ما هو الفرق بين عسكر ميانمار وعسكر باكستان ؟؟؟
محمد شركي
حالتان متشابهتان من حيث الاستبداد ؛ في ميانمار عسكر مستبد ؛ وفي باكستان عسكر مستبد أيضا ولكن شتان بين الموقف منهما من قبل الولايات المتحدة وأوربا حيث التبجح بالديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان. عسكر ميانمار تمت تعرية وجهه البشع عن طريق حملة إعلامية غير مسبوقة ؛ وظهرت على فضائيات العالم صور الثورة البرتقالية التي بخوضها حليقو الرؤوس رهبان البوذية و شماعة الولاية المتحدة وأوربا للوصول إلى الهدف المنشود وهو خيرات هذا البلد الأسيوي الذي تستفرد به الصين المنافس الأكبر للغرب والتنين الذي يلتهم الأخضر واليابس؛ ومعها الهند الجشعة.
أما عسكر باكستان فقد تم السكوت عليه حيث لا يحسن السكوت ولا يجب ولا ينبغي إذ قدم الجنرال الديكتاتور ترشيحه في حوض انتخابات محسومة النتائج سلفا مع خرق سافر للدستور الباكستاني لأن الجنرال يريد الاحتفاظ بمنصبه العسكري إلى جانب الرئاسة ؛ ولم يظهر على فضائيات العالم إلا النادر من صور الثورة البيضاء التي يخوضها أصحاب اللحى المسلمون ؛ ومن صور الثورة السوداء التي يخوضها رجال القانون.
إن الولايات المتحدة و شريكتها أوربا التي تقوم أنظمتها الرأسمالية على أساس توفير المواد الخام والأسواق لشركاتها العملاقة توظف أجهزتها الإعلامية العملاقة للتمويه على أهدافها الحقيقية التي تتمثل في الوصول إلى كل بلد حباه الله بخيرات من شأنها أن تحافظ على رفاهية الولايات الأمريكية والأقطار الأوربية. لقد جاء دور ميانمار حسب الأجندة الأطلسية بعد أفغانستان والعراق . وكل بلد فيه من الخيرات ما يغري بالتدخل توجد تهمته الجاهزة التي قدت على مقاس ؛ والتهم لا تعوز الوصي على هذا العالم المسكين . لقد كانت تهمة إيواء طلبان للقاعدة كافية لغزو أفغانستان ؛ كما كانت تهمة أسلحة الدمار الشامل التي تحولت إلى تهمة الديكتاتورية كافية لغزو العراق والذي أصبح يواجه في الآونة الأخيرة مؤامرة التقسيم لاستفراد الغول الأمريكي بمناطق الخيرات التي وطن فيها المتآمرون والعملاء بعدما كان العراق موحدا منذ خلقه الله عز وجل. وها قد ظهرت تهمة الاستبداد في ميانمار و تهمة اضطهاد أتباع بوذا ولا بأس باضطهاد أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بل يستحسن ذلك كما يستحسن في باكستان المجاورة ؛ والمشكلة في ميانمار أن التنين الأصفر الصيني يتلهف على خيرات هذا البلد ولا يمكن أن يسمح للشركات العملاقة الغربية بنهبها أمام عينيه إلا بعد طبخة محاصصة تلبي حاجياته.
وأمام حرب المصالح الاقتصادية الصرفة بين القوى العظمى يسوق غول الإعلام الغربي لإنسان هذا العالم المسكين الذي عششت السذاجة في وجدانه واستبلد حسه صورا تثير اشمئزازه من عسكر يطلق الرصاص على شعب أعزل وعلى رهبان مقدسين ؛ وكأن عسكر الولايات المتحدة والحلف الأطلسي يطلق الورود على شعبي أفغانستان والعراق الأعزلين ؛ وبطرق ماكرة حيث يجند العملاء من أبناء البلدين لقتل أشقائهم بدافع النقمة الطائفية العمياء. ولا يبالي الإعلام الغربي العملاق بمذابح عسكر باكستان في إقليم وزيرستان لأن لعنة القاعدة تلاحق هذا الإقليم.
ولا يحدثنا الإعلام الغربي الراقي عن مذابح عسكر إسرائيل في الأراضي الفلسطينية و عسكر رعاة البقر وأعوانهم في أفغانستان والعراق فذلك واجب مقدس باسم الكتاب المقدس ؛ وتلك تضحية من القوى الأطلسية لينعم العالم بالسلام ويا سلام على سلام الشركات العملاقة ؛ وواأسفا على سذاجة شعوب العالم الإسلامي المصدقة لأكاذيب غرب بغيض يمقتها كل المقت ؛ ولا يعنيه من شأنها إلا ما تقدمه بلادها من خيرات تخدم رفاهيته المعربدة؛ وكيف يعادي الغرب الاستبداد وهو منظره ومسوقه الأول ؟؟؟؟
Aucun commentaire