سنة مرت على وفاة رجل
اليوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2007 ، تكون قد مرت سنة على وفاة رجل اسمه محمد راشيد تغمده الله برحمته وأتبعنا به مسلمين.
لم يفهم الكثير من المغاربة وغيرهم لماذا نتشبث بذكرى هذا الرجل العظيم، الذي قضى نحبه في السنة الفارطة في آخر يوم من شهر رمضان من سنة 1427 للهجرة بمدينة وجدة عن سن يناهز 43 سنة، مخلفاً وراءه طفلة وولداً وأرملة ووالدين وإخوة. ولكن الشيء الآخر الذي تركه هو مسيرة نضالية مثالية لا ترتبط بالأحزاب السياسية ولا بما يدور في فلكها: إنه نضال نقابة مفتشي التعليم من جهة، وعمل جمعوي دؤوب عبر التراب المغربي.
فنتذكر كل وقفاته الاحتجاجية أمام الوزارة بالرباط وأمام باقي المؤسسات بفاس ووجدة ومكناس وبوعرفة وميسور وغير ذلك من الأماكن، موثقة بالصوت والصورة.
شخصياً لن أنسى وقفات هذا الرجل من أجل رد الاعتبار لإطار التفتيش التربوي بفئاته الخمس (الابتدائي، الثانوي، التوجيه، التخطيء الاقتصاد)، إضافة إلى مؤطري المكتبات المدرسية وإضافة إلى الأساتذة والمستشارين وأطر الإدارة وغيرهم. لم يكن محمد راشيد يخص فئة معينة، بل كان حقاً رجل المواقف لصالح كل الفئات. وقد اعتبر ومن معه أن الملف المطلبي لهيئة التفتيش مدخل لكل إصلاح تعليمي شامل.
فقد طال التهميش هذه الهيئة، وانهارت على إثر ذلك كل القيم التعليمية، والكل يشهد بذلك.
– فها هو مركز تكوين مفتشي التعليم مغلق فعلياً منذ 12 سنة.
– وها هو نظيره سلك المفتشين بمركز التوجيه والتخطيط التربوي يخرج أقل من 5 مفتشين من فئة التوجيه أو من فئة التخطيء وتعينهم وزارة التعليم في مكاتب إدارية في الأكاديميات وغيرها ليقوموا بأي شيء إلا المهام التي تكونوا من أجلها.
– وهاهي وزارة التعليم ما زالت تعين أطراً غير مكونة في مهام التفتيش، عن طريق التكليف وعن طريق هبة لقب مفتش بالأقدمية بطرق ملتوية ومشبوهة، إلى أناس لم يبذلوا جهداً أكاديمياً يستحقون عليه ولوج هذا الإطار.
والهدف الذي نراه واضحا من سلوك الوزارة هذا، هو تدجين المنتمين قلباً وقالباً إلى هذه الهيئة، والمراهنة على عامل الزمن لانقراضهم، وإغراق هيئتهم بالمرتزقة الذين لا هم لهم إلا خدمة محسوبيهم من اللوبيات المسيطرة، ولا يهمهم إصلاح أو تنمية.
كما أننا نرى هدفاً آخر يتمثل في ثني ذوي العزائم القوية عن إرادة الإصلاح والإرشاد والتأطير والمراقبة والتتبع والدراسة والبحث … والنهي عن المنكر المتمثل في الحصول على أجور دون تأدية الواجب المناسب لها.
فرحم الله محمد راشيد، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد الحميد الرياحي.
مفتش في التوجيه التربوي.
مكناس يومه الاثنين 22/10/2007.
2 Comments
شكرا لك أخي العزيز الأستاذ عبد الحميد الرياحي على التفاتته الكريمة نحو فقيد نقابتنا الفتية رحمه الله وغفر له ولنا ولجميع المسلمين. وأذكرك بأن هناك من يدافع عن تلك الموبقات التي سكنت جسم نظامنا التعليمي ويسعى جاهدا لتكريسها وتوطينها كقيم ثابتة بلا من محاربتها ومقارعتها. والسلام.
شكرا للأخ الفاضل الذي تذكر وذكرنا بالوفي الصادق « راشد محمد « ، تغمده الله برحمته وغفر لنا وله، وحبذا لو عاد ليرى ما آل إليه التعليم والنقابات …في ظرف سنة …والآتي يعلمه الله…