فئات التفتيش من التكامل إلى الاندماج
اعتقد الكثير من المتتبعين لقضايا هيئة التفتيش منذ تأسيس النقابة المستقلة لمفتشي التعليم بانقضاء دور جمعيات هذا القطاع بل ذهب البعض الى الحكم عليها بالموت والانقراض، لكن الواقع أثبت غير ذلك حيث واصلت مختلف الجمعيات ذات الارتباط بالتفتيش في كل مجالاته أنشطتها المهنية والتربوية ، ولن أكون مبالغا إذا قلت إن حدث تأسيس النقابة كان عاملا من العوامل التي كسرت الحواجز بين جميع فئات التفتيش ودفعت الجمعيات إلى العمل المشترك والتعاون ، ولعل عدد الأنشطة المشتركة في هذه الحقبة الأخيرة والتي انطلقت بانخراط هذه الجمعيات في اللجنة العشرية لتنظيم التفتيش وتوقيعها إلى جانب عدد من جمعيات مهنيي التربية والتكوين اتفاقية إطار للشراكة والتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ، وتنظيم الجمعيات ذات الصلة بالتفتيش لندوة وطنية حول تحولات وآفاق منظومة التفتيش هذه الندوة الوطنية التي توجت بالتوقيع على الاتفاقية الإطار للشراكة والتعاون بينها ونين المركز الوطني لتكوين المفتشين ،وتنظيم الملتقى الجهوي لجمعيات مهنيي التربية والتكوين بالجهة الشرقية هذا الملتقى الذي تساهم فيه الفروع الإقليمية والجهوية للجمعيات ذات الصلة بالتفتيش الى جانب مختلف الجمعيات المهنية الأخرى بالجهة الشرقية ،(…) هذا الكم من الأنشطة وهذا الحضور الدائم يزكي اعتقادي بان الجمعيات ذات الصلة بالتفتيش لم تستنفذ بعد مهامها إلا انه لا ينبغي أن يظل المفتشون حبيسي الجمعيات أو النقابات لأنهما مدخل واحد للتأثير في المجتمع المدني وان اختلفت أساليبهما وأدواتهما مقابل المجتمع السياسي ،إن ما ينتظر منظومة التفتيش من رهانات لا تستطيع جمعية وحدها أو نقابة بمفردها التحكم فيها و تأطيرها ، وإنما هذا دور جميع هذه الهيئات ، لذا فان والتنسيق بينها أصبح ضرورة ملحة للوقوف على كل المعيقات الذاتية والموضوعية التي تجعلنا نتجاوز التعدد إلى مرحلة التجميع والتوحد والاندماج ولم لا نفتح هذا الباب عن طريق منسقية وطنية لجمعيات التفتيش بكل مجالاته . ،
وفي هذا المقام استسمح أخي و زميلي عبد العزيز قريش في أن استعير منه دعوته التاريخية ومحاولاته الجادة لبعث ذوات هيئة التفتيش المتعددة و تذييب الجليد بين هذه الذوات الذات. خاصة بعد الدخول في تنفيذ الوثيقة الإطار لتنظيم التفتيش هذه الوثيقة التي رأت النور بمساهمة من الجميع والتي تقوم أساسا على مبدأين جوهريين هما وحدة الإطار والتكامل ، وبمعنى آخر يمكن القول أن ذات المفتش لا زالت في طور التشكيل منذ انطلاق مخاض هذا التنظيم وما أحاط به تفاعلات داخل الرأي العام بصفة عامة وداخل هيئات المجتمع المدني والسياسي من جمعيات ونقابات وأحزاب بصفة خاصة ، وليس من قبيل المستحيل أن ينتقل التفتيش بكل مكوناته وما تحوي هذه المكونات من ذوات متعددة إلى ذات واحدة منسجمة و قادرة على تجاوزكل التمثلات التي تكبلها إلى الماضي وتكرس تشتتها بالاستناد إلى مقولات من قبيل التخصص والدبلومات وما شابه ذلك من المثبطات المفتعلة في طريق هذا التنظيم و التي يراد بها الإجهاض على هذه الذات الناشئة ، بدعوى استحالة التفاهم والانسجام بين فئات التفتيش بالتركيز على أوجه الاختلاف وابتداع التباعد بينها ،وهذا كله مجرد وعي قائم لن يستطيع الصمود أمام الوعي الممكن الهادف الى احتضان ذات مستقبلية قادرة إلى استغلال الاختلاف وتحويله إلى نقاش والى حجة ونقد بتاء ومتبادل إذا توفرت الإرادة الخيرة المشتركة بين هذه الذوات التي كانت في الأمس القريب متعددة ومتباعدة ، هذا الوعي الممكن لن يتحقق إلا بسمونا إلى مستوى الاعتراف والإقرار بان الآخر شرط وجودي للذات كما تعتبر هي أيضا شرطا لوجوده ، ففي غياب الآخر ونفيه تكلس وانعزال ، وفي عزلتنا وقطيعتنا نكرس إنتاج التمايز والتفاضل ، هذا الإنتاج الذي ينم عن وعي الفقر المعرفي والذي يقودنا حتما إلى الانقراض لان التاريخ علمنا بان الجماعات التي تصر على التمايز تنتهي إلى التلاشي ، لذا فان مستقبل هذه الهيئات – التي تتقاطع مهنيا وتجمعها أهداف مشتركة – في الاندماج والتنسيق فيما بينها كحل أمثل واقل ضررا وهذا بعيد كل البعد عما يصفه البعض بالذوبان القاتل والمستحيل.
اقو يدر ختيري – مفتش التعليم الابتدائي – نيابة فجيج.
