Home»Régional»من أجل نقد حضاري جاد وهادف لحركة إسلامية واعية وواعدة

من أجل نقد حضاري جاد وهادف لحركة إسلامية واعية وواعدة

0
Shares
PinterestGoogle+

أثار انتباهي، أثناء قراءة الردود على المقالات سواء المنشورة بهذا الموقع الغر المنفتح والمسؤول أو بباقي الجرائد الإلكترونية، – خصوصا عندما يتعلق الأمر بمواضيع تتعلق بالحركة الإسلامية أو الأحزاب الإسلامية – مجموعة من الملاحظات التي تعطينا نظرة واضحة عن بعض العقليات السائدة داخل هذه المكونات عندما تتعرض للنقد. وعلى رأسها أن هذه العقليات تعاني من صنمية خطيرة تجاه أحزابها أو تنظيماتها. لأ ن الحزب أو الحركة الإسلامية كيفما كانت رؤاها وتصوراتها ما هي إلا اجتهاد بشري قد يخطئ كما قد يصيب ولهذا فمن باب أولى أن تربي هذا الجزء من أبنائها على التوحيد الخالص حتى لا يستمر في تقديس التنظيم أو الحزب الذي يتحول إلى إلاه يعبد من دون الله، كما عليها أن تربيهم على الحوار وتقبل رأي المخالف مع تلقينهم أدب الاختلاف الذي يجعل الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية أي يجعله عبارة عن حوار بعيد عن القذف والطعن والخروج عن أخلاقيات الشرع. ومما كنت دائما أشير إليه وأنا داخل أحد التنظيمات الإسلامية إلى أن أي تنظيم إلا ويوفر داخله أجواء تربوية معينة موحدة. إذ نجد أبناء التنظيم الفولاني تجمعهم خصائص مشتركة موحدة. وتنظيم آخر له ما يجمع أبناءه من خصائص أخرى مختلفة عن التنظيم الآخر ويتفرد بها. وهذا معناه أن كل تنظيم من خلال تصرفات أبنائه وطرق تعاملهم وتسييره يشكل ويوجد جوا عاما ما فهذا الجو هو عبارة عن سلوكيات وأفعال تربوية نفاثة في النفوس شاءت أم أبت. وهو شيء خارج عما تهدف إليه البرامج التربوية الموجهة. وهذا جلي حتى من خلال نوعية الردود التي تتلقاها مقالات المخالفين حيث تتشابه الردود فتكاد لا تجد ردا واحدا يشد عن عدم تقديس التنظيم فيكون منصفا وشجاعا في الاعتراف والتعهد بأنه سيسعى إلى خلق فرص لمراجعات داخلية وغرس فكرة النقد والتقويم والأخذ بعين الاعتبار كل ما قيل ما دامت الغاية من المقالات الدفع بالحركات والأحزاب الإسلاميين إلى النقد والتقويم والجرأة لترى صورتها في المرآة. لأن ما يرى من الخارج قد لا يرى من الداخل.
واستفادة مما سبق وقيل أثناء الردود، لا يفوتني أن أنبه بأن الهدف من هذه الدعوة هو التقعيد لعمل جاد وهادف يهدف التقويم والنظر في عيوبنا وأخطائنا والنظر في الداخل لتمييز الغث من السمين لأن كل المنتمين إلى التنظيمات لا يخرجون عن أصناف ثلاثة إما عميل موالي لجهات أخرى أو انتهازي مصلحي أو مناضل صادق ملتزم. والتقويم من شأنه أن يغربل الصادقين من الانتهازيين المتزلفين الذين يحملون معاول الهدف لإغراق الحركات الإسلامية التي هي أمل المستضعفين بعد فشل كل التيارات والجهات.
إن نقاشا عبثيا وارتجاليا ولا أخلاقيا ولا علميا ولا واقعيا من شأنه أن يكفف أفواه النقاد ويخرص الأقلام فتحرم الأمة من ملاحظات قد تفيد وقد تكون أرضية لمطارحات فكرية عميقة تساهم في خدمة الأمة التي تعد مصلحتها أولى الأولويات. كما أنها قد تكون الحافز والدافع للكثير من الأقلام الأخرى للخروج من غمدها لتلعب دورها وتساهم في تنوير الرأي العام بأفكارها ومقالاتها التي تسلط الضوء على ما نعانيه في حركاتنا وأحزابنا من نقص وخلل. وفي مقابل هذا فإنني أناشد أصحاب الجريدة، أهل الدار، إضافة على كرمهم وبسط جناحهم لكل غيور على هذه الأمة، أن يساهموا في تنظيم الحوار داخل منبرهم الإعلامي وذلك بوضع ضوابط ومعايير حفاظا على الرفع من مستوى النقاش وإسهاما في تأسيس حوار جاد وهادف، سواء تعلق الأمر بالكتاب وأصحاب المقالات أو تعلق الأمر بالمعلقين والجالسين على مائدة الحوار.
وعودا على بدإ فإننا من خلال ما عشناه منذ بداية هذا الشهر العظيم شهر رمضان الأبرك ومن خلال تتبعنا للحوارات التي جرت على منبرنا الإعلامي المتميز، خصوصا تلك الحوارات التي تتعرض بالنقد للحركات الإسلامية أو الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية نسجل الملاحظات التالية:

1- من خلال ردود وتعليقات الكثير من أبناء الحركة الإسلامية يتبين أنهم يجعلون التنظيم أو الحزب الذي ينتمون إليه دائما على حق، وأن كل نقد موجه إليه هو من باب التشفي أو الانتقاص منه بالباطل. أو هو داخل في خانة الحرب على الحزب الإسلامي. وأن كل من نبس ببنت شفته بما يقدح فيه فهو عدو يستحق الرد بالشتم والسب والطعن والاتهام. دون النظر إلى المعطيات والحجج ودون تكليف النفس عناء المزيد من البحث والحوار الداخلي بحثا عن الحقيقة وجلبا لمعطيات علمية واقعية للرد الشافي والكافي، أو من أجل النظر إلى الداخل وتبني منهج واقعي علمي في التقويم والنقد والمراجعة. فإن الدكتور خالص جلبي عندما قال:" الحزبي عموما أعمى" كان يقصد أن الحزبي لا ينظر إلا إلى الداخل، أي أن ما هو داخل التنظيم حق وما هو خارجه باطل.

2- تكون داخل التنظيمات الإسلامية جيل من الشباب يتكلم دون علم ويرد على المخالف دون دليل. وهو لسرعة انفعاله يلجأ إلى الشتم والسب والاتهامات المجانية. ومشكلة هذا الأمر لا تكمن هنا بقدر ما تكمن في أن هذا العنصر أو ذاك خاضع للتربية وفق برنامج تربوي يروم تخريج قادة ومنضرين يقودون طلائع جماهيرية نحو الخلاص من التخلف والتحرر من قيود النفس والشيطان.

3- عندما نرد على متدخل أو صاحب مقال يكون أمامنا خياران من حيث التوقيع بالاسم أو عدمه. فصاحب الرد إذا أدلى بتوجيه أو ملاحظة ما حتى يستقيم الحوار ويتسم بالجدية والصدق والتدليل على كل ادعاء، فله أن لا يوقع باسمه لأن ملاحظته هي الأهم ولا يهم عمن صدرت مادامت لا تحمل موقفا ولا جرحا أو انتقادا لصاحب المقال.. أما عندما يقول المتدخل كلاما غليظا وكبيرا ويلجأ للرد والتهجم فإنه يكون أشبه بمن يهاجم من خلف وبقناع وتنكر. يواجه إنسانا معروفا وغير متنكر ولكن يواجهه من وراء حجاب وباسم مستعار. لأن الحوار بين الاتجاهين المعاكسين يفترض معرفة كل واحد منهما للآخر حتى يتحمل كل متدخل مسؤوليته الكاملة لما يقول، إذ لا يعقل أن ترد على إنسان لا تعرفه حيث معرفته تمنحك حجة قوية في ذكر ما يعرفه الشخص المحاور ولو من باب تذكيره بما نسي أو تناساه فيبهت. وفي حالة عدم معرفته فعلى الأقل فهو يتحمل مسؤولية كلامه لأنه لم يخفي هويته.

4- كثيرة هي الردود التي تخرج عن الموضوع. وذلك إما أن أصحابها لم يفهموا شيئا عن الموضوع وهذا هو الغالب. وإما أنهم لا يملكون أدنى معلومة عنه ( أي الموضوع)، وكل ما في الأمر أنه قد غاضهم ما قيل بغض الطرف عن صحته أو عدمه. فيلجؤون إلى التهجم العشوائي ويقفون بما ليس لهم به علم.

5- من بين الكثير من الردود الصادرة عن بعض أبناء الحركة الإسلامية ما يوحي بأنهم يعتبرون أنفسهم من طينة خاصة تختلف عن طينة الناس. ومن ذلك ما ذكر أحدهم وهو يصف الناس بأنهم " من هب وذب" وآخر عندما يستعمل الآية ليمنح الامتياز له ولتنظيمه فيقول: "ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل" وهذا فهم خطير وتصور قاصر وهو يحمل خلفية خطيرة. مؤداه أن صاحب المقال بما أنه مغضوب عليه وكلامه لا يروقهم فهو يدخل ضمن" ما كان لغير الله" لأن ما عندهم هو " ما كان لله". وأعتقد أن من باب مثل هذه التصورات دخل التطرف ووصل إلى حد التكفير…كما أن مثل هذا كان من وراء تلفيق سمة الإقصاء والانغلاق للحركة الإسلامية من طرف خصومها وأعدائها.

6- البعض، عوضا أن يكتب مقالا هو كذلك، ويطرح فيه رؤيته وتصوره. يستغل المقال الجاهز لتصفية حسابات ضيقة حتى ولو أن المقال بعيد كل البعض عما يهدف إليه. فتراه يقحم الكلام إقحاما إلى درجة تجعلك لا تملك إلا أن تتساءل: ما دخل هذا في ذاك، أو تكتفي بالقول: إن لله في خلقه شؤون.

7- إن مقولة " لو تعلم الجاهل لقل الخلاف" تزداد مصداقيتها يوما عن يوم. لأن الجاهل وحده من يحول المبادرة إلى التصحيح و الدعوة إلى النقد الذاتي إلى مزيد من تكريس الواقع المتخلف والبائس الذي تعيشه تنظيماتنا. فيتجاهل الدعوة والمضمون والجوهر فيجعل المقال كله عبارة عن جملة لم ترقه أو مست مكمن الداء في عقله وفكره فصارت هذه الجملة هي الشجرة التي تغطي الغابة.

فصاحب المقال الموقع باسمه في كل الحالات هو الرابح الأكبر لجرأته وشجاعته ووضوحه، وتمة فرق كبير بين الشجاعة والجبن، بين الوضوح والتخفي، بين المواجهة والطعن من الخلف، بين التحليل وسرد الحجج ورمي الكلام في الفضاء وعلى عواهنه دون أدنى دليل أو حجة أو برهان.
إن العقلية السائدة التي تحاور في الظلام أناسا يقفون في النور، وتتعصب للتنظيم أو الحزب فيحجب عنها تعصبها الحقائق والأدلة والبراهين، هي عقلية تشكل خطرا على تنظيماتها لأن توسع قاعدتها هو بمثابة الحكم بالإعدام على الحزب أو التنظيم. لأن وجود قاعدة منفتحة واعية ومرتبطة بمؤسسات وبمبادئ وقيم، لا بأشخاص وزعامات وتنظيمات، ولا تدعي العصمة للتنظيم عمليا، وأن تنظيمها ليس فوق النقد والتجريح، هي الضمان الأساس لتطور التنظيم وتجديد دمائه. أما هذه الفئة فئة تزكية المنكر وتكريس واقع الأخطاء والسقطات فإنها حقا وصمة عار في جبين التنظيمات. وهي ضمن تقسيم التجمعات البشرية والتنظيمات الذي قام به علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تأتي في المرتبة الثالثة والأخيرة وسماها: " همج رعاع ينعقون مع كل ناعق" فبوجود هذه الفئة وهذه العقلية داخل الحركة الإسلامية لا يمكن ممارسة التغيير أو الإبداع . فموت التجمعات كما يقول ابن خلدون هو ناتج عن توسع وجود هذه الفئة وازديادها نوعيا وعدديا إلى أن تحل الكارثة فينهار التجمع البشري. ولذا على التنظيمات التي تحترم نفسها أن تجعل هذه المسألة أول نقطة في برنامجها النقدي والتصحيحي إن أرادت أن تحمل بوادر البقاء وأن تستمر في الزمن.
كما أن هذه الفئة تكون أول الساقطين على طريق الدعوة عند المحن لعدم توفرها على أدنى قوة لا إيمانيا لأنها ارتبطت بالتنظيم روحيا وليس تنظيميا فصار التنظيم عندها صنما مقدسا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولا تصوريا لأنها بعيدة كل البعد عن التصور الإسلامي الحق الذي يجعل التنظيم وسيلة لا هدفا، ويشجب كل الآلهة من دون الله تعالى سواء من داخل النفس ( هوى) أو خارجها ( صنم مادي أو معنوي).
إن الحركة الإسلامية، ستحترم نفسها أكثر، إن هي وجهت على الأقل أبناءها إلى عدم الوقوع في مثل ما يعيب عليها ويسبب لها عارا. فتعلم أبناءها كيف لا يقولون ما لا يعلمون ولا يقفون بما ليس لهم به علم، وأن يحترموا الرأي المخالف…إلى غير ذلك. وقبل هذا وذاك تربيهم على أنها مجرد اجتهاد وهي ليست فوق النقد والتقويم وأن كلا يؤخذ ويرد في قوله إلا الصادق المعصوم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ما أكثر الغيورين على هذه الأمة عموما، وعلى الحركة الإسلامية خصوصا، وما أكثر الذين عاشوا وتتبعوا مسار الحركة الإسلامية وخبروا برامجها وعلموا تصوراتها وعاشوا تجربتها فأدركوا ما لم يدركه أبناؤها وعلموا ما لم يعلموه. ولذلك سيكون من الباطل عدم الكتابة والجهر بالقول بما يمكن أن يقدم خدمة جليلة للحركة الإسلامية، إن هي امتلكت الجرأة الكافية لترفع رأسها المدسوس في الرمال، وتنزع عن عيونها الغشاوة التي تطمس عنها حقائق جمة درايتها ومعالجتها ستمنحها قوة وبقاء واستمرارية ومصداقية لدى محبيها والمتعاطفين معها. وأما إن اختارت التمادي في غض الطرف عن عيوبها وسقطاتها وأخذتها العزة بالخطإ فإنه على الأقل يكون هؤلاء الغيورون المبلغون قد بلغوا وعبروا عن صدق غيرتهم على أنضج فئة في المجتمع وهي التي يتوسم فيها الخير والإنقاذ.
وختاما أقول: لقد كتبت منذ مدة طويلة مقالات كثيرة منها ما هو عبارة عن دراسة أصولية في قرار طرد الإخوة الثمانية في 20 جزءا. ومنها ما يتعلق بقرار الفصل والوصل أي بين العمل السياسي والعمل الدعوي أو بين الحركة والحزب، ومنها ما يتعلق بالأحداث التي صاحبت نشوء الوحدة بين رابطة المستقبل الإسلامي وحاتم. ومنها ما يتعلق بالصراع الدائر بمدينة وجدة. فضلا عن مذكرات موثقة عن الحركة الإسلامية منذ نشوئها إلى الآن…وغيرها من الأمور المهمة التي تحتاج إلى وقفات ونظرات. ولكن كان هاجس الخوف من عدم تفهم أبناء الحركة الإسلامية الذين سيعتبرون ذلك خيانة وكشف أسرار ونشر غسيل داخلي. والتجربة الأولى في نشر مقال أو مقالين في موقع وجدي أعطى الدليل والبرهان بأن أبناء الحركة الإسلامية لا زالوا لا يتقبلون نقدا ولا تصحيحا. رغم أن المقال الأول لم يذكر ولو اسما واحدا لا لشخص ولا لحزب بل اكتفى بذكر سلوكيات وأفعال معوقة للعمل والمؤسسات ورغم ذلك لم تناقش أفكاره ولا عولجت أفعاله بل راح البعض يجرح والآخر يسأل عمن وظيفتي وآخر يراني متدبدبا بين العدالة والفضيلة لأن في اعتقاده ليس لك الحق أن تقول الحق لأنك إما أن تكون مع طرف وتسب الطرف الآخر وإما العكس أما أن تتبع أفكارك ومواقفك لأنك لست ملكا لحزب لأن الفكر حر والانتماء ليس صنما يجعل مني عبدا فهذا ما لم يستسغه الكثير.؟ . فكان الثمن باهضا كلفني الندم على نشره وقد كشف عدم النضج وأن الوقت لم يحن بعد لتستعد الحركات الإسلامية لخوض معركة التصحيح والتقويم والعلاج. أما المقال الثاني فقد حمل أسماء وأحزابا وتنظيمات لكنه موثق بأدلة وحجج. ولم أبتغ به لا تقربا من حزب ولا سواد عين تنظيم. ولا أن أؤذي أحدا أو أغيض آخر. وليس هذا طبعي كما يعلمه الجميع. بل هي الأمانة والله على ما أقول شهيد. وإن كانت بعض الكلمات والجمل قد بقيت به وكان ينبغي استبدالها أو حذفها لتنسجم مع مرحلة النشر. وهومقال قديم وهو مجرد جزء من سلسلة متصلة من المقالات كان سيليه حديث عن اللائحة المغمورة والمراحل التي مرت منها مع ذكر كل المساهمين والذين يتحملون المسؤولية الفعلية لما جاء فيها. ولم يكتب لينشر في هذه المرحلة بل تأخره ناتج عن الأسباب المذكورة سالفا. وقبل ذلك قد سبق وبرهنت طريقة تعامل أبناء الحركة الإسلامية مع كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري. وهو تعامل قاس وجارح تم فيه غض الطرف عن كل ما جاء في الكتاب من كنوز مفيدة في مراجعة الأخطاء حتى يستقيم التنظيم فراح البعض يفسق الرجل ويكذبه ويجرحه وهو ما هو في العلم والفضل على الحركة الإسلامية. وأنا أعلم أن الرجل قد تغاضى عن أشياء كثيرة جدا وخطيرة لم يذكرها لأنه لو أراد الفتنة لكتبها ولو أراد كشف العورة لما تخلى عنها ولكنه أسدى النصح وبرء الذمة وعلى الله قصد السبيل. وملاحظة أخيرة تتجلى في أنني كتبت في نفس الجريدة سلسلة مقالات في الفكر التربوي للحركة الإسلامية، ولم تنته السلسلة بعد، فلم تتعرض المقالات لأي رد بل ولو لتعقيب واحد. وهذا يبين الخلل داخل الحركة الإسلامية كما يبين طغيان الاهتمام بالعمل السياسي على حساب الجانب التربوي وأن أبناء الحركة الإسلامية قد غرقوا حتى الذقون في النظر إلى لمعان العمل السياسي فصار ضوءا يستهوي كل الحشرات لكنه قد يقتلها إن هي لم تحسن التصرف والتعاطي مع الضوء بحذر شديد. وصدق أستاذنا الدكتور أحمد الريسوني عندما تم تقييم أول خطوة للدخول في العمل السياسي فقال: لقد كشف عوراتنا وبين سوءاتنا فتبين لنا أن منا إخوان أرادوا أن يأخذوا أجر الدعوة هنا قبل هناك" أي في الدنيا قبل الآخرة. فمتى يا ترى يحين الوقت لتفتح الحركة الإسلامية صدرها وتكسب الجرأة لتنظر في واقعها وتقوم ماضيها عساها تستشرف أفقا ومستقبلا مشرقا يعود بالنفع العميم عليها وعلى البلاد وعلى الأمة جمعاء؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

15 Comments

  1. abderrahim al oujdi
    09/10/2007 at 17:27

    جازاك الله اخي احمد على هدا المقال القيم و الشجاع،فنادرا ما تصدح الحناجر الشجاعة والغيورة بالحق, الحق الدي اصبح الغائب عن واقع شتى التيارات بشتى ضروبها و انتمائاتها.فاصبح كل طيف يدعي الصواب بل تعدى دلك الى الادعاء بانه هو الصواب بعينه،فمجرد ان صدر كتاب الاخ الفاضل فريد الانصاري حتى انهالت عليه مقالات الطعن و التجريح و التخوين.الحركةالاسلامية مدعوة الان الى الاسراع بنقد الدات ,و تصحيح المسار,ولن يتحقق دلك الا بترتيب الاولويات وان تعطي الاولوية القصوى لتخليق اعضائها وتكوينهم حتى لا يستصنمون الخيار الحزبي امام الهدف الاسمى و الارقى و الاهم الدي هو تحقيق الدين.

  2. محمد
    09/10/2007 at 17:27

    تابعت مقالك هذا، وانتابني شعور بأن ما تقوله لن يكون له اي اثر، ذلك لأن كلامك فيه تناقضا صارخا! كيف لم تنتبه إلى حكمك عن الحركة الإسلامية والقاضي ببتجريدها من امتلاك حاسة النقد، وإرادة التصحيح والإصلاح الداخلي، ثم تستشهد بكلام خطير لأبرز قيادييها (أحمد الريسوني) الذين شخصوا بعض أمراض أعضائها في الممارسة السياسية.
    هذا يشي إلي كمتابع بأنه لا يوجهك هدف فريد وهو الإصلاح، حيث إن هذا الهدف النبيل سيلزمك بأن تعترف للحركة الإسلامية بأن تمارس قدرا وافرا من النقد الذاتي، ودليل ذلك استشهادك بكلام الريسوني الجريء، لكن لما تشعبت بك السبل استشهدت بهذا الكلام كي تبرز عيبا للحركة الإسلامية عساه يحدث المزيد من التنفير منها، إلا أنك لم تنتبه بأنه دليل إشهاد قوي نطقت به لتبرأها من التحجر والاستصنام والسكوت على المثالب.
    انا أعذرك في هذا لكون خصومتك البادية للحركة الاسلامية جعلتك كحاطب ليل، تحشد كل الأدلة لإدانتها، دون ان تنتبه إلى إيرادك دليل براءتها. وهذا هو وضع كل ظالم بادئ، وتلكم هي حال المعتدى عليهم ولم يبالوا. » إن الله يدافع عن الذين آمنوا ».

  3. أحمد الجبلي
    11/10/2007 at 01:00

    إلى الأخ العزيز محمد: ما كنت لأبخس الحركة الإسلامية حقها وأنا مؤسس فيها وابنها وعلى يديها تربيت مند السبعينات. ومقالي هدا أكبر دليل على حبي لها وغيرتي عليها. ولست أدري كبف تقرأ المقالات وكيف تفهم الكلام. أما عن كوني أستشهد بكلام الريسوني – والذي وشا بك لتعتبرني لا يقودني هدف نبيل وهدا اطلاع على نيتي وهو عمل خاص بالله تعالى – فهو دليل أنني لا أبخسها حقها .ثم إن كلام الريسوني يزكي كلامي كله. لأنه دكر بعض الأخطاء والنواقص الموجودة وهو مجرد تشخيص والتشخيص لا يغني عن العلاج شيئا. وكونك تعتبرني حاطب ليل وظالم وأحشر كل الأدلة لإدانتها. وتقول: إن الله يدافع عن الذين آمنوا . لأرد على كلامك هدا أقول لك إنك ممن يكرس التخلف في الحركة الإسلامية وأنت وأمثالك سبب كتابتي لمقالي وها أنت تعتبر الناس والآخرين كفارا أي ليسوا مومنين باستشهادك بآية في غير موقعها. فاتقي الله في الحركة الإسلامية ولا تزين لها أخطاءها واستغفر لربك ولا تكن عونا للشيطان عليها..فإنك ستسأل عنها يوم القيامة. وكوني أتحدث عن الحركة الإسلامية لأنه من حقي كما من حقي الغيرة عليها ودعوتها إلى التقويم والتصحيح. لأن عملية التطهير ظاهرة فيزيائية كونية وكل من لا يتطهر يتعفن. وأمثالك أول ما يجب أن تتطهر الحركة الإسلامية منهم.

  4. mahdi
    11/10/2007 at 01:01

    مادا تريد يا أخي محمد هل تريد أن تستفز الأستاذ الجبلي فينزل غضبا عليك وعلى كل الين تحملهم الحركة الإسلامية ولا يحملون شيئا فيها ولا عنها؟ أريد أن أعرف لماذا تخافون النقد ولماذا تتهجمون على كل دعوة للنقد والتقويم؟ فكلامك با أخي كله حقد وكره لأي دعوة إلى النقد والترشيد والتقويم. فما الذي لم يعجبك في هذه الدعوة إلى التصحيح؟ فأعتقد لو راجعت المقال من جديد ستعرف أنك أنت من يتناقض في قوله وربما دافعك هو حقدك وكرهك لكل محاولة تدعو إلى إنقاذ الحركة الإسلامية مما هي عليه. أما فيما يخص حديثك عن الريسوني فيجب أن تعلم أن الريسوني نظرا لجديته في دعوته للتصحيح والنقد والمراجعة فإنه قد أقيل لأن الكثير من العقليات لا تريد لللحركة التي تنتمي إليها مثل ذاك الرجل العظيم. وإذا لم تصدق هذا الكلام فاذهب إلى الرباط واسأل أبناء الرابطة عنه واسأل عن الدافع للشيخي عن دافعه لذاك السلوك أثناء انعقاد المجلس الوطني مباشرة بعد إقالة الريسوني؟ يجب أن تعلم وأنت التابع بلا وعي وأنت من يحارب التصحيح ويردد العام زين. أن هناك عراقيل كثيرة في وجه التصحيح. ويكفي أن تعلم أن الأستاذ الداعية عبد الله النهاري من الداعين إلى التصحيح وهاهو يحارب وهذا وقع أثناء أحد الجموع العامة بوجدة وأنت تعرف هذا خيرا مني.

  5. مصطفى القرمودي
    11/10/2007 at 01:03

    يا محمد هذا الكلام غير موجه لأبناء حزب العدالة والتنمية والحركة التابعة لها فقط فلا تخشى شيئا.فكن متيقنا أنكم تتمتعون به ولا داعي للإلتواء عن الموضوع واستحضار نفسية الكاتب بل حاول استيعاب ماتقرئه لكي تتجنب هذه المساوئ .أما قضية شعورك فاعلم أن الأحاسيس خداعة….

  6. rachid
    11/10/2007 at 01:04

    اريد من الاخ فقط ان يوضح للقراء الكرام الطريقة التي وظفت بها في البلدية ثم بعد ذلك يمكننا ان نناقش المبادئ والأفكار خصوصا إذا كان الامر يتعلق بالمرجعية الاسلامية.
    هذا اولا اما ثانيا ماهو السر وراء دخولك مع الخادلي في الحملة الانتخابية الاخيرة مع العلم ان الذين خرجوا من حزبكم قبيل الانتخابات يتهمونك بإزدواجية المبادئ لانك كنت رافضا الدخول مع الخالدي قبيل الموعد بقليل وفجأتا وجدوك أول المشاركين في هذه الحملة .
    والسلام

  7. mahdi
    11/10/2007 at 01:04

    لست أدري لمادا تتأخرون في نشر التعليقات. لأن هدا الأمر يقلقنا ما دامت التعقيبات الأولى تبقى منشورة لمدة طويلة والرد عليها يبقى في خبر كان..ولهدا أرجو من أخوتكم بالتعجيل بنشر الردود تماما كما هو جار في الجرائد الإلكترونية الأخرى.

  8. عبد الواحد مزويرح
    11/10/2007 at 01:05

    بسم الله الرحمان الرحيم
    تابعت كل مقلاتكم فهي حقا مقالات تستأهل بأن يقف المرأ عندها بالدراسة والتحليل.
    ولهذه الأسباب أتشرف بدعوتكم لمدينة أحفير من أجل عرض هذه الأفكار في محاضرة بمقر احدى الجمعيات ، واعتبروا هذه دعوة رسمية
    أترك لكم بريدي الالكتروني من أجل الاتصال
    bahfir@yahoo.fr
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  9. محمد
    11/10/2007 at 12:04

    أنا آسف على الإزعاج، لو كنت أعرف بأن ملاحظتي ستثير غضب صاحب المقال ومريديه لما أدليت بها، وأؤكد بأن ملاحظتي لم يكن فيها سب ولا شتم، وأعتبرها ملاحظة دقيقة كشفت تناقضا صارخا لصاحب المقال، وأتبعت الملاحظة بعض النقد المستخلص من نتائج معادلات ذلك التناقض. كما اؤكد أني لم اتهم صاحب المقال بعدم نبل هدفه-وتعليقي موجود فليرجع إليه- إنما وصفت هدف الإصلاح بالنبل، والواضح أني قلت لصاحب المقال بأنه لا يوجهه هدف فريد، وإذا التبس الفهم على صاحب المقال، فما قصدته هو أنه- وكما هو مثبت في التعليق- لا يوجهه هدف وحيد، فقد يكون هدفه هو الإصلاح، لكنه شابه بأهداف أخرى وهو ما اسقطه في التناقض موضوع تعليقي. لكن تعليقه صب علي وابلا من الشتائم- أحسب أنها لا تعنيني ولا أستحقها- وسيكون بذلك قد وقع في تناقض ثان وآمل أن يكون أخيرا ومفاده أن صاحب المقال يدعو إلى النقد والتصحيح دعوة المهدي المنتظر لكنه لا يفتأ يتلقى ملاحظة نقدية إلا واجهتها بما لا يليق. آسف مرة أخرى على الإزعاج، أنا كنت أتوقع بأن صاحب المقال يتسع صدره للنقد، أما وقد تبين لي أنه بخلاف ذلك، فهذا آخر عهدي بالتعليق على مقالاته. ودام له المجد والسؤدد!!!

  10. أحمد الجبلي
    11/10/2007 at 17:19

    إلى السيد rachid يبدو أن بعض الأسئلة شكلت لك عقدة ولهدا سأجيبك عنها بكل وضوح شرط أن تريني اسمك الكامل.. وبعدها سأعدك أنني سأنشر سلسلة مقالات لا تقل عن 10 حول موضوعك الدي تتيره وهو المنسحبون من النهضة والفضيلة وعملي ضمن حملة الخالدي ومواضيع أخرى لها علاقة بك إن كنت أنت من أحمله في مخيلتي…ولكن عليك أن تتحمل الصدمة. فاستعد إذن… أنا في انتظار أن تنشر اسمك كاملا.

  11. أحمد الجبلي
    11/10/2007 at 17:19

    إلى السيد محمد حفظه الله، عفوا أخي إن كنت آلمتك. ولكنك اتهمتني بتهم لم تجعل لي خيارا آخر إلا أن أدافع عن نفسي بنفس أسلوبك. اما إن كنت لم أفهم قصدك جيدا فإنني أعتدر لك وأستسمحك. ويسرني أن تعود من جديد للكتابة والردود. وأنا على استعداد أن أضع رأسي على الأرض لتطأه أنت بقدمك.

  12. محمد
    13/10/2007 at 22:40

    لا يليق ان تفعل من اجلي ما قلته، وإن بدا لك أن في ذلك نوعا من التقدير والاحترام فإنه لا يخلوا من شبهة الذلة والاستصنام، سيما وانت الداعي إلى مخالفتهما.
    وما دمت طلبت مني ان أعلق على مقالاتك، فأعدك بأني كلما وجدت أي تناقض مخل انبهك إليه أن شاء الله.

  13. mahdi
    15/10/2007 at 20:00

    إلى السيد محمد، أولا إن وافق أحدنا رأي الأستاد الجبلي فليس معنله أننا من مريديه. فهدا كلام كبير وخطير ولا يصدر إلا عن شخص لا يحترم آراء الآخرين. واعلم أن الأستاد الجبلي لا أعرفه ولا يعرفني فأنا ابن الناظور وهو على ما يبدو ابن وجدة. وثانيا أرى أنه عندما تواضع لك واعتدر وأنا على يقين أنه تعمد غض الطرف عن أخطائك وتجاوز السب والشمتم الدي قمت بهما ليحافظ على الود وعلى النقاش في السياق المطلوب الدي يرجوه. لكن بردك الأخير بينت أنك لئيم ولست أهلا للاعتدار وفيك صدق الشاعر إدا أكرمت الكريم ملكته وإدا أكرمت اللئيم تمرد. واعلم أن ما اعتبرته دلا واستصناما فهو سنة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وهكدا كانوا يفعلون إدا أخطأ أحد في حق الآخر. وهدا ينم عن جهلك وحكمك على الصحابة الكرام بالدل والاستصنام جهلا منك لسيرة الصحابة الكرام. وأما عن يبيان استعدادك لكشف التناقض في مقالات الأستاد الجبلي فهدا سلوك خطير لأنك برمجت نفسك على ألا ترى إلا ما هو سلبي وهدا سيجعلك ترى كل شيء كيفما كان سلبيا. وهدا دليل آخر يدينك بأنك وصمة عار ليس في جبين الحركة الإسلامية فقط بل في جبين الأمة الإسلامية كلها. و كما قال الاستاد الجبلي فعلا أنت أول من يجب على الحركة الإسلامية أن تتحرر منهم.

  14. rachid
    16/10/2007 at 12:49

    الى الاخ الجبلي الاسماء غالبا ما تكون مستعارة في الردود وهذا يظهر بجلاء في الاسماء المكتوبة امامك .وسؤالي المهم هو كيف وظفت في البلدية اما موضوع صراعك مع المنسحبين من اليقظة والفضيلة فلا يهمني لانني لم اكن يوما ما في هذا الحزب المخزني حتى النخاع وما يهمني هو ما يتعلق بالحق العام في الوظيفة لكل حاملي الشواهد وفقا للقانون وليس شيئا اخر. وأظن انك عرفت الجهة التي انتمي اليها .

  15. أحمد الجبلي
    17/10/2007 at 23:41

    إدن سؤالك اسأله لمن توظف ولا شواهد له أواسأله للأشباح الذين يتقاضون أجورا دون عمل.
    أما عن أني أعرفك فأنا لا أعرفك ولا يشرفني أن أعرف إنسانا يتكلم بما لا يعي ويتهم الناس مجانا وباسم مستعار دليل جبنك لأنك تهاجم في الظلام أناسا يجلسون في النور وشتان بين النور والظلام. لقد عبرت عن جبن كبير لأنك أبيت التصريح باسمك حتى تتحمل مسؤولية كلامك اللامسؤول. ومن الآن فصاعدا لن ألتفت إليك لأنك نكرة متخف رعديد. وعيد مبارك سعيد وكل عام وأنت جبان.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *