لابد من علو الهمة للرقي بالمنظومة التربوية
في خضم كثرة الكلام عن المنظومة التربوية وللخروج بها مما هي فيه من تعثرات ونكبات ، لابد من علو همة العنصر البشري على اختلاف المواقع والمستويات ، بدءا بتحسين النية في العمل بصدق وتفان وبفكر يحمل هم أمة تحتاج إلى أن تتبوأ مكانة مشرفة بين الأمم ، بنكران الذات وإدراك كبير لدورالعلم في حياة الفرد والجماعة وأن الذي يبقى خالدا ما قدم كل واحد منا من عمل صحيح هادف للعباد يبقى في صحيفته عند الله وان المال و الإمتيازات أمور من متاع الدنيا وتبقى في الدنيا ، لذلك الذي يعمل من أجل المنصب ويتبع كل الطرق الصحيحة والفاسدة حياته كلها تصفيق وتنميق وكلام أجوف والحصيلة على الورق ( أنجزنا ، وتوصلنا والعدد كذا واستطعنا … ) والنتيجة في الواقع صفر أو دون المستوى هذا النوع من البشر يهلك المنظومة التربوية ، ونقول لهم ، إن العبرة بالنتائج الملموسة وبالعمل في الميدان وبالجلوس مع الممارسين وحثهم وتقييم أعمالهم وتكريس تتبع عطائهم والسعي للتقليص من مشاكلهم ، ومشاكل العمل عندهم ، لن تتطور منظومتنا ما لم تتغير أفكارنا نحو الأفضل نحو البعد عن التفكير في النفع الذاتي والبحث عن ترك بصمة في الخير الحقيقي بتطوير عملنا والاجتهاد فيه ، بترك التملق والولاءات الزائفة لمن نعتقد أن مكانته يمكنها حمايتنا ، فالذي يضر وينفع هو الله عز وجل وهو الذي يذل ويعز ومن هرب بعمله لله تولاه واحتضنه ومن أعرض عن الله تخلى عنه وضاقت به الدنيا ، (( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) إن قطب الرحى في المنظومة التربوية هو التلميذ والأستاذ وينبغي أن يأخذ الصف حصة الأسد من اهتمام أي إصلاح وينبغي تنظيف الفصل من كل من ليس أهلا وليس مستعدا للمواكبة والعطاء وينبغي أن تصرف الأموال في هذا الاتجاه فإما الاستقامة والصدق او الإزاحة من الطريق وفسح المجال أمام الخيرين ممن يقدرون العمل ويخافون من اللقمة الحرام ، قال رجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام : أدع الله لي أن أكون مستجاب الدعوة ، فقال الحبيب المصطفى : اطب مطعمك تستجب دعوتك . أراد لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نتخذ من تحري الحلال قاعدة لتستجاب دعوة الواحد منا
منظومتنا التربوية في حاجة إلى رجال ينهضون بها ليس بالكلام والزيف ولكن بالصدق والإخلاص وعلو الهمة ، ليس بالإفساد والرعونة ولكن بالتدبير الصواب والخلق الكريم ، ليس بحب المال والكسل ولكن بالتفاني في أداء الواجب والإيمان بأن التعليم والتعلم رسالة خالدة ، ليس بالمحاباة والمحسوبية والزبونية ولكن بالكفاءة والجدارة والاستحقاق وفي ذلك إحقاق حق وإبطال باطل ورفعة ودفعة كبيرة للمنظومة التربوية التي هي أساس البناء والتقدم .
Aucun commentaire