Home»Régional»تعليم مرتجل….ودخول مدرسي محتشم…..

تعليم مرتجل….ودخول مدرسي محتشم…..

0
Shares
PinterestGoogle+

دقت ساعة الصفر ,انتهت العطلة الصيفية وعادت هيئة التعليم الى عالم الهموم .كل منها يحمل غما ويعكس إحباطا.كنا في وقت مضى وليس بالبعيد نفرح بالدخول المدرسي بل وننتظره بلهفة,فتغيرت الأمور بإرادة من أراد ذلك وأصبح التشاؤم والإحباط شعار كل دخول مدرسي,وما تلك اللافتات المعلقة بالثوب أو اليد مجرد تعليمات أظن الكثير ممن كتبها لم يقرأها حتى القراءة الصحية.
يا ترى لماذا هذا الشعور؟
وما هي المتغيرات ؟
وهل هناك حلول؟
انني سأحاول رصد بعض الإشكاليات دون الخوض في بعض المحاور التي تناولها إخوتي عبر هذه الجريدة تفاديا للإعادة وللمزيد من الإفادة.
حركات انتقالية مبعثرة مرتجلة زبونية مطبوخة….مذكرات تنظيمية وضعت للتذكير …وهيئة تعليمية منكسرة ومجروحة…
المعضلة الأولى تنطلق من الكتاب المدرسي,الذي صدر آخر فصل من روايته الهزلية هذه السنة والإصلاح المزعوم على وشك النهاية وأصحاب شأنه لازالوا في البداية.
ماذا نقيم؟كتب لم ندرسها بعد,وبرامج مرتجلة نقلت من كتب الى كتب ووزعت على الأسواق كما يوزع الحشيش والتبن على الأكباش.لم تراعي بيئة التلميذ,ولا الفوارق الاجتماعية أو المعرفية ,ولم تنطلق من دراسات ميدانية ,بل اعتمدت على الزبوبية واستدعي لها من له شأن ومن لا شأن له.وبعد النهاية منها ستشكل لجان جديدة ومجالس عديدة وتصرف عليها أموال مديدة والطريق لا زالت بعيدة….
المعضلة الثانية تتلخص فصولها في التمييز الذي حصل بين فئات رجال التعليم كل حسب حظوظه,منهم من قضى عشر سنوات في سلم ثم جرفته الحملة مباشرة ,ومنهم صديقه الذي قضى في نفس السلم ستة عشر سنة أو أكثر لأنه أخطأ الحملة بقليل ,ومنهم لا زال مجمدا في سلمه لتوافق طلبه مع سنة الجفاف.مما أفاض الكأس وأصبحت كل فئات التعليم تنضم فيما بينها وتطالب بالإنصاف والنهاية لا زالت بعيدة والنفس الطويل ضروري.
المعضلة الثالثة تتلخص في حركات انتقالية غير منصفة وغير عادلة ,أفرزت ثغرات عديدة يمكن تجميلها فيما يلي.انتقالات عشوائية لا ترتبط أبدا بالخصاص والشغور بقدر ما ترتبط بأصحاب النفوذ المركزي وما يرونه من مصالح ومكاسب غير مبالين بما سيترتب على حساب المنظومة التربوية والتي أصلا لا زالت تتلكأ . من هذه الأمثلة العديدة نقل مسيرين إداريين في التربوي والاقتصاد وغيره وترك مناصبهم شاغرة.وتكليف مفتشين وغيرهم بمهمات أخرى وترك أماكنهم فارغة سيما ان الكثير منهم يعمل بنيا بات نائية تعاني من مشاكل شتى ,فازداد الهم على الهم وانقل الى غم على غم.
المعضلة الرابعة تتجلى في توقف التوظيف ,حتى أصبح العون عملة مفقودة والمقتصد نادر الوجود فأصبحت الإدارة تكلف كل من هب ودب ووصل الأمر الى تكليف معلم بدون أي تكوين لتسيير داخلية وخارجية في آن واحد,ولكم أن تبحثوا عن الجودة المنشودة والترشيد المنتظر من مسيرين لا يملكون من هذه الأمور سوى القشور .
المعضلة الخامسة تظهر في عزوف رجال التعليم عن الإدارة في ظل غياب الإمكانيات البشرية والمادية وتدخل النقابات الموسمية في كل صغيرة وكبيرة والجلوس لأسابيع وأشهر مع النواب يفتون ويملون عليهم القرارات تاركين تلامذتهم للشوارع والسيارات.وفي غياب أي تحفيز مالي ,وقد استبشر مديرو الابتدائي ببعض التعويضات كما لوحت لذلك وزارتنا في منتديات الإصلاح السابقة ,لكن المفاجئة أن مبلغها لم يتعد" 50 "درهما في الشهر ,اسمحوا لي كنتم مغفلين عندما صدقتم تلك الدعايات فهناك من سبقوكم ووقعت زيادتهم بالمحاضر ولا زالت تنتظر المقابر.
انني لا أريد الزيادة في الغوص ولا املك مفتاح النجاة لأنني خارج السرب ,أصرخ لوحدي مع جماعة قليلة ,وأنادي بأعلى صوتي للمطالبة بالتغيير والإصلاح الحقيقي الواقعي الدقيق المحسوب المدروس.لكن أصحاب الشأن غائبون وفي الاتجاه المعاكس دائمون ,وبالأموال العمومية لاعبون بعيدا عن المحاسبة والمراقبة ,يعيشون في عالم مزخرف بعيدا عن أعين الحاسدين والحاقدين ,غير آبهين بما يخططون ولا نتيجة ما يفعلون ,ولا حول ولا قوة الا بالله العي العظيم على ما يعملون.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبد العزيز قريش
    21/09/2007 at 00:40

    أستاذي الكريم محمد المقدم، سلام الله عليكم ورمضان مبارك سعيد.
    مقالكم أحالني على واقع مر يكتوي به المجتمع، ويوجد له زبانية يدافعون عن اختلالات النظام التربوي وهرطقته وهمروجته، لأنهم مستفيدون منه أو سيستفيدون منه. ولذلك فأساسيات الفكر التربوي لا توجد لدى من يدعي أنه مثقف التربية والتكوين. وبالتالي من واجب كل منافح مدافع عن النظام التربوي أن يرفع الصوت بطلب التصحيح والتطوير الحقيقين. وأن يستميث في ذلك دون أن ينال منه أهل الزلفى، أصحاب المصالح الخاصة، فهم الذين أردوا تعليمنا مريضا عليلا، يستجدي الدواء ممن لا دواء لديه! هنا أدعوا الله تعالى أن يوفق الجهود الطيبة المبذولة لتصحيح وتطوير تعليمنا. والسلام.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *