VIDEO توصيات الملتقى الأول لخريجي معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعي بوجدة
توصيات الملتقى الأول لخريجي معهد البعث الإسلامي
للعلوم الشرعي بوجدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد:
مقدمة:
للتعليم العتيق في المغرب أهمية كبرى في الحفاظ على هوية الأمة وتراثها العلمي والحضاري منذ الفتح الإسلامي إلى اليوم، إذ هو منظومة تربوية كاملة، عبرها ورث السلف الخلف الكتاب والحكمة، والعلوم والآداب، منه تخرج العلماء والأدباء، ورجال الدولة على اختلاف مراتبهم ووظائفهم، هو صمام الأمان والأمن لهذه الأمة، وهو المدافع عن ثوابتها الدينية والوطنية، وحامل لواء عزتها وأمجادها على امتداد الزمان والمكان.
لذلك حظي – ولا يزال- بالعناية والرعاية من ولاة الأمر الحريصين على المصلحة العليا للبلاد، ومن أهل الخير والإحسان الذين وقفوا الكثير من ممتلكاتهم عليه لأداء رسالته العظمى وتحقيق أهدافه الكبرى.
وانطلاقاً من كل ذلك، تم بحمد الله عقد الملتقى الأول لخريجي معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية بوجدة تحت شعار: ( رسالة خريج التعليم العتيق، وحضوره المجتمعي)، وذلك يومي السادس والسابع من شهر ذي القعدة لعام 1434 هـ الموافق لـ الثالث عشر والرابع عشر من شهر شتنبر 2013 .
وبعد عرض البحوث وأوراق العمل المقدمة للملتقى ومناقشتها في جلسات علمية رصينة توصل المشاركون في الملتقى إلى التوصيات التالية:
1. دعوة خريج التعليم العتيق إلى الالتزام بالثوابت الدينية والوطنية منهجا ودعوة وتطبيقاً، مع الحرص على منهج الوسطية والاعتدال، وجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم.
2. دعوة خريج التعليم العتيق إلى الانفتاح على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية، وقيم وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية.
3. تعزيز سبل التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات لاستثمار الطاقات وتوحيد الجهود في الرقي بالتعليم العتيق.
4. يبارك الملتقى مجهودات المجلس العلمي المحلي بوجدة وكافة المحسنين في إنجاح هذا الملتقى، ويدعوا إلى مواصلة الجهد في الترقي بالتعليم العتيق.
5. يثمن المشاركون في الملتقى ما تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من مجهودات للنهوض بالتعليم العتيق والرفع من مردوديته، وتحويله من الطابع اللانظامي الى الطابع النظامي.
6. إسهام خريج التعليم العتيق في التنمية المجتمعية بكل أبعادها وفي مختلف قطاعاتها، مع تميزه بالايجابية الدائمة والإنتاجية المستمرة.
7. تحلي خريج التعليم العتيق بروح المسؤولية والانضباط والاعتزاز بالخصوصية النوعية والقيمة المضافة التي يحملها في تنمية مجتمعه وتطويره والغيرة عليه.
8. التأكيد على ضرورة استمرار تنظيم هذا الملتقى مرة كل ثلاث سنوات على الأقل.
9. إنشاء لجنة تحضيرية لتأسيس موقع الكتروني خاص بخريجي التعليم العتيق من أجل التواصل بينهم ونشر أبحاثهم ومقالاتهم.
10. تأهيل الخريجين من أجل تطوير قدراتهم، ومساعدتهم على أداء وظيفتهم لما فيه مصلحة الوطن.
11. إحداث جائزة وطنية لفائدة المتميزين من خريجي التعليم العتيق تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
12. حث وسائل الإعلام على التعريف بمؤسسات التعليم العتيق وخصوصياتها وأهدافها ومقاصدها.
هذا، وحفاظا على خصوصيات التعليم العتيق التي اشتهر بها المغرب عبر التاريخ، وضمانا لتخريج طلبة متقنين لحفظ القرآن الكريم أداء وضبطا ورسما يدعو المشاركون في الملتقى إلى:
– العناية بالكتاتيب القرآنية باعتبارها رافدا أساسيا للتعليم العتيق مع تشجيع طلابه بالمنح الدراسية، وجوائز للمتفوقين.
– التأكيد على ختم التلاميذ بالكتاتيب القرآنية لحفظ القرآن الكريم حفظا كاملا متقنا وعدم التساهل في ذلك، جريا على عادة المغاربة، لأن التعليم العتيق مرتبط في جوهره بحفظ القرآن الكريم
13. التأكيد على ضرورة صيانة تحفيظ القرآن الكريم من كل استغلال أو انحراف يمس بالهوية المغربية.
14. توثيق الروابط وعلاقات العمل بين مختلف خريجي التعليم العتيق.
15. دعم مؤسسات التعليم العتيق مادياً ومعنوياً وتطويرها لاستمرارها في أداء رسالتها، بما يتناسب مع مقتضيات العصر.
وأخيرا يؤكد المشاركون في الملتقى على أن التعليم العتيق ليس ملجأ للهدر المدرسي أو التخلف عن المدرسة، وإنما هو إرادة وحاجة اجتماعية ملحة، ولا مجال للتردد في العناية به ودعمه وتطويره وتجديده حتى يستجيب لهذه الحاجات الاجتماعية المستجدة.
هذه بعض التوصيات والمقترحات التي رأى المشاركون في الملتقى أنها تساهم في النهوض بالتعليم العتيق والارتقاء بمنتوجه التربوي، سائلين الله العلي القدير أن يعيد لهذه المدارس مجدها ومكانتها التي كانت عليها وما تزال في ظل القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين وراعي العلم والعلماء جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire