! امتحان الكفاءة المهنية بشعار : من نقل انتقل..
! امتحان الكفاءة المهنية بشعار : من نقل انتقل..
تشكل الترقية مكسبا من المكاسب المهمة في النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية وقد جاء هذا المكسب استجابة لمطالب مستمرة للشغيلة التعليمية . ونظرا لكون الترقية تشكل حافزا ماديا ومعنويا لنساء ورجال التعليم لتحقيق تغيير في الوضعية الإدارية والمالية ، عبر الارتقاء إلى درجات أعلى ، فقد فتحت المجال للتنافس بينهم على قاعدة معايير مختلفة تهم المؤهلات والكفاءات والأداء والمدودية والأقدمية . وقد اعتمد فيها المشرع نوعين هما : الترقية بالامتحان المهني و والترقية بالإختيار
كما تسجل مختلف الكتابات والدراسات التي تناولت الإمتحان المهني بالدراسة والتحليل العيوب والسلبيات التي تشوب هذا الامتحان ومنها:
ـ عدم اخبار الراي العام التعليمي بالمقاييس التي يعتمدها المصححون في التقويم وهي كما يعلم الجميع شرط من شروط ضمان الموضوعية والنزاهة والعدل والمصداقية ،
ـ عدم فتح المجال للمترشحين للاطلاع على العلامات التي حصلوا عليها بل والاطلاع على اوراق التحرير المصححة وعند الضرورة اعادة تصحيحها لأننا نسمع ونقرأ يوميا تظلمات بعض الممتحنين الذين يدعون أنه رغم الإعداد الجيد للامتحان فان عملية التصحيح لا تنصفهم.
ومن العيوب والسلبيات كذلك التي تجعلنا نشكك في مصداقية ونزاهة هذه الامتحانات التأخير في إعلان نتائجها إذ ما هو مسوغ انتظار سنة كاملة للاعلان عن النتائج …..؟
اضف الى هذا كله اكبر العيوب ظاهرة الغش المتفشية في الامتحان المهني والمسيئة لصورة نساء ورجال التعليم وغياب اية إرادة فعلية لدى الجميع لمحاربتها ، هل الرغبة في تسوية الوضعية المادية والهروب من الازمات المالية الخانقة التي يعيشها جل نساء ورجال التعليم تسمح بسلك طرق الغش و الاحتيال للحصول على ترقية سهلة بدون معاناة أو جهد يذكر.؟ هل من المقبول أخلاقيا أن تصدر هذه السلوكات الدنيئة و المنحرفة من الذي كاد ان يكون رسولا ؟
وهل يمكن لاي كان ان ينكر بأن الغش في الامتحانات المهنية من طرف الاساتذة قد اصبح ظاهرة تستدعي منا الوقوف والتمعن والتأمل فيما وصلنا اليه تعليمنا من تردي وحضيض؟
نلاحظ عن كثب الاساتذة الأجلاء يدخلون قاعات الامتحان مدججين برزمات من الكتب والأوراق و”الحروز ” ومسلحين بالهواتف النقالة وكل التقنيات التي توفرها ، يحولون قاعة الإمتحان الى خلية نحل تتبادل فيها الأوراق المستنسخة كما تتحول إلى قاعة للمناظرات والنقاشات والحوارات جلوسا ووقوفا جيئة وذهابا و تحت انظار المكبر كلما هم مسؤول بالمرور أمام قاعة الامتحان
أين هي انعكاسات الإمتحان المهني على المردودية التربوية وتأثيره الإيجابي على التلميذ ، ام أن الإنعكاس الوحيد المسجل هو الاستفادة المادية والادارية للممتحن الناجح بالغش او باية وسيلة اخرى غير شريفة ؟ لابد ان نستثني هنا اولائك المجدين المجتهدين الناجحين بعرق جبينهم وبمجهوداتهم الخاصة وبفضل مثابرتهم واستعدادهم الدائم والمستمر وليس فقط بمناسبة الامتحان او غيره
صحيح أن منظومة التعليم جزء لا يتجزأ من المنظمومة العامة للدولة المغربية التي ينخرها الفساد والغش وكل اشكال التردي والعبث ، ولا يمكن إصلاح هذه المنظومة المتهرئة المتداعية والتي أصبح الغش أحد عناوينها الرئاسية دون إصلاح البيئة العامة التي هو ركن أساسي منها ، ولكن لا يجب أن يفهم من هذا أن هذه دعوة لتبرير تلك الممارسات المشينة التي تسيء إلى هذه المهنة الشريفة وإلى الشرفاء من أصحابها .فليضئ كل واحد منا الركن المظلم الذي هو فيه ولا بد بعد ذلك ان يشع الضوء ليشمل المكان برمته
لقد فوجيء الجميع بان بعض الجهات قد احتلت المراتب الاولى في نتائج الامتحانات المهنية في كثير من الفئات الشيء الذي يدعو الى التساؤل ، في حين ان جهات مماثلة من حيث عدد الفئات المترشحة نسبها في النجاح ضئيلة وهذا امر يدعو فعلا الى وقفة تأمل ؟ هل الأمر يتعلق بعدم توزيع متكافيء للكفاءات على صعيد التراب الوطني بحيث توجد النخبة في جهة والأقل مستوى في جهات أخرى ؟ أم أن الأمر يتعلق بحرية الغش في بعض الأكاديميات التي” تلقات اللعب ” في حين تتسم الحراسة في جهات أخرى بالشدة والصرامة أم أن الأمر يتعلق بمزاج المصححين في غياب معايير ومقاييس مضبوطة ؟ ام ان قانون الغاب قانون الوساطات والولاءات والعلاقات قد تغلب على جميع القوانين والضوابط ؟
رصدت بعض الجرائد أجواء الامتحانات المهنية ونقلت أبعادها انطلاقا من آراء ومواقف الفاعلين، وردود الفعل التي عبر عنها الأساتذة أنفسهم، والتي بدت في مجملها جريئة وصادمة•
تصنيفات أولية الى خمس فئات:
1- فئة تدخل قاعة الامتحان لتغادرها بعد دقائق، نظرا لضعف التكوين أو لانعدام الرغبة في بذل أي مجهود فكري•
2- فئة تعتبر الامتحان رخصة مؤدى عنها، للتخلص من أوجاع القسم، ولا تعير كبير اهتمام لما يدور•
3- فئة تذهب إلى الامتحان رغبة في الترقي المهني بنية الغش المبيت، فتعد لذلك كل ما يتطلبه الموقف من ممارسات غير مشروعة، مخلة بشرف المهنة، وتمثل الأغلبية الساحقة•
4- فئة تعتبر الامتحان فرصة أساسية للتكوين والترقي، ومحطة حقيقية لابد منها للارتقاء المهني والتواصلي، فتناقش، وتحلل، وتستنتج، وتبدع•
5- فئة اتخذت موقفا مسبقا بالمقاطعة وذلك لأسباب متداخلة، أهمها الاقتناع بتسجيل الاسم في لوائح الترقي بالاختبار•
عن أجواء الامتحان كما تم رصدها ميدانيا
نقلت الجريدة عن أستاذ السلك الابتدائي مترشح للدرجة الأولى (السلم11) قوله: « شكليا، يمكن القول أن الامتحانات مرت في ظروف عادية، من حيث احترام أوقات الدخول إلى القاعات والخروج منها، مرورا بضبط الغائبين وضبط موعد الشروع في الانجاز بواسطة الجرس• أما من حيث الجوهر، يضيف بعد فترة صمت « الشيطان وحده يعلم »•
كما نقلت الجريدة عن أستاذ آخر وصفه: « ما حصل داخل القاعات من أساليب في الغش، التي لا تعد ولاتحصى بـ « المهزلة » وقال « لا يمكن تصور بشاعة ما حصل، ولا يمكن تخيل وقاحته• فما حدث نسف حقيقي لمبدأ الجودة ورهاناتها، كما يعتبر وصمة عار، ليس على جبين الأسرة التعليمية فحسب، ولكن على جبين الوطن ومستقبل الأمة•
