ونجن نودع سنة 2005يصلنا خبر مغربي يتوج في ميدان قليلا ما نحلم بأن يكون لدينا منه تصيب:إنه الميدان الأدبي في جنس القصة والرواية يتعلق الأمر بالمبدع حفيظ بوعزة المزداد بوجدة يوم 8 مارس 1970 الذي فاز بجائزة"البومة الذهبية"من بلجيكا عن روايته "بارأفيون"par avion" المكتوية باللغة الهولندية وهي من أهم الجوائز الأدبية التي تمنح في بلجيكا.وفي جعبة هدا المبدع مجموعات قصصية توجت مرتين في هولندة ومن أشهرها مجموعة "أقدام عبد الله" الصادرة سنة1996وروايتا "مومو" 1998و"سالمون"سنة2002و"مسرحية "اولين"سنة 1998
حفيظ بوعزة الذي يعمل كأستاذ هاجر مع عائلته سنة 1977إلى هولندا وعمره لا يتجاوز السبعة سنوات لم يتعلم العربية إلا وهو جامعي, ومع دلك استطاع أن يقوم بأعمال جبارة تتمثل في إقدامه على الكثير من الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الهولندية, حيث صدر له كتاب سنة 2002 يحتوي على أشعار عربية قديمة تحت عنوان"قصاثد عن الإيروتيكا العربية الكلاسيكية" وهو يعتزم إصدار سلسلة تهتم بترجمة الشعر العربي القديم سيكون عنوانها الأول ابن المعتز الذي سيرى النور هده السنة. له كذلك مساهمات لا تحصى في المسرح والقصة والرواية والترجمة ومعروف بمقالاته الأسبوعية التي تحفل بها الجرائد والمجلات.
تحكي الرواية المتوجة بالبومة الذهبية عن هجرة أسرته من قرية من شمال إفريقيا لايدكرها بالاسم إلى هولندا وعمره سبع سنوات الرحلة قطعها مع أمه وستة من أشقائه.ترصد القصة حياة قرية من شمال إفريقيا رحل عنها جميع رجالها إلى بلد أجنبي ولا يتبقى فيها إلا طفل وحيد هو"بابا بالوك"من خلال شخصية هدا الطفل ومع المضي في عالمه الروائي الساحر نكتشف شيئا فشيئا أن الكاتب ينصب لقرائه فخا, فهو إنما يتخذ من حياة الطفل متكأ لرصد حياة ثلاثة أجيال :الأب والجد والحفيد.الثلاثة لدى بوعزة يحملون الاسم نفسه"بابا بالوك" وكأننا نطالع سيرة حياته..إن رواية "بارأفيون"تحكي عن هجرة الجيل الأول من المغاربة إلى هولندا, ورصد لحياة الجيل الثاني فيها وتشديد على ذوبان الجيل الثالث في هدا المجتمع.

قويدر عكري