كيف ننقص من التحرش الجنسي داخل مؤسساتنا التعليمية …..
لا يمكن لأحد أن ينكر انتشار الكثير من عمليات التحرش الجنسي من مختلف الفئات داخل مؤسساتنا التعليمية , وما يخلفه من آثار سلبية عميقة ومخيفة على نفسية الآباء الذين أصبحوا يخافون على فلذات أكبادهم من بعض الشياطين والوحوش التي تلتهم الأخضر واليابس. هناك مرضى نفسيا وهناك متهورون وهناك خونة للأمانة التي أن]طت بهم … وهناك …. وهناك….
لكن ما سر تزايد هذا الفجور والانحلال الخلقي الذي مس شرائح عريضة من المجتمع المغربي ؟. سأحاول بسط وجهة نظري كأب ورجل تربية لا أكثر, وأرجو ألا أحاسب أكثر من هذا.
لعلي قلت مرارا, لو فوض لي أمر تسيير شؤون التعليم لوضعت التربية قبل المعرفة , لما تلعبه تربية النشء من بناء رص متين قادر على المواجهة والتحدي. المعرفة قد تأتي في ما بعد ,لكن التربية قد لا تأتي . ومن ضمن القرارات والعمليات التي يجب أن تتخذ في هذا المجال يمكن ذكر ما يلي:
1- القرار الأول يتجلى في فصل الجنسين داخل الفصل الدراسي. صحيح سيرد علي كما ردوا علي من قبل أصحاب الحريات بلا حدود , بأنني أحلم بالعودة الى الماضي العريق . فعلا ماضي مجد الأمة المغربية حين كانت المرأة معززة مكرمة لا يمكن النيل منها من فعل بعدها عن الذكور وعدم مجاراتهم داخل الفصل الدراسي… لتكبر وفق شخصية أنثوية مليئة بالعفة والحياء.أنثى كانت تلبس لباسا محترما وتلعب لعبا خاصا بها وتصاحب نسيج جنسها … مراهقة بريئة مشبعة بحب اللعب الأنثوي من عرائس ومطبخ وما شابه ذلك.
2- منع كل لباس غير محتشم خاصة من جانب الفتاة ,على اعتبار الجزء الكبير من جسدها عورة,بالتالي كلما كانت محتشمة أنيقة أناقة العفة والكرامة. كلما قللت من العيون التي تنظر إليها نظرة الوحش الملتهم, وليس نظرة الراغب في بناء عش زواج صحيح. ولعل اللباس أصبح شبه عاريا للكثير من تلميذاتنا وما يثيره من رغبات دنيئة أو أحيانا مثيرة لشبابنا .
3- التركيز على التربية الدينية لبناء مجتمع يخاف الله تعالى . وكلما زاد خوفه وحبه العفة والبراءة ,كلما زاد احتشامه وأناقته البريئة الصادقة. في وقت أصبح بعض دعاة الحرية المزعومة ينادون بالتقليل من الدروس الدينية ,نظرا لقلة تدينهم وقلة ارتباطهم بدينهم . حتى أن بعضهم لا يرى مانعا في حرية الممارسة الجنسية لعائلته. هل هناك وقاحة أكثر من هاته ؟ ألم يكن جيل الماضي لا يتسامح إن مست شعرة من شرف عائلته؟ ألا نعتبر الغرب قد أفلح في زرع التفشي بين مجتمعنا؟ ابحثوا في عائلات هؤلاء الذين ينادون بهذه الحريات وستجدونهم يعيشون حياة من التسيب , شعارها كل فرد من العائلة يفعل ما يشاء ,بالتالي الخيانة هي الأصل والشرف مداس.
4- التشدد مع حالات التحرش الجنسي وإيقاف صاحبها فورا من عمله ,ثم عرضه على المجلس التأديبي, لاتخاذ قرارات صارمة في حقه. مع المتابعة الجنائية ودون هوادة في حق مرتكبها. لتقليص الظاهرة وتتبع الشواذ من هؤلاء للتضييق عليهم ومنعهم من زرع الفتنة والفجور. ولعل الكثير ممن تورطوا في مثل هذه الحالات وبتدخلات من هنا وهناك , حالت دون عقابهم . بل بعضهم بقي في مقر عمله ….
5- توعية الآباء بضرورة الحضور الى المؤسسة بين الفينة والأخرى , لتتبع سلوكيات أبنائهم , وضرورة العناية بلباس أبنائهم سيما الفتيات منهم . ماذا نقول عندما يستدعى أب من طرف الحارس العام لينبه الى ضرورة تتبع سلوك ما حول تصرف إبنته,فيجيبه باستهتار بأنه على علم بسلوك ولباس ابنته وألا حق لغيره التدخل في شؤون عائلته. أما إن حضرت أمها فلك أن تتصور رد فعلها عندما ينبهها حارس عام أنه شاهد بنتها في مكان خال مع تلميذ آخر….
6- رصد التلاميذ الذين تظهر عليهم علامات الانحراف الخلقي وتتبعهم من طرف نوادي الإنصات التي يجب أن تفعل داخل مؤسساتنا وتعمل لخدمة مجتمع يحتاج الى من يستمع لهمومه وتصويبها بدل تركها تنغمس في عالم الانحراف. فكم من تلميذ تخلف عن الدراسة واتجه نحو التحرش الجنسي لما يعيشه داخل أسرته من صراعات زوجية وخلل في التربية .
7- تدخل رجال الأمن والسلطات العمومية عموما لحماية أبواب مؤسساتنا التعليمية من رواد مجرد ذئاب تبحث عن فرائس. ووضع ملفات لهم لمتابعتهم حتى لا يعودوا لمثل هذه التصرفات المنحرفة والسلوكيات الشاذة.
إن الكثير من الآباء أصبحوا يفضلون فصل بناتهم عن الدراسة , لكثرة المشاهد والتحرشات الجنسية التي أصبح الإعلام ينشرها, تناقص ثقتهم في مدرسة لم تعد آمنة ولم تعد مؤمنة على أبنائهم وخاصة بناتهم اللائي أصبحن ضحية وحوش متربصة خاصة من خارج المؤسسة من روادها أصحاب السيارات الفخمة والدراجات النارية الضخمة.
وليس ذلك بصعب ولا بمستحيل إن قويت العزائم وخلصت النيات وشحذت الهمم.
2 Comments
كل ما قلته صحيح ، ليتنا نعود الى زمن كانت التربية هي اولى الاولويات في المجتمعات الاسلامية قبل ان يتدخل الحقوقيون والجمعيات بهدف الحرية للجميع,
بارك الله فيك استاطي الفاضل وفي ارائك
حقيقة اصبحت الميوعة والانحلال سمة جل مدارسنا في غياب مراقبة ابوية و مجتمعية,
عاد ت بي الدكرى الى اول يوم سندرس فيه مع الفتيات حيث الخجل و الحياء مرتسم على الدميع اناثا و دكورا و الاحترام هو العملة المتبادلة بيننا ونحن الاميد و امتد بنا و نحن اطرا