5 Comments
بارك الله فيكم فمقالكم كان مفعما بمحتويات دلت بالتماس نقطة التكامل ولإندماج فكلاهما مفهومان ضروريان حيث يتم ا لتفاعل بينهما لاستثمار الحصيلة بدون هدر ولا ضياع في التسريع لتطبيق مخططاتكم على أرض الواقع…
أشكرك أخي قويدر عن هذا المقال والذي صرحت فيه باعتبارك عنصرا في المكتب الجهوي عن وجهة نظرك و التي أتمنى أن لا تكون تعبيرا عن وجهة نظرباقي الأعضاء بما فيهم أعضاء الكتب الوطني ، لكن اسمح لي بأن أذكرك بأن التنوع مبدأ من مبادئ الحياة و استمراريتها فلو لم يكن تنوع في الجنس ماكانت لتستمر الحياة فوق الأرض و لولا التنوع ماكنا لنرى هذا الأنواع المختلفة من الحيوانات و النباتات و لولا التنوع ماكان الجسم ليحافظ عن تماميته إن التنوع ليس هو التشتت و بالتالي ليس هو نقيض الوحدة كما حاولت ان تبرز من خلال مقالك فالتنوع داخل الفئات راجع للمسارات المختلفة لكل منها . و استغرب منك ان تجعل تخلي فئات معينة عن مطالبها شرطا من شروط بقاء وحدة النقابة عوض – وهذا من العدل – التوحد للنضال من أجل تلبية مطالب كل فئة و يكون هذا هو الحل الأسلم لتحقيق العدل .fraternellement
سلام الله عليكم أستاذي الفاضل اقو يدر ختيري، وعلى أهل الشرق الذين عهدنا فيهم سوى الحكمة وبعد النظر وصدق النية وجميل الفعل. إن الذوات الذات اجتمع لها في الأوينة الأخيرة من الأسباب والمسوغات ما يمكنها أن تكون ذات الذوات بل ذات الذات. لأن العصر الذي نعيشه الآن محا كل التمايزات باسم العولمة أو الكوكبية كما يحلو للبعض التسمية. ونحن نرى أنه لا فرق بين الفئات لأنها تتكامل ولا تتنافر. وهي ذاهبة إلى الانصهار تحت عنوان كبير يشكل مصب الجميع وهو المفتش. وأنا أجد الكثير من الأخوات والإخوة المفتشات والمفتنشين تجاوزوا الحاجز الزهمي الفاصل بينهم في اللاوعي وانصرفوا إلى العمل جماعة من خلال منطقة العمل.
ومن هذا المنطلق فإني لا أرى مبررا أن تبقى الجمعيات متشتتة بين الذوات بل أطالب بخلق جمعية واحدة لمفتش التعليم تضمهم جميعا، لأن بقاء هذه الجمعيات هو تقويض ضمني وخفي لوعي الذات بذاتها من خلال تحريك الذوات إلى الذات. حيث يستوجب الأمر الدعوة إلى الجمعية الواحدة كما كانت الانطلاقة قبل إجهاضها. وعلى العموم فثقتنا بإخواننا وأخواتنا في المهنة وفي الإطار كبيرة جدا وأملنا ممتد مدى وجودهم. ونتمى أن نشهد في القريب العاجل إطارا جمعويا واحدا يجمعهم. ولك كل تقدير وإجلال واحترام على هذه النظرة الاستباقية في وعي الذات. والسلام
بارك الله فيك اخي اقويدر ختيري وشكرا لامثالك الذين لهم غيرة على اطار نا . واملي ان يقرا مقالك كل من يريد التفرقة لاطر التفتيش المنتمين لمختلف المجالات ليستفيد من تحليلك الموضوعي للاشياء واعني بذلك من شارك في كتابة الفقرة التالية في البيان الاخير الذي صدر عن نقابتنا:
مطالبتكم « السادة مديري الأكاديميات بالعمل على تمكين خريجي مركز التوجيه و التخطيط من ممارسة اختصاصاتهم في المناطق التربوية كما ينص على ذلك المرسوم المنظم لها. » يعني اقصاءالمفتشين الآخرين لمجال التوجيه والتخطيط -اعضاء في نقابة مفتشي التعليم -وللاسف الشديد ان يصدر هذا من المجلس الوطني لنقابة مفتشي التعليم فهذا يعتبر حيف من لدنهااتجاه هذه الفئة،ولاسيما ان اخذنا بعين الاعتبار نسبةالاعضاء المنخرطين انهم يمثلون عددا لايستهان به. ثقتنا كبيرة في نقابتنا،وفي عقلاء المجلس الوطني وعقلاء المكتب الوطني للم الشمل لا للتفرقة ومساءلة من يمثل مجال التوجيه والتخطيط في المجلس الوطني لماذا تم اقصاء زملائهم المفتشين الاخرين؟
سبحان الله أن يقول من بمارس الإقصاء فعليا وعلى أرض الواقع بأنه مقصي من طرف النصوص القانونية. فماذا عملت أيها المفتش في التخطيط حين كان الآخرون يكدون في الدراسة بعد اجتياز مباراة الدخول ولا يعلم قسوتها إلا من اجتازوها: باختصار كنت تغط في نوم عميق، معتقدا بأن تسميتك كمفتش بالأقدمية هي هدية قيمة. فالحقيقة هي أنها هدية مسمومة سوف تعاني من سمها بقية حياتك.
أما عن المقصيين فعلا مت ممارسة التفتيش، بشكل غير قانوني سيبث فيه القضاء إن شاء الله، فالأيام المقبلة كفيلة بالإجابة إن شاؤ الله…
والسلم على مناضلي نقابة المفتشيت الحقيقيين، وعلى كل رجل تعليم يقدر عمله.