Home»Régional»رسالة فرسا : دارهم مادمت في دارهم ، وارضهم ما دمت في ارضهم

رسالة فرسا : دارهم مادمت في دارهم ، وارضهم ما دمت في ارضهم

0
Shares
PinterestGoogle+

و أرضهم ما دمت في أرضهم

و دارهم ما دمت في دارهم

لقد دخلت فرنسا أول ما دخلت إلى المغرب من الدار البيضاء و وجدة في سنة 1907؛ و من وجدة نفسها خرج المهدي

هاربا إلى الجزائر بعد أحداث مارس 1965! ثم إلى باريس ليلقى حتفه في عملية مثيرة للجدل–

و منذ ذاك الحين لا زال الغموض يكتنف هذا الملف و لا زالت الذاكرة الحية تطرح ألف سؤال !!

هل الاختطاف و الاغتيال مرتبط بسبب من الأسباب و ما هو؟

و إذا ما حق ذلك لما لا تتعاون الأطراف المتورطة لكشف اللبس و الحقيقة ؟

ثم في الأخير هل هي جريمة سياسية و ما هي تداعياتها ؟

ربما يخطر على البال أن أول جريمة وقعت على وجه الأرض٬ كانت بقتل الاخ أخاه الإنسان و لكن؛

الذي قد يهم أكثر هو أن الله لم يجعل القتل كروموزوما في الإنسان؛ و إلا لما أبدل الجن بالإنس بعدما استفهم الملائكة قائلين " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء"٬ أي أن الجن افسدوا و قتلوا في الأرض قبل الإنسان-

و ما أريد أن أصل إليه هنا هو أن لكل فعل فاعل٬ و لا يمكن التسليم بخطأ الفرد و حتمية أفعاله٬ بل لذلك وجد الحساب و العقاب٬ و الأبعد من ذلك آن العقاب حال و حاصل اليوم قبل الغد-

و الشيء الذي يفرق العقل العربي المسلم عن غيره٬ هو أننا دائما نفر بعقولنا إلى المعتقد الذي لا نفهمه جيدا ٬ نعتقد في ذلك أننا صواب و مؤمنون!؛ و للإيضاح أكثر إننا نخفي عجزنا عن مقارعة الأشياء بإلقاء كل الثقل على الغيب أو القدر٬ ثم إننا نقول ربما׃ تلك فتنة حفظ الله منها دمائنا فلنعصم منها ألسنتنا-

بل و للإفهام أكثر٬ فأكثر؛ دائما اضرب المثال بالتاريخ عن الحجاج كيف دك جبل العلم سعيد بن جبير٬ و كان يطلب في آخر حياته رب سعيد أن يغفر له- و طبيعي آن يخلف الحجاج قوما لا يذكرونه بما فيه؛ فهم كما وصفهم أهل لشقاق و النفاق!

نفاق التاريخ الذي أنجب صداما ليصدم الجماهير العروبية المتعاطفة!!!

إننا نتخفى وراء موروث لا نفهمه جيدا٬ فيعجز عقلنا عن إيجاد تفسيرات أو حلول٬ لنقول بطريقة پاڨلوف إنها فتنة أو إنها بدعة و انتهى الأمر عندنا-

و لكن ما علاقة هذا الكلام بالجريمة السياسية ؟

اجل فقتل التفكير في العقل هو الأدهى و الأمر؛ ذلك أننا و نحن نتذاكر معضلة من معضلات هذه الوقت نكتشف فينا بعدنا عن لتدقيق و الفهم- اثنان و أربعون سنة مضت على الفاجعة و لكن البكاء على الأموات افجع خسارة؛ و حصر الذاكرة في شخص واحد له شانه- هو نفسه خطوتين للوراء و لو كان حيا لقال إن خطوة الأمام تقتضي النظر إلى الأمام-

سقط معسكر الرياح التي استهوت العروب في المنطقة و سقط جدار برلين و سخنت الحرب الباردة في ماناطان لكي يبقى جرح المغاربة نزيفا ننخره كل نوفمبر-

و لكن فهمت كيف أن المهدي المنجرة اتخذ موقفا من بلاد الأنوار و غادر إلى أمريكا٬ فهمت بشمال فرنسا بليل و أنا أتذاكر مع عميد الشرطة التونسي٬ لما فضل هولندا في شان طلبه اللجوء السياسي٬ و دواليك قال لي في تولوز الإطار الجزائري للتدخل السريع لمكافحة الإرهاب- هؤلاء كلهم و غيرهم من العقلاء كثير عرفوا ما وقع و فهموا درس المهدي؛

ذلك المهدي الذي ربما اعتقد هو و بومدين أن عاصمة الجن و الأبالسة ستنير عليهم بأنوارها و لكن هيهات هيهات

و لقد صدق علماء الإجرام إذ قالوا أن المجرم يعود لمكان جريمته إذ أننا شاهدناهم في آخر حياتهم يوثقون شهادات وفاتهم في بلاد الأنوار- أنوار هي وقف على أرضهم و الموت يلاحق من لم يداريهم في دارهم-

رسالة فرنسا

سمير عزو

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *