VIDEOS العلامة مصطفى بنحمزة: شخصية الجيل، بعض ملامح العظمة في شخصيته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
العلامة مصطفى بنحمزة: شخصية الجيل، بعض ملامح العظمة في شخصيته
بقلم : عبد المجيد بنمسعود
من علامات العظمة في شخصية الإنسان العظيم، أن تحاول استقراء جوانب العظمة فيه فلا تستطيع،والعلامة مصطفى بنحمزة من هذا الطراز الممتاز الذي تخاله، وأنت تتأمل خصاله النفسية ومزاياه الخلقية ومعماره العلمي والمعرفي، بحرا زاخرا بالدرر والجواهر والكنوز، فمن الخصائص النفسية التي تشكل عنوانا بارزا لشخصيته ومسلكه في الحياة، منذ انغمر في دروبها المتشعبة والمتشابكة، خصيصة الثبات على المبدأ، ونشدان الحق، ولو في أحلك الظروف، والذي يتتبع أطوار حياته منذ اشتداد عوده وإدراكه لطبيعة الوجود، يقف على مصداق هذا القول، فهو لا يكاد يزور عن هذا الخط اللاحب الذي يترسمه، مهما كلفه ذلك من العناء، أو جر عليه عداوة الأعداء، فما يضيره ذلك ما دام يداخله اليقين في سلامة ما ينشده من أهداف يرى فيها مجلبة للخير وترقية للحياة، ومما لا شك فيه، أن الإقامة على هذه الخصلة، هي التي جعلته يحظى برصيد من الثقة والإعجاب لدى جمهور الناس، من مختلف الشرائح والأصناف، رصيد لا يفتأ الأستاذ العلامة أن يصرفه إلى منجزات كبرى لصالح بني قومه، ليتحول ما تخلفه من سعادة لديه ولدى الناس، إلى طاقة حيوية جبارة، تلد المزيد من الأعمال الجسام، رائده في ذلك دعوة الإسلام الصريحة والعالية إلى نفع الناس، وقضاء حوائجهم، وتنفيس كربهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، تأسيا في ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: » الخلق عيال الله، فأحبكم إلي الله أنفعهم لعياله »
ومن الخصال النفسية التي تعد من مفاتيح فهم شخصية العلامة مصطفى بنحمزة، خصلة النصح، فهو الناصح الأمين الذي لا يدخر وسعا في إسداء النصح لمن يعاشرهم من الناس، ومن ملامح عظمته أنه لا يضن بذلك على من يخالفه الرأي ، بل وحتى الاتجاه، وما أكثر ما أثمر ذلك رجعة للكثيرين إلى مرفأ الحق والصواب، بسبب روح الصدق والإخلاص التي تخالط ذلك النصح.
وليست بعض مظاهر الشدة المصاحبة أحيانا لما يسديه من نصح إلا تعبيرا عن حرصه على بلوغ المراد من نصحه.
وإذا أردت أن تضع شعارا لعمل الأستاذ مصطفى ورسالته في الحياة، فهو شعار » الإصلاح » مستلهما قول الله تعالى: » إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه انيب » وهو لأجل ذلك يوظف ما تحت يديه من طاقات، وما حباه الله به من فكر ثاقب، وبصيرة نافذة، وفطانة تتكشف له بها الدقائق والدسائس، فيضع للأمور والمهام حسابها، في مسلك راشد يتسلح فيه بأنفع الطرق وأنجع الأسباب.
وهو لأجل الوفاء بمهمات الإصلاح ، يختار لها من شركائه ومحبيه معادن الرجال، إيمانا منه أن إخلاد تلك المعادن للتكلس والركود، هو أحد أخطر عوائق النهوض التي تهدد المجتمع بالتخلف والجمود، فهو يحضها حضا ويحرضها تحريضا على التجرد للبناء، وما أصدق أن يوصف الأستاذ العلامة مصطفى بنحمزة بأنه مفتاح للخير مغلاق للشر، وقد انتبه بفطنته إلى أن معاقل الإصلاح في المجتمع المسلم تتمحور حول المسجد والمعهد العلمي، فراح يزرع المساجد والمعاهد في أكناف المدن والأرياف، لتنشأ فيها الأجيال القرآنية، كما تنشأ خلايا النحل في الجبال والأشجار وفيما يعرشون، ثم لتنطلق في ركب التربية والإصلاح على هدى وبصيرة، تنشر الخير والرشاد كما تفرز النحل العسل الرضاب.
ومفتاح النجاح والتوفيق في مشروع الأستاذ يقوم على ركيزتين أساسيتين: ركيزة العلم والفقه، بروافده الثلاثة المتعلقة بفقه الدين وفقه الواقع وفقه التنزيل،
وركيزة العمل الاجتماعي باعتباره رديفا وسندا يساهم في إشاعة الخير وإنفاق العفو، وتوطيد دعائم السلام في ثنايا المجتمع. فالأستاذ مصطفى بنحمزة نموذج للعالم العامل الذي ساهم بقسط وافر في رفع قلاع العلم والمعرفة على صعيد الجهة الشرقية على وجه الخصوص، وأعطى القدوة النيرة في تغذيتها بما أفاء الله عليه من علوم شرعية يبذلها بسخاء، على مدى عقود من الزمن، لتؤسس مدرسة ذات معالم خاصة في الدراية والفهم لمداخل الإصلاح والبناء، وتقودنا هذه الحقيقة إلى تلمس سر من أسرار النجاح في عمل العلامة الكبير، إنه الدأب والاستمرار، والحذر أشد الحذر من تعثر السعي وتوقيف الأعمال في بداية الطريق أو منتصفها، ومن ثم ضياع الجهود وحبوط الاعمال.
ولعل من المعالم التي تطبع المشروع الاجتماعي للأستاذ مصطفى بنحمزة، وتعتبر ميسما من مياسمه، سمة البركة، فأنت إذا رأيت عطاءه العلمي والتعليمي خلته عاكفا في محراب العلم والتحصيل لا يبرحه إلى غيره، وإذا عاينت ثمار عمله الاجتماعي والمؤسسي بمختلف ميادينه، حسبته فارسا لا يغادر تلك الميادين إلا لأخذ أنفاس قليلة ليواصل بعد ذلك المشوار.
ومن أسرار عظمة الأستاذ، تحليه بخلق التواضع الذي يجعل منه صدرا رحبا يتسع لكل من قصده بسؤال، فهو لا يدخر وسعا ولا يألو جهدا في إصلاح ذات البين وفض النزاعات، وإدخال السرور على المكروبين، ومن العجيب أن خلق التواضع لديه لا يحجب أبدا ما يتميز به من هيبة وقوة في الشخصية، على الضد تماما ممن يظنون أن صناعة الهيبة والعظمة تتم بالانحجاب في الأبراج العاجية لإخفاء الضعف والعوار، وما أكثر من يشكون في مجتمعنا من هذا الداء الوبيل، وما أكثر ما يؤتى الوطن من باب هذا الصنف الرديء من العباد.
والعلامة مصطفى بنحمزة، رغم حجته القوية ومنطقه الصارم ، تراه يعزف عن الرد على ما يلفظه الخصوم المبغضين لمشروعه من ترهات، خاصة إذا كانت تتعلق بمهاترات تريد النيل من شخصه، لصالح العمل الإيجابي الذي يجعل الشانئين للدين الكائدين للوطن يموتون بغيظهم. أما إذا كان الأمر يتعلق بحقائق الدين ، فهو المنافح القوي الذي لا تلين له قناة.
اعتاد الناس في هذا العصر، كلما انسلخ عام وحل عام جديد، أن يرشحوا بعض الأشخاص ليكونوا شخصيات العام المنسلخ بناء على بعض المعايير والمنجزات، وأنا أرى أن الأستاذ بنحمزة لا يكفي أن يقال فيه إنه شخصية العام 2011، لأنه يتجاوز ذلك لأن يكون شخصية الجيل، لما بذله من عمل مضني وجهد شاق في الإسهام في رفع صرح الإسلام في هذا البلد العزيز، فجازاه الله عن الإسلام خيرا ورزقه العافية واليقين، إنه سميع مجيب.
وجدة في يوم الخميس 03 ـ01 ـ 2013
Aucun commentaire