هل يمكن أن نقبل بمشروع وزيرة للتعليم…. ابنتها غشاشة في الامتحان؟؟؟؟؟؟؟
لا زالت روائح الغاشين في الامتحان تشغل الرأي العام الوطني. ولا زال الكثير من رجال التعليم يستنكرون عملية الغش في الامتحانات الإشهادية وعلى رأسها الغش في امتحان الباكلوريا . هذه الشهادة التي تقرر مصير جيل بكامله , إما ولوج مدارس ومعاهد عليا , وإما ضياع للوقت هنا وهناك ثم بطالة مقنعة من جراء عمل مؤقت أو انحراف بعد فوات الفرص.
من القضايا التي أثارت مدادا وتعدادا , تلك القنبلة التي انفجرت من جراء ضبط ابنة السيدة كنزة الغالي في وضعية غش عن طريق الهاتف النقال ,حيث يفيد الخبر أن:
» من بين الذين ساندوا حميد شباط وبقوة خلال ترشحه لمنصب أمين عام حزب الاستقلال، السيدة كنزة الغالي، التي يريد أن يرد لها الجميل عن طريق دفعها للإستوزار، بحيث أنه يسعى إلى الانقلاب على السيد محمد الوفا الوزير الحالي للتربية الوطنية، والذي أبدى رغبة كبيرة في إصلاح منظومة التعليم واستبداله بالدكتورة كنزة الغالي، وذلك انتقاما منه على السباحة ضد تياره خلال الانتخابات التي عرفها الحزب إبان تقاعد الوزير المخلوع عباس الفاسي، لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو:
– هل سيقبل المغاربة أن تؤمن امرأة سبق لابنتها أن ضبطت بالغش في الامتحانات على قطاع التعليم؟ خصوصا وأن الابنة ضبطت وهي تستعمل هاتف والدتها في عملية الغش؟،
– ولنفترض أن السيد شباط نجح في مساعدة السيدة كنزة على ترؤس وزارة التربية الوطنية فكيف لهاته الأخيرة أن تحارب الغش في الامتحانات و إبنتها غشاشة؟…. »
هذا كلام كتب هكذا عن مشروع وزيرة للتعليم , ستقبل على تغيير منكرات لم تغيرها حتى في بيتها .
صحيح أن الوالدين أحيانا قد يتحملون مسؤوليات تهور أبنائهم, ويجنون ثمار انحرافهم . مع أن الكثير من الآباء قد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تربية رشيدة,لكن الشارع عاكسهم وخيب رجاءهم ,بخروج أبنائهم عن طوعهم وتمردهم على مبادئهم. ولعل المتتبعين يقرءون بين الفينة والأخرى الكثير من القضايا من هذا النوع , منها على سبيل المثال قضية أبناء السيد شباط في مدينة فاس ,وقضية أبناء الكثير من الوزراء والبرلمانيين ,بل وقضية ولد السيد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية الذي يحاسب على بيتين شعريين لا يسمنان ولا يغنيان من جوع … لكن الإعلام هكذا , و المثل العامي الذي يقول :
« ‘ طاحت الصومعة … علقوا الحجام ».
ولكن ومع ذلك ,لا بد من التدخل في الكثير من قضايا أبنائنا الشخصية ومسايرة ميولاتهم لتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة . بل يجب التقرب منهم ومصاحبتهم قدر الإمكان ومعرفة أصدقائهم وأسلوب تفكيرهم .الكثير من التلاميذ المجدين تأثروا ببعض الأصدقاء السيئين الذين أقنعوهم كون وسائل الغش أصبحت ميسرة ,وما عليهم سوى اعتماد كذا وكذا … للحصول على كذا…. وفي غياب تتبع أبوي من قريب أو بعيد سقطوا في ورطة من الورطات… كهاته. وها هي ابنة تحطم أمال أمها وتضع مستقبلها بين قوسين.
إنني لا أقول أن هذه السيدة تصلح للإستوزار على قطاع التربية والتكوين ,فذلك مجال آخر. لكنني قرأت عندما ضبطت ابنتها في حالة غش , التعاليق العديدة التي تهكمت منها وتساءلت عن مشروع وزيرة للتعليم من هذا النوع,بل تساءل الكثير عبر الفيسبوك عن كيفية محاربتها للغش وهي فاشلة في منع ابنتها من الغش.
إذن لا بد لنا من محاربة ظاهرة الغش بشتى الوسائل . فعلى سبيل المثال وفي لقاء مقتضب مع السيد موسي نائب التعليم بنيابة وجدة أنكاد ,حيث تحدث عن تتبع عملية الامتحان الإشهادي لمستوى السادسة ابتدائي بتشكيل لجان تتبعت مراحله وفق زيارات ميدانية , حتى أن السيد النائب الإقليمي زار عدة مؤسسات في هذا المجال . إنما الغرض من ذلك حسب قوله الإعداد والتهيؤ للقضاء على هذا المرض المعدي. فكيف لمؤسسة يشجع العاملون بها على الغش للتحصيل على معدلات مقبولة جيدة حسنة؟ فكر يجب تغييره ,بفكر مفاده كلما كشفنا على المستوى الحقيقي للتلاميذ كلما أمكننا البحث في حقيقة المعضلة ومسبباتها ,بدل ترقيع يصدق عليه المثل العامي » غطينا الغربال بالكسكاس ».
إن محاربة الغش في الامتحان مسؤولية الجميع ,والتقليص من آفاته ستساهم في إرجاع المصداقية لهذه الامتحانات ,والقيمة المعرفية للممتحنين, والتكافؤ في الفرص بين الناجحين .
وليس ذلك بصعب ولا مستحيل. بل ليس هناك نصوص ولا توجيهات تشجع على الغش للتحصل على معدلات عالية. إنه اجتهاد من أرضية غير صحيحة ونتائج غير دقيقة .
على كل المعنيين بشؤون التربية اتقاء الله في الأمانة التي وكلت إليهم وأداء الرسالة بكل صدق وموضوعية . والله المستعان.
1 Comment
هذا جميل وكن ماذا يقول التلاميذ والطلبة عن اساتذهم الذين يغشون دون حياء او خجل اثناء الامتحانات المهنية ومباراة التفتيش و التخطيط وزيد وزيد. أم حلال عليهم وحرام على تلامذتهم؟