنا مع الأمم المتأخرة و المتخلفة،لا يعني إلا شيئا واحدا:وهو أن القائمين السابقين على شؤون التعليم،لم يسعوا (إما بإرادتهم و نواياهم الخبيثة،أو بدون قصد(هذا ما طحنت الرحى).ونخاف أن يكون التفسير الثاني هو الصحيح،فيثبت أن الأمر يتعلق ببلادة مستعصية لصيقة بعقولنا. ماذا نكون في مدارسنا؟هل نكون الجاهل أم الأمي أم المتعلم؟؟؟ما هي مواصفات المتعلم؟أعتقد أن مواصفات المتعلم كما هي متعارف عليها:هو من يستطيع على اقل تقدير،أن يقرأ و يفهم ما يقرأه(في أية لغة يتعلمها)،ويكتب(إملاء و تعبيرا) و يحسب و ينجز العمليات الحسابية المختلفة ،بحد أدنى من الخطأ.هذه أهداف التعليم الأساسي،فهل حققناها؟ أي هل من ينجح من القسم السادس إلى المرحلة الإعدادية تتوفر فيه هذه المواصفات؟ لا نتحدث عن التعليم البائس في الإعدادي و الثانوي و حتى الجامعي، بدون حرج .ينبغي أن نوقظ الشاعرة الخنساء من مرقدها لتقدم لنا قصيدة في رثاء تعليمنا و متعلمينا و برامجنا التعليمية و امتحاناتنا،وحتى من بعض أساتذتنا الذين يريدون التزحلق في الوحل واستغلال الفرص للنهب و سرقة أموال الناس و الشعب،عنطريق الساعات الإضافية الواجبة و المؤدى عنها.
نعم،لدينا مشكلة موجعة في التعليم.ونتمنى خالصين و مخلصين للوطن و المواطن،أن يحيط المسؤول عن إصلاح التعليم،بخبراء من كل صنف( المعرفي/السيكولوجي/البيداغوجي/الاقتصادي /السياسي/الديداكتيكي في البرامج و المناهج و التقويم (،وقس على ذلك…إن مرض التعليم خبيث و مستعصي،ويتطلب فريقا من العاملين المتخصصين ،كل في ميدانه.وإلا لانقلبت السفينة و غرقت و أغرقت ركابها،كما فعلت سفينة »طاطانيك »الأسطورية.
ليست كل المشاكل لها حل،وليست كل الأمراض لها شفاء.وإلا لماذا يوجد
الهم و الغم و الحزن و الغبن و الألم و البكاء و العويل و الصراخ (و الندب)و اللطم على الخدود و الرأس ؟أليس من الهبل أن يتحدث الإنسان (عن طمع ) عن إكسير الحياة:الذي يجعل الشيخ يحلم بالقضاء على خلايا الشيخوخة،وخلايا المرض.
أخيرا وحتى لا نلوث أدمغتنا بوحل روث البهائم، نتساءل و نسأل من بيده إصلاح التعليم:1 )ما هي إستراتيجية الإصلاح: » أهدافه و مدته ووسائله »؟
2 ) ما هي المشاكل الكبرى؟و المشاكل المتوسطة؟
3 )ما هي الحلول المقترحة؟
4 )ما هي الوسائل المتوفرة؟(البشرية و المادية و المالية)
5 )ما هي الوسائل الواجب توفيرها؟
6) ما هي طرق العمل المقترحة؟وما هو فريق العمل؟
7) ما هو كشف الحساب'(التقويم) لتبيان الربح و الخسارة؟
صحيح أن أيام الله في تدفق مستمر(أيام تمضي و لا تعود، و أيام نستقبلها)،و المجتمعات المتطورة في سباق جنوني مع الزمن:من يتطور أكثر في أي ميدان و بالسرعة القصوى ؟…ولنا اليقين أن التطور في أي ميدان (الاجتماعي/ السياسي/التعليمي/وغيره،لا بد من الاعتماد فيه على أهل الخبرة المحلية.أما الخبرة الأجنبية فلا دراية لها بطبيعة العقول و لا بطبيعة الإنسان.الم يعرف ابن خلدون أن « الإنسان ابن بيئته »؟ماذا فعلXavier الخبير البلجيكي في ميدان التربية و التعليم، بنظام التعليم المغربي؟و ما هي النتائج الايجابية التي قدمها المدرب الأجنبي للمنتخب الوطني في كرة القدم؟ الحصيلة هي: »صفر على اليسار(الشمال).
Aucun commentaire