الساحات العمومية في طريقها إلى الاحتلال من طرف العشاق
كم أنا متأسف شديد الأسف للرجوع مرة أخرى إلى الحديث عن الساحات العمومية،التي يبدو أنها في الطريق إلى الاحتلال من طرف شباب مراهق هائج جنسيا،والذي يبدو أنه لم يجد إلا هاته الأماكن العمومية ليلبي نزواته ولو على حساب الآداب العامة،التي ينبغي أن تصان،انسجاما مع الأهداف التي وجدت من أجلها تلك الساحات،في وقت غزا فيه العمران كل الأماكن،ولم تبق إلا الساحات متنفسا وحيدا للأطفال والأسر مع نهاية كل أسبوع.
فعوض أن تتحول الساحات التي صرفت عليها أموال طائلة إلى ساحة مرح للأطفال واستمتاع بنسيم عليل عند المساء،ها نحن نرى تبادل العناق والقبلات بين الشباب المراهق وأمام الملأ وبدون حياء وكأننا في بلاد السويد،والغريب في الأمر أن هذا الشباب الممارس لهكذا سلوكات مشينة يملك جرأة كبيرة في الإقدام على فعلته القذرة بدون الالتفات إلى ما حوله،وهذه انتكاسة أخلاقية خطيرة ،تنذر بالأسوأ في قادم الأيام،وأخشى أن تتحول هذه الساحات إلى ماخور حقيقي إذا لم يتدارك الأمر.
وأنا أتساءل كمواطن بدأ يتوجس من الذهاب إلى تلك الساحات صحبة الأبناء مخافة أن يقبل شاب شابة أمام أبنائي بحضوري،أتساءل فعلا عن دور السلطات المحلية،أليست هي المخولة قانونا بالحفاظ على الآداب العامة و محاربة كل ما يخدش الحياء في الطرقات والأماكن العامة؟
وإذا كانت السلطات تحجم عن التدخل لطرد هؤلاء المراهقين من ساحاتنا فما المانع من ذلك؟أهي الحرية الفردية أم توجسا من منظمات حقوق الإنسان؟أم أننا دخلنا فعلا زمان ما تقيش مراهقي ومراهقتي؟وإذا كان ذلك كذلك ،فأين حريتنا نحن وحقوقنا في الاستمتاع بساحاتنا وحدائقنا في جو يسوده الاحترام بدون أن يعكر ذلك تلك المشاهد المقززة والتي لم يخش أصحابها لا الله ولاالعباد.
إن المغرب ولله الحمد بلد مسلم لازال محافظا على هويته وحيائه،وإذا كانت هذه القلة من المراهقين والمراهقات تعتقد أنها ستجر أبناءنا وبناتنا لمسايرتها في أفعالها الدنيئة ليكثر بذلك عددها ويختلط الحابل بالنابل،فأنى لها ذلك وخاب مسعاها،ذلك أن الحياء في المغرب خلق أصيل،أما قلة الحياء ومايسمونه جرأة في تصرفاتهم،فما هو إلا خلق عارض ما كان له أن يجد موقع قدم في بلادنا لولا تشبع البعض من المغفلين والمغفلات من بني جلدتنا بمفاهيم ليتهم أدركوا معناها الحقيقي من قبيل الحداثة والتحرر وهي مفاهيم وضعت في غير موضعها مع الأسف الشديد
Aucun commentaire