شباب الجهة الشرقية يطالب بإصلاح المنظومة السياسية.
في سياق تنفيذ مخطط عمل مجلس شباب كفايت التابع لجمعية كفايت للثقافة و التنمية برسم سنة 2013،التأمت بمقر جمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي عمالة إقليم جرادة،60 من فعاليات شبابية منتمية إلى مختلف مجالس الشباب التي أحدثت في إطار البرنامج التشاوري المغرب، بالإضافة إلى ناشطين جمعويين و سياسيين.
وقد افتتح هذا النشاط الشبابي، السيد رئيس سامح درويش رئيس جمعية كفايت، الذي أكد اعتزازه بانتماءه إلى مدينة جرادة، الملهمة بسوادها لعدد كبير من المبدعين و الفنانين و الأدباء، كما عرج على علاقة الشباب بالعمل السياسي في سنوات الرصاص، مؤكدا أن الفرص الحالية مواتية لإنخراط الشباب في أغوار ممارسة الفعل السياسي، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر منها القضية الوطنية الأولى المتمثلة في الوحدة الترابية.كما اعتبر السيد درويش أن أنخراط الشباب في الميدان السياسي، مدخل من مداخل التربية على الديمقراطية و تحمل المسؤولية و إصلاح المطبات و الأعطاب الملازمة لحياة الهياكل الحزبية.
بعد ذلك تدخل السيد سليمان مجدوبي ، فاعل سياسي و حقوقي حول موضوع » الربيع العربي و الشباب »، و وقف عند التحديد المفاهيمي للربيع، بداية من ربيع براغ ، و ثورة ماركوس…إلخ، كما دحض بشكل قطعي عزوف الشباب عن السياسة،على اعتبار أن فئات كبيرة من الشباب منخرطة في تنظيمات مدنية من قبيل جمعية أطاك، الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، جمعيات الدفاع عن المال العام و غيرها،و بهذا توصل السيد المحاضر بأن العزوف هو من داخل المؤسسات السياسية، التي أرجعها إلى عاملين أساسيين، ألأول يتمثل في أزمة الرأسمال العالمي، و الثاني المتجسد في أزمة النظام الرسمي العربي.
إثر ذلك تدخل السيد عبد السلام الموساوي، فاعل سياسي، الذي تأسف للصورة النمطية « stéréotype »التي تربط الشباب بكل الآفات، معلنا أن الشباب من خلال الربيع العربي في طبعته المغربية تكلم أصالة عن نفسه، و طرح مطالب تجاوزت سقف الأحزاب، كما ألح على أن المغرب الحديث صنع من طرف الشباب الذين شكلوا قيادة المقاومة و جيش التحرير، و قادة الأحزاب السياسية التاريخية، كما وضع السيد المحاضر الضوء على نقطة أساسية، تمثلت في غياب بنيات حزبية حاضنة لشباب الربيع العربي، الشيء الذي جعل الأنظمة تفتح جسر الحوار من التنظيمات المهيكلة و القائمة،عمليات كهذه – يقول السيد الموساوي – استفادت منها الحركات الإسلامية.
وفي هذا السياق ، أرجع السيد الموساوي أسباب عزوف الشباب عن السياسة إلى ثلاث محددات منها الذاتية و الموضوعية و التاريخية.و من الاسباب الذاتية، تراجع دور الأحزاب، اما العوامل الموضوعية فترجع إلى التحولات القيمية العالمية الكبرى، جعلت الأحزاب لا تتواصل مع الشباب، و بالنسبة للعامل الثالث فأرجعه إلى صراع الشرعية التاريخية مع الشرعية الديمقراطية. و في هذه الأثناء أكد المحاضر على السمات السلبية التي تميز الحقل الحزبي، من قبيل رداءة بنيات الإستقبال الحزبي،و وجود شعارات تفتقد إلى الجاذبية السياسية، و وجود أجوبة جاهزة لأسئلة متغيرة و متحركة، و غياب انتقال جيلي و تدافع سياسي و دوران للنخب، و طرق استقطاب تقليدية، و هيمنة خطابات غير متجددة، و هيمنة ذهنيات محافظة تتميز بالثقافة الأبيسية التي تمجد التراث، و ترفض التغيير.وفي الأخير طالب المتدخل الأحزاب بالإنفتاح على الشباب، و اعتماد معيار الكفاءة لضخ دماء جديدة داخل الأحزاب.
بعد ذلك تفاعل المحاضران مع أسئلة الشباب، التي انصبت حول دور المجلس الإستشاري للشباب و العمل الجمعوي طبقا للفصل 33 من دستور فاتح يوليو 2011، ومفهوم السياسة، وعلاقة العمل المدني بالسياسي و غيرها.
و في الأخير ، انقسم الشباب إلى ورشين تمحورت اشغالهما حول ألآليات القمينة بتحسين الأداء السياسي للأحزاب حتى تتمكن من استقطاب الرأسمال البشري الشبابي، و قد توصلت الورشتان إلى توصيات عدة تطالب من خلالها إلى دمقرطة المؤسسات الحزبية، و بلورة برامج إعلامية تبرز الكفاءات الشبابية الناجحة، و إدخال برامج تعليمية تحث على ممارسة العمل السياسي، و القيام بقوافل شبابية لتعميم التجارب الشبابية الناجحة، و القيام بتكوينات لصالح الشباب….إلخ. و نشير في الأخير إلى أن ثلاثة شبان من مجلس شباب كفايت،حضروا لقاء بإذاعة وجدة الجهوية مع الإعلامي السيد محمد بلاوي، حول حيثيات هذا اللقاء الجهوي حول الشباب و علاقته بالسياسة.
2 Comments
المشكل اليوم هو العضو في الحزب (الذي يجب أن يكون القدوة للشباب) …هذا العضو أصبح غير مقبول من طرف الناس لما بات يتصف به من سوء المعاملة و سوء السلوك بل و سوء الأخلاق.كما انه يفسد في الأرض ولا يصلح بعدم القيام بعمله على الوجه الصحيح.بل يتغيب عن مقر عمله و يتستر عليه رئيس مصلحته لأنه ينتمي لحزبه وقس على هذا……..كن متيقنا أن الثقة في الأحزاب انعدمت.
يقول المثل بدل ما تنتقد الظلام اشعل شمعة مصداقا لهده القولة لما لا نشمر عن ساعد الجد ونضع اليد في اليد انداك نضع بصمة في الحياة ويكون الرجل المناسب في المكان المناسب ونكون قد ابتعدنا عن الماضي البئيس والانتقادات الغير بناءة هنا يجب ان نتناسى ومغرب قبل الثورة ليس مغرب اليوم وكم انهكتنا نقاشات المقاهي و