ساكنة جماعة مستفركي ألْبسُوا الجلود واسْكُنُوا الكهوف……..البناء ممنوع
رغمالتهميش والإقصاء,والعزلة والحرمان الذي يعيشه ممن تبقوا منساكنة الجماعة القروية لمستفركي, فإنهم متشبثون بضيعاتهم الفلاحية المتواضعة ومصدر رزقهم الوحيد, يمارسون الفلاحة, ويحترفون مهنة الرعي, لإنقاذ أسرهم من الضياع و الجوع, ويسوقون بعض منتجاتهم الموسمية مقابل بعض الدراهم, يستغلونها في تلبية حاجات أسرهم المعوزة في انتظار الفرج الذي طال أمده.
لكن ما ينذر بالتهجير الجماعي للساكنة, التعامل الصارم معهم الذي تنتهجه الجماعة والسلطة المحلية في مجال البناء رغم أن الإدارة وجدت لخدمة المواطنين, فكل من باشر إصلاح منزله الخشبي, أو بناء سياج لماشيته أو دوابه, أو إضافة بيت لأولاده الذين قتلتهم البطالة والجمود بتراب الجماعة, إلا ويفاجئ بأعوان السلطة يهددونه بوقف الأشغال أو الهدم, ما لم يحضر رخصة البناء, مما خلف استياء عارما لدى الساكنة وجعلت مشاعرهم محبطة, وتوعدوا بمزيد من التصعيد خلال الأيام القادمة, إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم في الموضوع المرفوعة إلى الجهات الوصية.
أيها القارئ العزيز, وأنا أتحدث عن البناء بجماعة مستفركي, لا تظن أنها جماعة تطل على شاطئ الجوهرة الزرقاء لتفسد جماله, أو تتخللها طرق سيارة تزعج نظرة المسافرين والمسئولين, أو مركز حضاري راقي, أو منتجع سياحي يقلق راحة زائريه, بل قرية منسية متوارية وراء جبال الزكارة, وهي الأفقر على صعيد الجهة وربما بالمغرب, تعيش التهميش المركب داخل التهميش, تصارع بإمكانات بسيطة وبسواعد أبنائها لإثبات وجودها ، وكل النداءات المتصاعدة والمتتالية لم تستطع كسر جدار الصمت المطبق عليها وحولها.
قرية لم يرحمها المسئولون المحليون, ولم يلتفتوا إليها, دليلهم في ذلك الغياب الشبه الكلي للمشاريع التنموية بالمنطقة, ما عدا تلك المنجزة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبعض جمعيات المجتمع المدني.
قرية أهلها البسطاء, لا يعيشون نعم وميزات القرن الواحد والعشرين, مسالك مهترئة وغير معبدة, دواوير معزولة عن الشبكة الوطنية للكهرباء, نقص حاد في التزود بالماء الصالح للشرب, نقص في التطبيب, التمدرس…….
أيها المنتخبون المحليون, كفاكم الغوص في متاهات لا تخدم مصالح الساكنة, فمجال تطبيق قانون التعمير واضح, ولا يتجاهله أحدا, وصدور أي قانون جديد, يسري على كافة الجماعات بتراب المملكة, ليس جماعة مستفركي فقط,واهتمامات الدولة منصبة أكثر من أي وقت مضى على العالم القروي من اجل الاستقرار والحد من معاناته اليومية, لقد انتهى زمن التحكم والفساد السياسي, فمواطن اليوم ليس مواطن الأمس, فهو ينتظر من يستطيع ترجمة طموحاته إلى واقع ملموس.
Aucun commentaire