غياب الآباء عن المؤسسات التعليمية يزيد من تأزم وضع التعليم
لم يعد التعليم كما كان بالأمس , ولم يعد التلاميذ منضبطون ولا مسايرون لدروسهم كما كانوا بالأمس القريب . في وقت كانوا يكدون ويجتهدون , رغم قلة الوسائل وقلة المراجع ,ورغم أمية عائلاتهم وفقرهم . العزيمة والإرادة كانت دافعة للتنافس والمثابرة.
تداخلت عوامل عدة منها: تكاثر المخدرات والحبوب المهلوسة والتي ملأت سوقنا من فعل جارتنا التي يعمل جهازها على النيل من بلدنا بشكل منظم ومهيكل, وتنامي التواصل عبر المعلوميات التي أغرقت بيوتنا بخراب ومناكر لا حد لها ,وتكاثر القنوات الفضائية التي زرعت بعضها الفتنة والفضائح,وتناقص الأمل في الشغل, وتراجع القيم الأخلاقية من جراء ما يسمى « حقوق الإنسان » والتي عملت على تقليص دور الأسرة وتراجع فاعلية رجال الأمن مخافة من عواقب قد لا تحمد عقباها, وتزايد دور الإعلام في التشهير ببعض الجرائم التي أثرت سلبا على الكثير من شبابنا غير المشبع بالتربية الصحيحة.وعوامل أخرى…
هذه وغيرها ساهمت في نقمة التلاميذ على مؤسساتهم والبحث عن إشباعات خارج فضاء اتهم , حولت سلوكياتهم الى انحرافات . فأصبحت قاعات الدرس مجرد سجن مؤقت للكثير من التلاميذ الذين ينتظرون دق الجرس للهو والمرح وملاقاة كذا وفعل كذا وكذا ….ولم يعد الأستاذ ذلك الأب الثاني وأحيانا في الأب الروحي من حيث الاحترام من طرف تلامذته الذين كانوا يرون فيه نموذجا يقتدى به من همة وهمم. بل أصبح يتعرض للشتم والسب والقذف والضرب أحيانا. ولم يعد الأب ذلك السيد الذي تهابه العائلة وتسكت عند حضوره وتسمع كل كلامه وتحترم مقامه,ولم يعد التلميذ يهتم بقضاء وقت فراغه في بعض أنواع الرياضات والألعاب البريئة . إذن تلميذ اليوم مختلف كلية عن تلميذ الأمس ,سلوكا وانضباطا ومواظبة وإرادة.
وسط هذا التغيير الذي حول الكثير من مؤسساتنا سيما داخل الحواضر الى جحيم ,من كثرة الانحرافات والمضايقات التي يسببها تلامذتها من شدة شغبهم وبحثهم عن مسببات لتفريغ غرائز لا تمت الى التربية بصلة. الظاهرة ليست عامة ولا تشمل جميع مؤسساتنا, لكنها موجودة ومؤثرة على السير العادي للدراسة , الى درجة أن إخراج التلاميذ من الأقسام بسبب الشغب يمثل نسبة معتبرة. ولذا ومن هذا المنبر أدعو السادة الأساتذة الى التروي في إخراج التلاميذ من الحصة بسبب ما يسمى الشغب ومحاولة قدر الإمكان معالجته داخل الفصل بطرق تربوية تجعل التلميذ يحس بعزلته وعدم مشاركة باقي التلاميذ فعله,بدل الدخول معه في أخذ ورد وكلام لا يليق أو الزج به الى الحراسة العامة ,مما يحقق هدفه ويعيده الى الفصل في الحصة القادمة بعد أن يمضي ساعة أو ساعتين خارج محيط المؤسسة مع منحرفين يتربصون هذه النماذج لالتقاطهم وتعويدهم على تناول المخدرات.
وما هو خطير في الأمر غياب أولياء أمور التلاميذ خاصة منهم الآباء عن تتبع سلوكيات أبنائم داخل المؤسسات التعليمية وترك المهمة للأم التي تفضل إخفاء الكثير من قضايا الأبناء السلوكية على آبائهم الذين يفضلون الهروب الى الأمام أو يستعملون عنفا لم يعد مجديا.عندما تسأل السيد الحارس العام عن مستوى حضور الآباء الى المؤسسات التعليمية , يوضح لك أن نسبتهم لا تتعدى 5 في المائة أو أقل, وأن حضورهم لا يتم في الكثير من الأحيان إلا بعد فوات الأوان كالتشطيب مثلا, للاستفسار عن سبب الطرد مع أنهم كانوا طرفا رئيسيا فيه وساهموا بغيابهم وعدم تتبعهم في ضياع إبنهم الذي لم ينقطع عن الدراسة إلا بسبب أصدقاء السوء والبحث عن فضاءات للانحراف والتمتع بحرية لا قيود لها ولا ضوابط تؤطرها. وعندما يتجاهل الأب توصله بخبر الانقطاع ,تجد بعد البحث المدقق أن الإدارة قد قامت بواجبها ,إلا أن المراسلات كانت تصل الى البيت وتنتهي بين الأزبال.
وفي المقابل عندما يسجل الأب إبنه داخل مؤسسة خاصة تجده دائم الحضور ودائم التتبع .لكنه لا يفعل نفس المواكبة إن كان إبن ثاني له يتمدرس داخل مؤسسة تعليمية . مع أن الجميع يعلم أنه قليل هي المؤسسات الخاصة هي التي تحرص على الدراسة الجيدة , بل تعمل بعضها أو ربما عدد هام منها على تضخيم نقط المراقبة المستمرة والفروض المحروسة .
خلاصة القول حان الأوان لتحمل الآباء مسؤولية كاملة والحضور المكثف للمؤسسات التعليمية . فما فائدة التبرير بدعوى البحث عن لقمة العيش وتوفير الأكل والشرب واللباس,إن كان أبناؤك خارج التغطية؟ لم تعد المدرسة وحدها قادرة على تحمل العبء الثقيل الذي أرهقها وأزعج طاقمها الإداري والتربوي . كل أب مدعو الى المواكبة والتتبع للوقاية قبل الكارثة التي قد تعكر صفوه وتقلب السعادة داخل الأسرة الى شقاء دائم.
فهل سيكون الآباء عند الموعد لتحمل مسؤولياتهم كاملة؟ أم أنهم يفضلون الهروب الى الأمام وانتظار الفاجعة؟؟؟؟؟؟؟
محمد المقدم
2 Comments
AU CONTRAIRE MR l administration des établissements scolaire doit assumer ses responsabilités et dit au nom des proviseurs, surveillants généraux ….soyez les bien venus les parents.
CE QUE j ai remarque c est l administration qui refuse les visites des parents.
نعم سيكون الاباء والامهات في الموعد لكن بشرط ان انت استطعت منع (القدافيو )اي مايسمى باولياء الامور هؤلاء هم من يمنع الاباء والامهات من الحضور لان من بينهم من هو ــعاقرــ او كان عنده ابن او ابنة يدرس في تلك المدرسة او التانوية ولم يبقى عنده ابناء لك عوض ترك تلك الجمعية اصبحت من املاكه وهكذا صارت الجمعيات مثل الاحزاب والنقابات…والمثال صارخ بتاوريرت من على راس فدرالية الاباء والامهات ؟؟؟؟؟؟؟ ومنذ مايقارب احشمت انقولها الله ينع لما يحشم قالك كيعايروا الكدافي اهما مكرهوش ايشدوا الاحزاب النقابات البلديات المجالس الجامعات الامامة