وأضاف أستاذ من نفس الدرجة » نعم، الوضع منحرف للغاية، لكن لا يمكن لنا ممارسة التقوى، الآخرون يتفوقون، ويحصلون على نقط مضمونة•• تعني النجاح في نهاية المطاف•• »•
كما نقلت الجريدة عن مترشح آخر قوله: يبدو أن إدارتنا التربوية جدية في اعتقادها أنها تتعامل مع أساتذة من « الدانمارك أو ألمانيا » فهي تتعامل بثقة مبالغ فيها وباحترام كبير وتضع ثقة مفرطة•• لكن للأسف ليست في محلها لأن الاستثناء هو الاعتماد على النفس، بينما القاعدة هي الغش »• نعم والكل مسموح به، لارادع، ولا وازع•••
أما الأستاذ(••) الذي تظهر عليه سمات الانفعال، جراء نقاش ثلاثي لم يفض إلى نتيجة حول شرعية « الغش » أو عدمها ، فقد عبر بهدوء وترو، مطالبا « بالإلغاء الفوري لهذه الامتحانات، لأنها حسب تعبيره، مرتع خصب لتفريخ الفشل، ومؤسسة نشيطة لتخصيب الدجل والشعوذة، إلى جانب تنامي العقد النفسية بين المدرسين• إن مبررات الامتحان كأسلوب حضاري للتكوين والترقي كما صاغها المشرع انتفت، لم تعد موجودة، لذلك وجب التفكير جديا في إلغائها وبه الإعلام•
وفي موضوع ذي صلة عبر تلميذ السنة الرابعة إعدادي حيث ذهب بعيدا في جرأته• وهو يعاين والده وعمه، وهما رجلا تعليم، يكلفانه بتحضير صور طبق الأصل لقصاصات ومطبوعات « فوطوكوبي « حروزة » خلصت تحرياته إلى أنها لمواد مختلفة تتعلق بالامتحان ينويان استغلالها واستثمارها خلال الامتحانات المهنية، وقال بثقة متناهية • « يتحدثون عن ذلك في أوساطهم العائلية وأمام أبنائهم التلاميذ• إنهم لا يشعرون بذرة خجل »• وقال متسائلا في ما إذا كان ذلك يدخل في صميم الواجب الوطني• وتابع مندهشا « كيف نصدق ما تدعو إليه البرامج والمناهج المدرسية من إعمال العقل، والتحلي بروح المسؤولية والانضباط والمبادرة والابتكار والإبداع•• كيف نصدق؟ ومن نصدق؟ »
ويشهد شاهد من أهلها
« ••• نعم إذا لم أوفق هذه المرة، فلن اكرر التجربة ثانية »• يقول (ذ) مبتهجا: « كنت شبيها بآلة فوطوكوبي• لقد نقلت الأجوبة بالحرف•• وتفوقت على كاتبها، وربما على المصحح• نفسه و »أضاف » النقط مضمونة ولكن » •• بنفس الجرأة عبر (ت•ن) عن دعمه لموقف زميله من الامتحان• رافضا تجريم مبدأ الغش معتبرا إياه مجرد مسعى يتسم بالعنف• فهو ليس نصبا ولا احتيالا في نظره•• وإنما طريقة للحصول على حق ضاع ليس إلا•••
اقتربنا منه بدا مرحا رغم تقدم سنه، كان يتأبط محفظة ثقيلة وهو بصدد الولوج إلى قاعة الاختبار « منهجية تدريس المواد »• ما السر في العلبة السوداء؟ فأجاب (م•ت) على الفور•• » إنها تتضمن مراجع مصغرة وعينات من كل المقررات المدرسية بالابتدائي » وأردف باسما »من كل بستان زهرة »• وعن سؤال في ما إذا كان ذلك عملا سلبيا في حد ذاته• أجاب دونما تردد « الغش، والتحراز، والتنوعير ظاهرة اجتماعية مغربية بامتياز »• واستطرد قائلا « تبدأ منذ التسجيل في السنة الأولى مع مقدم الحي، مرورا بالسنوات اللاحقة••• الإعدادي•• الثانوي حتى الجامعة•••
أما الأستاذة (ن•ت) متحجبة، بعد أن أنهت عملية السلخ من أول سؤال إلى آخره، وبنجاح تام حمدت الله عليه، مستعينة بكتب وقصاصات جرائد نشرها على المقعد بأريحية• متفاخرة بتفوقها في ذلك، مبررة جنوحها نحو الغش « كلهم تينقلوا » لست وحدي••• الموت وسط الغشاشة نزاهة »•
الغش يبدأ من الأعلى
للأستاذ (ن•ع) وجهة نظر خاصة في تفسير الظاهرة حيث يقول: « منذ الصباح يبدأ الغش في حياتنا اليومية، في المحاضر التي تحررها مخافر الشرطة والدرك، في قرارات التفتيش، في الاقتطاعات التي تهم رواتبنا من غير أن نشعر بذلك، في بناء مدارسنا وتجهيزات مؤسساتنا وصيانتها، في الرعاية بفضاءاتنا وبيئتنا، في مؤسساتنا المالية والاقتصادية، في•••• وفي•••• وليس عند إجراء الامتحانات المهنية الخاصة بأساتذة التعليم الابتدائي فقط•
لابد من الإنصات لبعضنا، الأمر لا يتعلق بانفلات عارض يمكن تجاوزه والتغاضي عن تداعياته، كما أنه لا يقتصر على قطاع دون آخر•• الأمر أضحى قاعدة• وليس استثناء• الممارس لها ينجح•• ويصبح مثالا يحتذى•• والاذكى من ذلك، أن المدلس يصرح بذلك علانية•
بدون تعليق
– سئلت أستاذة حول رأيها في مفهوم سؤال أدرج ضمن أسئلة التربية وعلم النفس فكان جوابها أنه « لم يسبق أن أدرج هذا السؤال ضمن قائمة الأسئلة بتاتا »، وأضافت وهي على صواب » لا أمتلك أية فكرة عنه، وليس بمستطاعي القيام أو بذل أي جهد في سبيل ذلك•• » (ذة) المذكورة أعلنت ناجحة في الدرجة الأولى أي السلم (11) برسم الموسم الماضي•
أحد المسؤولين عن المراقبة بإحدى قاعات الامتحان وهو يتفقد الغياب والأساتذة منهمكون – في النسخ وسلخ الجلد• اطل متسائلا » هل هناك غائب؟ أجاب أحد الممتحنين بخفة دم » أجل الضمير المهني يا أستاذ »•
– شرع أحد الأساتذة في تقليب رزنامة من الأوراق وقصاصات الجرائد بحثا عن أجوبة محتملة، وعندما لم يفلح في العثور علي شيء، قام من مكانه قاصدا زميلا له بهدف الاستعانة به• حدث ذلك داخل قاعة الامتحان•
– فلماذا تسقط مهمة المراقب في القيام بواجبه؟ وتتقاعس الإدارة التربوية الموكول إليها تنظيم الامتحانات، في فرض ذلك؟ ما السر وراء وقوفها عاجزة عن إبداء موقف علني صريح إزاء ما يجري•• لنتصور•• مالذي يمنع المسؤول عن مراقبة تنظيم الامتحان من أن يقول صراحة لحظة الشروع في الامتحان « رجاء وضع المحافظ والكتب والأوراق جانبا، إلي حين الانتهاء من الامتحان » ولنتصور ما الذي يمنع المسؤول بالوزارة عن التنصيص حرفيا على ذلك؟
– أقسام تتحول إلى أسواق ودلالة•• وأخرى تضم مرشحين في مقعد واحد• فلا تكاد تسمع إلا خشخشات الأوراق و المقررات في السنوات الست الأولى• وبالمناسبة، اقتناء بعض المراجع وتقليب صفحاتها لا يستعمل إلا لغاية، داخل قاعات الامتحان•
– ويرى مفتش تعليم ابتدائي ارتفاع نسبة النجاح لدى أكاديمية دون أخرى، من غير شك سيكون مؤشرا على تتويج أكيد وعلى تنويه من الوزارة• لأن ذلك في نظر المسؤولين يعتبر مقياسا لتطبيق بنود الإصلاح، وعربونا على نجاح عملية التكوين المستمر لرجال التعليم بالجهة• أليس هذا هو منطوق الخطاب الرسمي؟
– أما (ذ: ع ث) فهو يرى عكس ذلك تماما إذ يقول » إن تلك أكبر كذبة رسمية على الإطلاق• فإذا كان المسؤولون في الوزارة يبنون قراراتهم على ما يتوصلون به من تقارير، فإنهم صادقون، لكن التقارير الواردة عليهم هي التي تفتقد الدقة، وتتجذر في الالتباس، وتنأى عن الموضوعية•
أسماء مشهود لها بالكفاءة والمردودية في الأوساط التعليمية، وفي مجال التنشيط في مختلف المجالات السياسية والنقابية• لم يحالفها الحظ لأنها لم تعتمد أسلوب الغش والتدليس أثناء الامتحان•• ويوضح (ك•ت) بهذا الخصوص إن الامتحان في شكله الحالي، وفي جوهره، تمرينات بسيطة للخط والإملاء والنقل ليس إلا•• يعكس واقع المهنة المتردي ويرسمها بأقصى سخرية ممكنة، ولا يعكس مستوى المترشح المعرفي والعلمي، لكنه على العكس من ذلك، يجهض كل طموحاته وآماله في التطور وفق معايير نبيلة إنسانية وحداثية•
– عبارة تتردد كثيرا في معظم قاعات الامتحان « تريثوا••• اجمعوا الأوراق على الأقل حتى تمر اللجنة••• »
– مفتش طلب من مدرس أثناء عقد لقاء تربوي كتابة محضر اللقاء، وكان من الناجحين في السلم(11) فرفض، بدعوى أنه لا يتقن كتابة المحاضر وسط استغراب ودهشة زملائه من رجال التعليم•
قال مفتش ممتاز: إن المصحح لا يأخذ بعين الاعتبار سوى المكتوب على الورقة• ولا يهتم بباقي التفاصيل وبذلك يحصل المجتهد على معدل 10 مثلا، فان » الغشاش » الذي ينقل الجواب حرفيا قد يحصل على النقطة كاملة•• وبذلك يضمن إقامة ضمن المشمولين
وفي ذلك ضرب قاس ومبرح لمبدأ تكافؤ الفرص وفي الصميم••
لا بد من إحداث مراجعة شاملة لنظام الترقي سواء بالإختيار او بالامتحان للقطع مع هذه الفوضى وهذه العبثية التي توصمهما والتي تضر بسمعة القطاع ككل .ولقطع الطريق على الوصوليين
3 Comments
انه المنكر بعينه,اعتمدنا على انفسنا في كل الامتحانات السابقة,وكتبنا اجابات بما جمعناه من تجاربنا التربوية,فكان مالنا الفشل,في كل مرة رغم اننا متاكدون من سلالسة اللغة التي نجيب بواسطتها,ومتاكدون من صحة الافكار والنظريات التي نستعملها في تحليل الموضوع التربوي,بما راكمناه من تجارب لكن هيهات.
واصدقك القول يا صاحبي,ان الذي يزيدنا غصة بين الجوانح حينما تظهر النتائج فينجح من لا يستطيع تركيب جملة مفيدة,ولا يستطيع ان يثبت دقيقة واحدة في اجتماع معين تكون اللغة السائدة فيه هي اللغة العربية الفصحى وهلم جرا.
اي مصداقية لهذه الامتحانات,فهل من يجهل قواعد اللغة واملاءها وصرفها ونحوها,قادر في نظرك على تحليل موضوع تربوي متشعب الاشكاليات؟ والله العظيم ما اكثر هؤلاء الذين لا يستطيعون كتابة موضوع انشائي ادبي مكون من 10 اسطر,فبالله عليك كيف يمكنهم كتابة وتحليل موضوع تربوي ؟ ولكن في المقابل هناك من ينجح باستحقاق فنقف اجلالا له على معرفته الغزيرة في مجال التربية وعلم النفس وديداكتيك المواد الدراسيةواخيرا لا حياة لمن تنادي .
من الملاحظ ان جل من نجح في الامتحان المهني السلم 11 هم اساتذة وأستاذات تخرجوا حديثا بالسلم التاسع في ظرف زمني أقصاه 12 سنة في حين أن هناك من قضى في التعليم أكثر من 32 سنة ولا زال قابعا في السلم العاشر بعد أن ظلموا بسبب النظامين الأساسيين وهاهم سيظلمون بسبب إصلاح منظومة التقاعد . ماذا تنتظرون من هؤلاء المظلومين .أتنظرون منهم العطاء والجد في العمل ؟ وللتوضيح أكثر فجل من استفاذ هم من لايلج القسم إلا ناذرا واحلف على ماقلت…
أغلب الغشاشين يبررون فعلهم اللاأخلاقي و اللاتربوي بكون الآخرين يغشون كذلك. ان أخطأ الآخر فهذا لا يعطيني مبررا لأخطئ أنا أيضا. الأستاذ الذي يغش في الامتحان ثم ينجح يكون قد استولى على حق أستاذ آخر اعتمد على نفسه. انتم أيها الغشاشون تسرقون حقوق الآخرين. أنتم أيها الغشاشون تنجحون في امتحان الغاية منه تحسين الوضعية المادية بمعنى المسألة تتعلق بالمال و ما تحصلون عليه من زيادة في الأجرة نتيجة النجاح بعد الغش في الامتحان المهني هو سرقة هو مال حرام فأتقوا الله
و الله عيب و حرام و الغش هكذا من أناس المفروض فيهم ان يكونوا القدوة في الأخلاق طامة كبرى. و المسؤولون عن الحراسة يتحملون وزرا عظيما بالسماح بالغش في القاعات
البعض يتحدث بهتانا عن نيل حقوق و الحقوق لا تنال بالغش بل بالكفاءة و انتم تعرفون ان النجاح في الامتحان بالكوطا و النسبة المئوية فحصولكم على معدلات مرتفعة بالغش هو حرمان للآخرين من حقوقهم، أنتم يا غشاشين لصوص و حرامية تسرقون حقوق المجدين النزهين و تكرسون وضعا مختلا في المجتمع
ان رأيت المقدم أو الشرطي أو غيرهما يغشان فليسا هما القدوة و هذا لا يعطيك مبررا للغش بل دافعا للتشبت بالنزاهة و الأمانة
تقولون: الآخرون يغشون و لست وحدي من يغش و لكنك لا تعرف أن الآخرين هم أنت و أنا و هو و أولئك الآخرون أيضا ربما منهم من رآك تغش و سيقول هو أيضا الآخرون يغشون و لست وحدي من يغش
لا مبررات للغش و الخيانة و الانسان بأخلاقه و مبادئه و لو كان لوحده و لو كان كل الآخرين مغايرين له
أتأسف بشدة لمستوى رجال التعليم الذين لا يعون أنهم يضرون أنفسهم و يكرسون سلوكات بل يعطون مبررات للمسؤولين ليقوموا بسرقتهم
تأكدوا أن من تسرقونه ليس المسؤولين الكبار بل أناس مواطنون عادسون مثلكم يجتهدون و يستعدون للامتحان و يقومون بمجهودات فكرية و في الأخير تسرقون لهم المناصب المالية بغشكم
اتقوا الله و تذكروا أنكم تأكلون السحت و تسرقون أرزاق الآخرين و ليس فقط تغشون
اتعظوا و اعتبروا و اعلموا انكم تطعمون اولادكم حراما و تخلطون المال الحلال بالمال الحرام
و الى المجدين المجتهدين أقول لا تيأسوا من رحمة الله و اعتبروا نجاح الغشاشين على حسابكم امتحانا من الله لصبركم و ثباتكم على المبدأ و لا يغرنكم نجاحهم بالغش فأحسن لكم أن تعيدوا الامتحان مرات و مرات حتى يأذن الله بالتوفيق من أن تيأسوا و تبحثوا عن مبرر في نجاح الغشاشين فاصبروا و اعلموا ان النجاح في الامتحان مثله مثل اي رزق لن يأتي حتى يأذن الله به و عندما سياتي ستحسون بحلاوته و ستتمتعون ببركته و ضمائركم مرتاحة
أما الناجح بغش فسيظل غشه يطارده أمد الحياة و سيعلم بعد حين أنه يأكل حراما و لن يستطيع أن يتنازل عنه
على الانسان ان يقنع و يعلم ان الرزاق هو الله و انه جعل الاسباب المشروعة للرزف و الرزق يأتي عندما يأذن الله به