هي رسالة ليست ككل الرسائل   تحمل من العبارات  والمشاعر ما يصعب على العقل استيعابه ، والاحاطة به ، لأنها رسالة صادقة من استاذ لمادة الفلسفة  يدرك تمام الادراك ما للكلمة من دلالة ، ومعنى ، بل يدرك تمام الادراك سلطة اللغة ، خصوصا عندما تكون اللغة صادقة صدق استاذي الكريم نورالدين صايم ، الذي عرفته صديقا وطالبا واستاذا حمل هم التدريس  باخلاص ، ونكران ذات ، وتضحية ، بل وايثار ،  الاستاذ نورالدين الصايم  الانسان الهاديء ، الرزين ، البشوش ، الذي لا يتكلم الا نادرا ، وعندما يتكلم فان الحكمة تنساب من خلال كلماته انسيابا …
وكلمات هذه الرسالة التي  تلقيتها من استاذي الكريم نورالدين صايم لخير دليل على ذلك …رسالة ذات حمولة من المعاني والدلالات والمشاعر والذكريات  جعلتني اقرأها لعشرات المرات ، حتى كدت ان احفظها ، وكلما قرأتها اعرورقت عيناي  لرقة عباراتها التي تعتبر بالنسبة الي  اجمل من باقة ورد اهداها الي زميلي واستاذي نورالدين صايم ، حفظه الله من كل مكروه ، وأطال عمره ، وأسعده بأبنائه ، وأسرته …آمين
قدوري الحوسين/ استاذ لمادة الفلسفة / ومدير الجريدة الالكترونية وجدة سيتي
======================================

المقام الاول÷الصديق العزيز الحوسين
بدافع الاخوة والصداقة ,وان كانت
الصداقة اجتماعيا ارقى من الاخوة ,لان
ما يعرفه الصديق عن صديقه اكثر ما يعرفه
الاخ عن اخيه .حتى انه في بعض الاحيان
يلجا الاب الى صديق ابنه ليمرر له امرا
او نصيحة او رسالة ,خاصة وان بعض اقفال
العقول والقلوب لها المفاتيح عند
الاصدقاء. الصداقة تجمعنا والوطن
والمدينة ومادة الفلسفة.تلك التي كانت
الداء والدواء’ وان كانت هذه المادة
واصحابها من لفيف المخرفين والمعقدين
والحمقى والذين يتكلمون في اشياء
لاتفهم ولا يعرف طلاسمها الا المقربون
منها. ناسف ان تكون هذه هي الصورة
الحقيقية لما يدور في دهاليز المدرسة
والبيت والكثير من العقلاء وغير
العقلاء.ان الناس الفت ان لاتفكر الا
تفكيرا سطحيا ولم تالف ان تطرح الاسئلة
الصعبة ولا تريد ان تبحث عن الاجوبة.
تخيل ا ن اي حكومة مرت بالمغرب لا تقدر
ان تفكر في حل مشلة من مشاكل المغاربة
؛خذ مثلا التعليم,نبحث عن حلول المشكلة
التعليمية في فرنسا او اي بلد غربي .حتى
المبادرة للتنمية البشرية هي تجربة
هندية .وكان العقل المغربي هو عقل من
تراب او حجر.حتى مشاكلنا في الغذاء
والدواء والعمل ,نلجا الى الوكالات
والمنظمات الغربية هي التي تدرس
مشاكلنا وتقترح الحلول علينا.نحن شعب لا
يعرف الا التقليد فقط .لان البحث في
الحلول تتطلب تحرير العقل من قيود قال
فلان وقال علان.
الفلفسة هي ام العلوم ولقد شبه الفيلسوف
الفرنسي ديكارت الفلسفة بشجرة تحتوي
على فروع شتى منها العوم.وقديما قيل
÷تبدأ الفلسفة عندما ينتهي العلم.وبسبب
الارتباط بالعلوم هناك فرع في الفلسفة
يطلق عليه اسم ÷فلسفة العلوم قديما
وحديثا استعمل مصطلح الابستملوجيا,التي
تنظر في العلوم ومناهجها وطرائقها
وأدواتها وأهدافها. اذن من الخطا
الاعتقاد ان الفلسفة حديث المخرفين.
المقام الثاني÷الجامعة والمهنة
صديقي الحوسين.لقد جمعتنا محطات
كثيرة.اولها جامعة محمد بن عبدالله
وبالضبط في كلية الاداب والعلوم
الانسانية ,وامعانا في الدقة ÷شعبة
الفلسفة التي كانت تسيطر عليها
التيارات الفكرية اليسارية.وفي ذلك
الوقت اما أن تكون بورجوازيا متعاليا
مثاليا محافظا متعفنا ,او تقدميا
مناضلا.
كما جمعتنا الحافلة |شركة الخطوط
الوطنية|التي كانت تنقلنا ونحن طلبة من
وجدة الى فاس.كما جمعنا تدريس مادة
الفلسفة في الثانوي.وكنا معا لاجراء
امتحان الكفاءة المهنية للتعليم
الثانوي على طاولتين متقاربتين. هناك
عرفت مقدار صبرك والفسحة الكبيرة
لقلبك.ولقاءات لمدرسي الفلسفة ,خاصة
عندما   انتقلت من تدريس علوم التربية
الى تدريس الفلسفة والتي كانت نهايتها
مأساوية.
المقام الثالث÷الجريدة
صديقي .لقد توليت الاشراف على هذه
الجريدة الالكترونية وفتحت صفحاتها لكل
شخص يلتمس في نفسه القدرة على الكتابة
او القدرة على ان يبلغ شيئا عن
اهتماماته ما دام يتقيد بأبجديات
الكتابة وأخلاقها.وفتحت فكرك وصدرك
ايضا لتيارات قد تشهر سلاحها في وجهك
,وكان من المنتظر أن تمارس الاقصاء
نحوها,أو ان تشهر سلاح القلم ضدها لو كان
فكرك مغلقا.ولكن سمحت لبعض الاقلام
المنتقدة ’ولم تسمح لنفسك ان تطلق لها
العنان وانت الهادئ المتسامح الطيب
وتفتح عليهم سعير جهنم في النقد
والانتقاد ,وانت مالك لناصيته,ولكن أيضا
,مالك لناصية التسامح. مقدما صورة
المثقف الذي لا ينزل الى الحضيض.لان
تربيته تمنعه من ذلك.
المقام الرابع÷ حسن الخاتمة
من المفروض ان أقدم لك الشكر باسم كل
الذين يريدون ان يقدموا الشكر لغيرهم
اعترافا منهم بالمجهود و المثابرة في ان
يكون هذا المنبر في المستوى الذي يفخر
به أي منتسب له.كما أشكر باسم كل الذين
يعترفون بفضل الاخر في اسماع أصواتهم
وأفكارهم واهتماماتهم الى الاخرين.
اتمنى لك  كغيري من الناس الذين
يحترمونك لشخصك ومواقفك’العمر المديد
والصحة الكاملة والشباب الد ائم ….