» برنامج مسار… وملاحظات حول وزارة » بلمختار «
برنامج » مسار » هو عمل معلوماتي يحتاج إلى رصيد من التعامل الرقمي ما يسهل على مستعمليه التعاطي معه بسلاسة وسرعة . وهذا بالضرورة بقدر ما يحتاج إلى تكوين فهو يحتاج إلى نوع من الثقافة المعلوماتية والتي لا تتوفر لدى الكثيرين ما يتسبب في نوع من الممانعة والخوف بل والأخطاء … ورغم أن وزارة التربية الوطنية جاءت بمشروع كبير هو مشروع جيني ووضعت الأسس المادية من قاعات وحواسيب إلا انه على المستوى التندبيري والتكويني ظلت الأمور عبثية لا تحكمها منهجية عملية واضحة إلا من بعض الاجتهادات الشخصية التي كانت تصطدم بعراقيل إدارية وممانعة وعدم رغبة في التجاوب … وبالتالي الذين انخرطوا واستفادوا من مشروع جيني خصوصا على مستوى التكوين لم تستثمر هذه النتائج لا على المستوى التعليمي ولا على المستوى الإداري. وقد تعرض برنامج » جيني » لانتقادات شديدة فيما يخص الهدر المالي حيث الحواسيب تعرضت للتلف … كما تم التعسف على القاعة المتعددة الوسائط على مستوى الابتدائي وذلك بتحويلها إلى قاعة درس من اجل تطبيق تدبير الزمن الذي فرضه الوزير السابق » الوفا » كما حوصرت أزمنة التكوين لأنه لم يدرج لها زمن معين للرفع من قدرات موظفي الوزارة …
ويلاحظ نوع من التذمر لدى العديد من رؤساء المؤسسات التعليمية الذين وجدوا أنفسهم أمام هذا الجديد الذي لم يكونوا ينتظرونه أو أنهم سيجدون أنفسهم مرغمين على التعاطي معه . سواء بالنظر إلى الأعباء التي يعتقدون أنها ستنضاف إليهم خصوصا بالنسبة للابتدائي أو سواء بالنسبة إلى ما يحتاجه هذا العمل من إمكانيات معلوماتية ضرورية لإنجاز هذا النوع من العمل والمسؤولية التي ترتبط بتقديم النتائج للمتعلمين …
بعض التكوينات التي تحدث عنها وزير التربية الوطنية والتي استهدفت المديرين على الخصوص لم تكن كافية بالقدر الذي ستعطي قدرات للتعامل مع هذا البرنامج إلا من الاجتهادات الفردية المتبادلة بين هذه الفئة . في حين يصرح اغلب الأساتذة أنهم لم يخضعوا لأي تكوين يخص هذا البرنامج ، وبالتالي لا يزال البرنامج بالنسبة إليهم مجهولا ، لأن فئة رؤساء المؤسسات ومساعديهم هم من يمتلكون مفاتيح البرنامج ، ويقتصر دور الأستاذ على تقديم نقط الفروض بحسب الأزمنة الموضوعة لذلك .
تسعى وزارة التربية الوطنية إلى الانخراط في الفورة المعلوماتية التي فرضت نفسها ، إلا انه على مستوى استغلال وتوفير الإمكانيات والقدرات لدى موظفي الوزارة يظل متخلفا ما يساهم في ارتباك على مستوى هذا الانخراط . كما يغيب لدى الوزارة التواصل القبلي مع غياب استغلال الإمكانيات المتوفرة ماديا وبشريا ما يساهم في تقديم صورة مغلوطة لدى الأطراف المعنية بهذا التحول ، ما يعود بالضرر على المنظومة التربوية ويخلق حالة من التوجس والخيفة بالنسبة لفئات بهذا القطاع خصوصا فئة التلاميذ حول مستقبلهم الدراسي .
1 Comment
كثر اللغط حول مسار دافعه الحفاظ على امتيازيات ومصالح خاصة، فمنظومة مسار لا تشكل أي صعوبة ولا عملا إضافيا ولا تقنيات إعلاميائية خاصة، فأغلب الموظفين في أي مجال كان يلجون الأنترنيت ويلجون المعلوميات، ويتقنون الغوص في عمق القضايا التي تهمهم والخاصة بمصالحهم، ولما أصبح الأمر يتعلق بمصلحة المنظومة التربوية ومصلحة التلاميذ والمصلحة العامة، كثر اللغط، وكثر الكلام، وكثر القيل والقال؛
فمن ياترى يلغط؟
أطراف ذات مصلحة خاصة تريد المحافظة عليها؛
أرباب الساعات الخصوصية المؤداة؛
أرباب المؤسسات التعليمية الخصوصية؛
الذين يبيعون ويشترون في النقط؛
؛أصحاب الزبونية والمحسوبية