Home»Régional»صمام الأمن و شرايين الأمان

صمام الأمن و شرايين الأمان

0
Shares
PinterestGoogle+

صمام الأمن و شرايين الأمان

لا زال سؤال العقيد المصري الأستاذ شادن٬ يدق أجراسه في أذني عندما عقب علي مستغربا في اتراسبورغ٬ بشمال فرنسا و هو يقول : ما يضيرك لو غيرنا داود بإدريس؟، قلت بتلقائية كما قال احمد مطر ״هات العدل و كن طرزان״
اجل لا تهم المسميات و لا الألوان، لان العبرة بالجوهر- و الأهم المباشر هو ليس أن نعيش و لكن كيف نعيش؟
لقد ألف المغاربة دردشتهم المتواضعة من حوالي صينية الشاي الدافئ، مناقشة ״من أين و إلى أين؟״ في بلادهم السعيد- و كثيرا ما يدلي صنف منهم بدلوه الذي مؤداه ان اصبروا و صابروا، و هكذا ينضح كل بما فيه إلى أن يختم الكلام بخاتم جاهز لا موضوعية و لا علمية فيه، بل أهواء و تخمينات، يقولون مثلا قد جرى و جرى لذاك و أولئك ما جرى و نحن في امن و سلام!!
لكن ما كل شيء يقال يصدق، و ما هو من الأصل الأمن و ما الأمان؟
حقيق ان ״ما كان باللسان لا يتعدى الآذان״ و يضيف الإمام علي كرم الله وجهه ״من انشغل بتفقد اللفظة و طلب السجعة نسي الحجة״
و عليه سندخل مباشرة إلى القلب كي نرى حجة الأمن في الصمام، و هل هو يصفى من الغبش، ليتحول إلى أمان –
أمان يتسرب عبر شرايين السلام، و هكذا تدور الدورة بإذن ربها إلى اجل مسمى-
إنني لا أروم هنا الحديث عن الصمامات و الشرايين، و لا حتى دورة ابن النفيس، بقدر ما أريد فحوى خطاب عن الأمن و الأمان- فالبعض يرى في الخبز فقط مؤداه، و الآخر يبغي إضافة شيء عليه، لكن قد ترتقي فلسفات القيم الاجتماعية عند أقوام آخرين يتوقون الى كرامة الإنسان و حقوقه الطبيعية، تلك التي هي بمثابة الكريات البيضاء في الدم، تنظاف إلى الخبز الذي هو الكريات الحمراء، فاذا كان العيش كريما و كانت الحياة طيبة، اشتغل الصمام هو الآخر بأمان، و إلا إذا انحسرت الشرايين بكثرة ذهنيات الارتشاء و الفساد و الرعونة، حينها إذن لن تنفع زيت الأرڭان كما يعتقد المغاربة من حول صينيتهم الصدئة!-
الأهم من كل هذا هو أننا إذا ما نظرنا إلى الفرد المغربي، لاحظنا مقارنة مع الآخرين انه نتاج و مركب لقرون و أجواء معينة، و اضرب المثل و الحجة لذلك، فالمغربي عندما يتغرب تغرب عنده كل الحظوظ في الانعتاق- -هنا لا أتحدث عن رشيدة داتي و بضع شخصات- إنما نتحدث عن الغالب الأعم، الذين يأتون إلى بلاد الناس، اعتقادا منهم أنها ارحم من بلادهم، فيبدؤون مسيرة لتيه و يعملون على البحث عن امن ربما لا يعرفونه – يأتي المغربي كبير السن، بدون حرفة، آفاقه ضيقة، بلا مشروع حياة و بالتالي يتنقل من بلد إلى آخر و من قارة إلى أخرى فهو في المختصر إنسان عاجز-
قد نختلف على إعطاء تعريف للأمن، لان كثرة الوفاق نفاق كما قال علي، و لكن ״الظل لا يستوي ما دام العود اعوج״ كما يقال
و״ النهر العظيم تستمد منه الجداول، فان كان عذبا عذبت، و إن كان ملحا ملحت״ كما قال أيضا علي-
هذا يكفي إذن!، علينا أن نسمي الأمن اجتماعيا كي يكون لكل مسكن، و مورد رزق، و دواء للفقير بلا ثمن—
و حينها تدور دورة الأمن و الأمان، و يسلم الصمام من ضغط الاحتقان،
حينها نعبد بسلام ״رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع، و آمنهم من خوف״-

رسالة فرنسا
سمير عزو

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *