هل فكر المسؤولون عن الشأن التعليمي في خطورة التخلي عن الألعاب المدرسية؟
هل فكر المسؤولون عن الشأن التعليمي في خطورة التخلي عن الألعاب المدرسية؟
من منا نحن تلاميذ الثانويات نهاية السبعينات وبداية الثمانينات،من لازال يتذكرالألعاب المدرسية،بالصيغة التي كانت تجرى بها في ذلك الوقت؟
تلك الأنشطة الرياضية التي كانت تجرى بشكل منتظم مساء الجمعة،والتي كان يتنافس فيها تلاميذ ثانويات إقليم وجدة،هذا الإقليم الذي كان يضم كل من بركان وتاوريرت وجرادة وطبعا مدينة وجدة، لقد كانت هذه الألعاب تشكل متنفسا للشباب في ذلك الوقت،فضلا عن مساهمتها في بروز العديد من الطاقات الشابة التي أثثت المشهد الرياضي إقليميا،على غرار كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة بدون أن ننسى كرة الريكبي التي أبدع فيها رياضيو وجدة،ويكفي هنا أن نذكر بعض الرياضيين الذين مروا عبر الألعاب المدرسية وذاع صيتهم على المستوى الوطني والدولي كلاعب كرة اليد محمد مقروف واللاعب متعدد الاختصاصات حسن لعيوني،ولاعبين آخرين برزوا في رياضات مختلفة وكلهم تخرجوا طبعا من الألعاب المدرسية.حتى أن أندية الجهة الشرقية لم تكن تجد عناء في الحصول على لاعبين مرموقين يدافعون عن ألوانها،ذلك أن المادة الخام كانت موجودة.
أتذكركذلك ويتذكر جيلي من تلاميذ الثانويات كيف كنا نشد الرحال زوال كل جمعة لإحدى ثانويات وجدة قصد متابعة المباريات الرياضية،حيث كان التنافس على أشده بين الثانويات،مما ولد لدينا حبا للرياضة وحافزا قويا للانخراط في الأندية الرياضية المنضوية تحت لواء مختلف الجامعات الرياضية.
لذلك أرى من الواجب على الساهرين على الشأن التعليمي أن يعيدوا الاعتبار للألعاب الرياضية نظرا لإيجابياتها التي ذكرتها آنفا،كما أعتبر توقيفها أو عدم إعطاءها ما تستحق من دعم وتشجيع هو بحق جريمة في حق الرياضة المغربية،وانظروا إلى ما وصلت إليه الرياضة بالإقليم عندما لم يتم احتضان وتأطير الشباب الرياضي .لقد كان شباب الثانويات وهو يشارك في الألعاب المدرسية،وبتأطير محكم من لدن أساتذة التربية البدنية في ذلك الوقت، يصقلون مواهبهم ويحصنون أنفسهم ضد جملة من الآفات الاجتماعية،لأنهم لم يكونوا ليجدوا الوقت الفارغ الذي يسمح لهم بالانصراف إلى ما يهدم الجسد ويضعف قدراته.
فتحية رياضية أوجهها من هذا المنبر إلى السادة أساتذة التربية البدنية الذين ساهموا بتضحياتهم الجسام في تكوين ذلك الجيل من التلاميذ الرياضيين،وأخص بالذكر السادة المير علي مفتش التربية البدنية والسيد بنعربية،وأعتذر عن نسيان بقية الأسماء الذين أعطوا الكثير من وقتهم وجهدهم للرياضة الوجدية.
Aucun commentaire