أيها المسؤول الإداري،لايغرنك الكرسي واحذره أن يلدغك من حيث لاتدري.
أيها المسؤول الإداري،لايغرنك الكرسي واحذره أن يلدغك من حيث لاتدري.
عجيبة طموحات هذا الإنسان ،والتي لاتكاد تنتهي إلا حينما يوضع تحت التراب،ويسجل لنا التاريخ عدة نماذج ،من مدى ما وصل إليه الإنسان من مراكز اجتماعية رفيعة،سواء عبر كفاءته،أو عن طريق تحايله ومكره،ويبقى الهدف واحدا ألا وهوعقدة هذا الكرسي الوثير،والذي سلب عقول الكثير من ذوي الطموحات المشروعة وغير المشروعة،والذين سخروا كل جهدهم الفكري من أجل الجلوس عليه،ونيل شرف إعطاء الأوامر لمرؤوسيهم أو هكذا ظنوا.
وإذا كان صنف من البشر قد نال بحق هذا الشرف وأبلى البلاء الحسن في إدارته لشؤون الموظفين،وفهم بأن الإدارة ما هي إلا آلية لإسداء خدمة،وجسد بالتالي المفهوم الجديد للسلطة،بحيث لم يغير الكرسي من مواقفه وسلوكاته،فإنه بالمقابل يوجد صنف آخر من الناس،أساء التقدير وخان الأمانة الملقاة على عاتقه،فحاز بذلك لعنة الجميع،وأنهى حياته مترددا بين المحاكم،يجر أذيال الخيبة،بعدما سنحت له فرصة ذهبية ليعزز مكانته داخل المجتمع،ويساهم بالتالي في خدمة وطنه.ولكن هيهات ثم هيهات فعقارب الساعة لاتدور إلى الوراء.والإدارة لم تكن في يوم من الأيام مرتبطة بالأشخاص،فالأشخاص عابرون والإدارة باقية تماشيا مع منطق الاستمرارية.
هذا هو الكرسي في جانبه السلبي والإيجابي،يكافئ من كان على قدر المسؤولية،ويلدغ من نهج أساليب المكرو الاحتقار والاستبلاد في إدارته،ظنا منه أنه صاحب ذكاء ودهاء،فاحذر أيها الإداري أن يلدغك الكرسي من حيث لاتدري.
Aucun commentaire