منتخب احياء الشرق يتالق بالدورة الدولية الاولي لعاصمة سوس 2013
العنوان:منتخب احياء الشرق يتالق بالدورة الدولية الاولي لعاصمة سوس 2013
بعد تلقيها لدعوة المشاركة في الدورة الدولية لمدينة اكادير 2013 قررت الجمعيتين الأكثر نشاطا بأحياء عاصمة الشرق بشهادة الجميع ألا و هما جمعية أمل المحرشي و يعقوب المنصور الرياضيتين بقبولها مند أول وهلة و التفكير في السبل الكفيلة لإنجاحها ولتلبية شريحة مهمة من أبناء ساكنة الأحياء التي ينشطان بهما و المتعطشة لمثل هذه المناسبات النادرة فعملا مند أول وهلة على تنظيم دوريات بالأحياء من اجل الانتقاء و اختيار المواهب التي ستتمكن من السفر إلى عاصمة سوس و تمثيل الأحياء الشرقية في هذه الدورة العالمية بل لم يقفا عند هذا الحد حيث عملا على دق أبواب المسؤولين دوي الاختصاص و من يبدعون طول السنة في تنظيم تظاهرات شكلية بشعارات فضفاضة تحاك و تدبج بشكل جعل منها مثل العلكة التي تمضغ لمرات حتى فقدت حلاوتها بشكل مقرف من تسميات على المقاس: كالإدماج–التنمية–التواصل–الاشراك–الحكامة ..الخ .
فلم تشفع توسلاتهما و طلباتهما و لم تلقى أدنى ﺁدان صاغية لرجائهما من اجل فتح الطريق لهؤلاء للمشاركة في هذه الدورة الدولية فكان اكبر تحدي لهما سريان طلباتها عبر طابور السلم الإداري فوجدت جيوشا من العقول المتحجرة و باطنة السوء التي لم و لن تسمح بوصول هذه الطلبات لأصحاب القرار و المسؤولين فعاشت الجمعيتين في ذهابها و إيابها عبر مكاتب أنشئت خصيصا لمساعدة المستنجد من المواطنين و تلبية حاجياتهم بل تلقتا من الوعود ما جعلهما في لحظة من الغفلة يثقون بها و بالتالي طمأنة منظمي الدورة الرياضية باكادير بان منتخب الأحياء الهامشية سيكون في الموعد من بين المشاركين.
لكن وقع ما لم يكن في الحسبان أن كانت الوعود الواهية و الكاذبة سوى كلام في كلام لتصريفهما و تضييع جهدهما وكانت الصدمة أن أوصدت الأبواب في وجه الجمعيتين بدون سبب بل عاشتا فترات من الاحتقار و الدونية و كانت سمة الرد و القرار التملص و الضبابية واضعين الجمعيتين في حيرة بين إبلاغ المنظمين بالمشاركة من عدمه.
و لكن بتدخل من يمتلكون الحس الوطني المنقطع النظير و الغيرة على أبناء الأحياء الأكثر هشاشة مند بداية نشاطهم و خاصة «جمعية أمل فوت الرائدة»التي أحيت الفكرة و الأمل من جديد بمساعدتها للجمعيتين كما ألفوها من قبل .
فكانت هذه الجمعية الرائد المنقذ الحقيقي و التي ما فتئت تبرهن مند وجودها في الميدان ان حملت على عاتقها مسؤلية الإدماج الفعلي و الاخد بيد أبناء الأحياء الهامشية و جمعياتها بل تعدت أن تكون النقطة المضيئة في العمل الجمعوي المحلي بأعمالها الإنسانية الرائدة فتعدى صيتها من المحلية إلى العالمية بكل جدارة و استحقاق .
هذه الجمعية التي جعلت الشفافية أهم مبادئها و الإشراك لجميع مكونات المجتمع أسس برامجها و الإدماج الفعلي لأبناء الأحياء الهامشية –المدارية–الأكثر هشاشة شعارها .
فبوصولها إلى النسخة الثامنة من دوري الأحلام –كاس الدولية لوجدة– التي سينظم خلال شهر ابريل 2013 لم يكن محل الصدفة بل حدث و سيحدث بهمم و جدية مسؤوليها الدين افنوا عمرهم و جهدهم في خدمة أبناء ساكنة الشرق ككل ببرامج حقيقية هددت بفضح دور البعض من المنتفعين و المرتزقة مما جعلها تلقى وابلا من الهجمات و حربا ضروس من أصحاب النفوس المعتلة التي تحطم كل ما هو جميل في المجتمع الشرقي.
