تناولت في المقال الاول الخاص بتقاليد وعادات قبيلة المهاية,موضوع الاعراس وما يرتبط بها من عادات وسلوكات,وساحاول هذه المرة الخوض في عادات لنفس القبيلة,ولكن في موضوع الفروسية,وبلغة القبيلة. »الخيالة »

ان تواجد الحصان او الفرس امام خيمة من خيام اهل القبيلة او مسكنهم دليل قاطع على تشبثهم بعادات الأسلاف,ودليل على انتمائهم للقبائل العربية التي عرفت منذ الأزل بعشقها للفروسية,وتربية الخيول مهما كلفها الأمر من مصاريف باهضة.

وتواجد الأحصنة في هذه القبيلة,عنوان للشجاعة,والبطولة,الشيء الذي جعل اهلها يتنافسون في تربية الخيول رغم الضوائق المادية,ويصرفون الاموال الطائلة لتوفير لوازم الفروسية.

ومن أهم اللوازم الخاصة بالحصان نذكر ما يلي:

السرج الذي يوضع على ظهر الحصان ويركبه الفارس.

الطرحة:وهي غطاء محشو بالصوف او القطن يوضع على ظهر الحصان تحت السرج لحمايته من الالام.

الركاب:وهو عبارة عن حديدتين تتدليان على جانبي السرج يستعملهما الفارس لوخز الحصان ان امتنع عن السير.

اللجام

السماط:وهو عبارة جراب من جزءين يخزن فيه الفارس البارود والحبة اثناء لعبة الخيالة.

العمارة,وهي عبارة عن كيس مصنوع من الصوف تستعمل لاطعام الفرس.

وحتى يظهر الفارس بالاناقة اللازمة امام الفرسان فان الزوجة لا تدخر جهدا في سبيل تنميق السرج بالوان زاهية,كما انها تنمق ما يسمى بالدير وهو حزام يشد طرفي السرج مرورا بصدر الحصان لحماية الفارس من السقوط.

كما أن الفارس بالاضافة لهذه الأشياء,يعمل على توفير اللباس اللائق بالفروسية,ويتمثل في:العمامة وبلغة القبيلة:الرزة,والسلهام والعباءة وتعرف عند القبيلة باسم الكندورة,والخفين وهما حذاء جلدي ينتعله الفارس ويصل الى حد الركبتين لحمايته من الركاب الحديدي.

واثناء الحفلات والمواسم والاعراس يلتقي الفرسان في فرق ينتمي كل فريق لفخذة معينة,ويتراوح اعداد الفرسان في كل فريق بين 5 احصنة و12 حصانا,يتوسطهم احدهم اختير لاعطاء الاوامر اثناء لعبة الخيالة يسمى:المقدم.وحين ياتي دور الفريق في اللعبة يصيح هذا الاخير داعيا زملاءه للاستعداد ,فتبدأ الخيول بالسير بطيئا وتسمى هذه العملية:التكماز الى ان يصيح مرة ثانية داعياا اياهم لاستعمال الركاب حتى تجري الخيول بسرعة باتجاه الجمهور,واثناء عملية الجري فان المقدم لا يتوقف عن اعطاء الاوامر وتنبيه الزملاء خاصة اذا لاحظ احدهم قد اطلق العنان للحصان واستبق الزملاء,وحين يقترب الفرسان من الجمهور ,ينبه المقدم اصدقاءه لرفع البنادق والتي تسمى لدى القبيلة:المكاحل ثم يصيح فيهم للضغط على الزناد واخراج البارود.

وقد يحالف الحظ الفريق فيخرج البارود من المكاحل دفعة واحدة,مما يزيد من اعجاب الجمهور بالفريق,وتبدا الهمسات بينهم فينعتون الفريق بالحنكة اللازمة للفروسية.وقد يكون العكس فينهال المقدم على من استبق او تاخر في اخراج البارود,باللوم قد يصل الى حد السب,وينعت من افسد اللعبة بانه ليس فارسا.

وقد يوجد بين الجمهور نسوة.وقد ينال احد الفرسان اعجاب احداهن,فتبدا بترديد ابيات شعرية باللغة العامية تسمى:اللغيط,وقد تذكر فيها محاسن اللباس والفرس,مما يزيد الفارس اعجابا بنفسه الى حد  الخيلاء.

هذه تقاليد لن تنسى لهذه القبيلة ابد الدهر,لانها تحافظ على عادات الاجداد,وتحافظ على الخيول باعتبارها رمزا للمروءة والشهامة.

يتبع