رسالة فرنسا : حتى الأضحية تسافر في أوربا
حتى الأضحية تسافر في أوربا
حقيق أن كل بلاد و أولادها٬ و صحيح أن سعادة المرء أن يكون رزقه في بلده-
ذلك انه و إن اكتسحت أمواج العولمة كل المعمور٬ ليتنقل الأفراد و البضائع و الأموال بحرية٬ إلا انه مع ذلك كما يرى بعض علماء الاجتماع الغربيين٬ صعوبة تجاوز بعض الحواجز النفسية و العقدية –
و لعل المراقب لمنابع المونغرام و الوينسترانيون٬ يعرف ببساطة كيف يمضي المهاجرون أعيادهم و كيف تذبح تضحياتهم-
فالقانون الفرنسي بالأخص٬ يشدد على احترام النظام الخاص بهذا المجال٬ و كذا احترام تعليمات و شكليات النظافة و الوقاية-
٬ لكي CFCM جميل إذن كل شيء هو في الصالح العام٬ و يكفي أن ينتظم المسلمون على الشاكلة الساركوزية فيما يدعى
يندمجون بصفة ايجابية و مفيدة للجميع- لكن الأمر لا ينحصر هنا٬ بيد أن العيد يعود بأمور مضت و لا تجديد٬ إنما الذي يلفت النظر هو لماذا تكثر إشكالات و مفارقات بل و أعياد المسلمين في كل عيد ؟
إذا وجد الأصل ״افطروا لرؤيته״٬ في ختام رمضان فما أصل المنظرين في الأضحى؟؟
أولا يكون أبونا إبراهيم الخليل واحدا؟ و نبينا عليه الصلاة و السلام أوحدا؟؟
أسئلة كثيرة ما كنت استعرضها٬ لولا أني سمعت الجزار المغربي البسيط يستغرب لثلاثة أعياد في وطن واحد٬ لقد كنت أروم في البدء الحديث عن الأضحية التي تذبح في أقصى شمال اسبانيا٬ لتساق إلى داخل الحدود الفرنسية٬ و لكن قد يكون ذلك تأقلما و تكيفا مع الجو و الوقت الذي يعيشه المسلمون هنا٬ و هذا مطلوب مع مراعاة الضوابط الشرعية-
لقد استغربت و الشيخ أمير شيشي في درسه ليوم السبت حول فقه الأضحية٬ كيف كان المغاربيون برعين في فقه الأسئلة العرضية٬ التي يعيشونها بشيء من الأسى و الحيرة٬ لقد اثبتوا قسوة المناخ العام الذي سيكبر فيه أبنائهم٬ و مع ذلك كان جواب الشيخ أقسى على إيديولوجية الاندماج٬ كما يفهمها ״المرشد״ في باريس٬ لقد نبه إلى ضرورة الوقوف بحزم على شعائر الله و رسوله٬ مثلما يقيمون في هذه البلاد٬ و طبعا بانتظام و رقي و حكمة٬ و إن كنت أظنه بلا تنزيه الأسبق إلى مثل هذه المعاني٬ بيد انه الأستاذ في جامعة القاهرة-
انه يهون إذا ما سافرت الأضحية من اسبانيا إلى فرنسا٬ فهي على كل حال في نطاق الوحدة الأوروبية!!
و انه ربما يهون أن يصوم السلفيون في ضواحي باريس مع عربيتهم!!٬ لكي يفطر الآخرون في المقاطعة الخامسة يوما أو يومين قبل٬ كل يهلل بهلاله!!، و لربما يهون أن يولد المهاجرون من مهاجرين- و لكن
الحج عرفة، كما قال الصادق الأمين- و وقفة عرفة واحدة، و من ثمة إذا كانت في التاسع من ذي الحجة، فان السنة الشريفة تخولنا أن نذبح الأضحية إما في العاشر أو الحادي عشر أو الثاني عشر، أي في ثلاثة أيام و لكن الغريب ان يعلن كل واحد عيده مع العلم أن في هذه الحالة لا يوجد متكئ مثل ما هو في حالة ״افطروا لرؤيته״ الذي يعتقد فيها عامة المسلمين و معهم البعض أن الخطاب هنا للأفراد و الجماعات و لا ادري—، و الاعتقاد في ذاك الأخير يتعارض و الركن الركين ״و أن هذه أمتكم امة واحدة״، و كما وضحنا سالفا أن الأمة هي من الأم تحتضن و تضم-
و الأبعد من ذلك أننا إذا ما أقمنا العيد في الثاني عشر، أي في اليوم الثالث، لم نترك للناس فرصة الذبح بعده و بعد بعده، لأننا بذلك استهلكنا سعة السنة لكي نقيم قنطرة هارية لا ادرى لما ستوصلنا؟؟
حساب قد نختلف فيه مع أولئك البعض، الذين لم ينقضوا و لا يريدون أن يغادروا حتى بالمغادرة الطوعية، و لكن يا ليتك تكون عيدا كي نبارككم، و لو ان المهاجرين هذه المرة هم فرحين بنصف عيد و بأضحية تسافر-
رسالة فرنسا
سمير عزو
Aucun commentaire