و لقد استطاعت هذه الجمعية أن تكون الرافد الرئيسي في مشاركة الجمعيتين بحيث أدخلت الفرحة في نفوس اللاعبين بمنحهما مستلزمات و ألبسة رياضية كاملة ل 24 لاعب من منتخب الشرق للأحياء فكان سفر هؤلاء إلى عاصمة سوس يوم 03-03-2013 على الساعة العاشرة عبر حافلة خاصة اكتريت من اجل نقلهم بمبلغ تعدى 9000 درهم تحملت أقساطه الجمعيتين دون مساعدة أي طرف أو جهة سواء كانت رسمية أو ذاتية.
و لقد عرفت مراحل السفر عدة توقفات بمدن تاريخية من اجل التقاط الصور و أخد قسط من الراحة و الأكل.
فكان يوم 04-03-2013 يوم وصول الوفد الوجدي منتخب الشرق الى محل إقامتهم بمدينة اكادير السياحية بحيث دخلت أجواء المنافسة صباح يوم 05-03-2013 حيث وقع منتخب الشرق في مجموعة قوية ضمت طرامبلي الفرنسية –أصدقاء سوس المنظم للدورة–و مولودية الجرف و شباب انزا.
ولقد استطاع منتخب الشرق الحصول على سبع نقاط خولت إليه الحصول على المرتبة الأولى بالمجموعة تساويا مع مولودية الجرف بالتالي التأهل إلى الأدوار النهائية حيث لم تستطع العناصر الوجدية من التأهل للنهاية بعد خسارته بضربات الترجيح مع الفريق الفرنسي المشهور الفور ALFORT وسط ضعف تحكيمي ملموس مند بداية الدورة .
و لقد أبان أبناء الشرق على روحهم القتالية و الرياضية و بدون أدنى نقص جعلهم يلقون من التصفيقات و الإعجاب من الحضور الذي استمتع بعلو كعبهم و موهبتهم الفطرية بل زاد من احترام هؤلاء المتتبعين لهم بعد أن علموا أن جلهم من الأحياء المهمشة بالعاصمة الشرقية.
و لقد عرفت الدورة الرياضية الأولى لمدينة اكادير 2013 نجاحا نسبيا رغم الارتجالية التي طبعت مراحل الدورة بسبب نقص تجربة اللجنة المنظمة التي استطاعت رغم ذالك نقله إلى بر الأمان وتحقيق أهدافها بشكل عام.
و لقد عرف برنامج الوفد الوجدي بمدينة اكادير عدة أنشطة أهمها إجراء مقابلة ودية مع أكاديمية -JMG- الفرنسية و كدا زيارتها بمحل إقامتها إلى جانب الاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تتوفر عليها عاصمة سوس الساحلية التي أصبحت تعرف اوراشا كبيرة ستجعلها لا محال في مصاف المدن العالمية الكبرى.
و في طريق العودة قامت الجمعيتين بزيارة ودية إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تلبية للدعوة الغالية من مديرها السيد ناصر لاركيط حيث عم الاستقبال الحار من جميع مكونات الأكاديمية الملكية أفراد الوفد الوجدي حيث خصص لهم حصص تدريبية بملاعبها المعشوشبة إلى جانب وجبة غداء بمطعمها الرئيسي وزيارتها كليا.
لقد كانت هذه المبادرة الرياضية الإنسانية محط تنويه و إعجاب من ساكنة مدينة اكادير بل كذالك من مسؤولي أكاديمية محمد السادس نصره الله لكرة القدم فكانت على العموم ناجحة على جميع المقاييس رغم العراقيل و الاكراهات المادية التي عاشتها العناصر الوجدية في بداية الرحلة و لكن بتضافر جهود الجمعيتين و جمعية امل فوت إلى جانب المنظمين للدورة الرياضية جعلت هؤلاء يتأقلمون مع الأجواء و يعيشون فترات من الفرحة و الذكريات التي لن تنمحي أو تنسى من مخيلتهم.
ورغم هذا النجاح الكبير لهده المبادرة الرياضية استخلصت الجمعيتين أن ما تعيشه مدينتنا من تهميش ينبعث من مسؤوليها دعاة المفهوم المحلي الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقصى الفئات المستهدفة منه و تغتصب كل ما هو جميل في حين يعلمون أو لا يعلمون أن روح المبادرة الحكيمة هي بريئة من هذه التصرفات الغير اللائقة التي جعلت هؤلاء الدخلاء الجدد بشعارات مستهلكة مثل علكة تلوكها ألسنتهم اليوم حتى أصبحت بلا طعم و متنا بدون سند في حين هي فوق ذالك رهان مغربي حكومي و جمعوي للخروج من سراديب التسيير الفاشل إلى فضاء للتدبير المحكم القائم على تقويم مكامن الاعوجاج أنها ببساطة توق للقطع مع منطق البطة العرجاء الذي يحكم ضمائرنا قبل أن يعكسه سلوكنا.
شيء جميل أن تنخرط كافة المكونات و تتأهب لخدمة التنمية البشرية في مدينتنا بدءا بالحكومة و رجال السلطة المنتخبين مرورا بالقضاء و الإعلام انتهاء بالجمعيات لكن الأمر سيكون أجمل و أنجع لو تطوع هؤلاء الذي أسندت لهم مهمة تسخير هذه المكونات لخدمة التنمية البشرية كمفهوم إنساني لان البشر هم الثروة الحقيقية للأمم و أن التنمية هي توسيع خيارات المواطنين في ايطار من الحرية و استهداف لدوي الحقوق لا اغتصابها بشكل قاس و مدبر و إعطاء لكل ذي حق حقه في ايطار من الشفافية ونكران الذات.
ولعل أن هناك من الأسباب المباشرة لهذه الهوة الواسعة بين حاجيات المواطنين و سبل التكفل بها دو الصبغة التسييرية المحضة و التي كانت و مازالت تنخر جسد هذه العلاقة الأبدية بشكل متزايد و مطرد حيث بما لا يدع الشك ان تشخيص مكامن هذا الضعف لا يسعنا إلا الإشارة إلى هذه السيطرة الاستبدادية من طرف مسؤولين تملا قلوبهم الأنانية و الجشع واحتقار الغير ففرضوا علينا عنوة هذا الواقع المرير مما جعل منطقتنا غير منتجة و غير نافعة بسبب سياسة تغاضي الطرف عن الطاقات البشرية المتواجدة بالمنطقة إلى جانب استنزاف الطاقات الطبيعية بيد قلة من الانتهازيين التي افرزهم الفساد المنتشر و المستشري بشكل متزايد .
و لعل خير مثال للواقع المرير بالمنطقة الشرقية أنها أصبحت تنفرد دون غيرها من المناطق الأخرى .ظاهرة الإقصاء المتعمد للجمعيات الهادفة بطرق احتيالية و لا إنسانية و كذا ظهور طبقة من الجمعيات النخبوية التي أضحت تلتهم كل شيء من لدن محتضنين و فاعلين اقتصاديين على حساب من يملكون سجلا باهرا في إعمالهم التطوعية و خاصة الجمعيات الحقيقية التي تخدم الأطفال و الشباب و تؤطرهم دون أدنى عنصرية او اعتبارات سوسيولوجية او طبقية مثلا جمعيةامل فوت .
و لعل عدم مساعدة الجمعيتين في مبادرتهم الرياضية باكادير من الجميع سواء أعيان أو مسؤولين –منتخبين خير دليل لهذا النوع من الإقصاء التي تشمئز منها النفوس و ينفر منه كل فرد دو كرامة يعتز بها و تندرنا بزوال الممارسة الجمعوية ككل من المجتمع الوجدي بعد أن أصبحنا نعيش في فترة الاستبداد الفكري و المالي من لدن طبقة من المسؤولين و المؤسسات ففرضت علينا بكل جرأة واقعا مرا لا نتيجة منه سوى ضياع الهمم و الأموال التي كنا و مازلنا في حاجة إليها لبناء صرح مجتمع صالح في هذه المنطقة المنكوبة اقتصاديا رغم المجهودات المبذولة لان لا مفر أن تواكبه تغيير العقليات السلبية السائدة بشكل مهول بالمجتمع المدني و كذا رجال السلطة لاسترجاع ثقة المواطن الذي ضاق بالخطابات الجوفاء و لم يعد يفرق بين مسؤول صالح أو طالح في غياب إعلام بناء و ناقد للوضع السائد و في رجال محليين يؤمنون بالحوار و دوره الفعال في الوقوف على مكامن الضعف و الهوان لخلق حركية و المساهمة فيها للخروج من عنق الزجاجة وتمشيط كواليس أصحاب القرار برمته من باطني السوء و العقول المتحجرة لكي تفرز من هو جدير بالبقاء بها و تحمل المسؤولية و من هو مطلوب للمحاسبة بعد أن أصبح شخصا غير مرغوب فيه و تنقيتها من كل الشوائب و الضرب بيد من حديد على كل الأصوليين – الانتهازيين و المتطفلين عليها و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن النرجسية و الأنانية ونكران الذات والتعامل مع العمل الجمعوي بشكل مؤسساتي مسؤول يكرس مبد الحوار و الشفافية و الديمقراطية لتصحيح المسار الحالي و استرجاع الاعتبار له لوضعه على السكة الصحيحة قبل فوات الأوان .
من اعداد ذ عماد عبو
متتبع للعمل الجمعوي الهاذف بالمنطقة الشرقية
Aucun commentaire