الدكتور مصطفى بنحمزة شخصية شخصيات زمانه VDEOS
مصطفى بن حمزة شخصية شخصيات زمانه : بقلم عمر حيمري
على الرغم من موقفي من احتفالات رأس السنة ومن رفضي لمظاهرها ، لما فيها من تشبه بملة النصارى المنهي عنها شرعا . آثرت أن يعلم الناس ، أن من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، يعملون في صمت على مدار الساعة ، من أجل الإسلام والمسلمين ، لا يريدون جزاء ولا شكورا من أحد ، هم أحق بالاحتفاء بهم وبمنجزاتهم العلمية والدينية والاجتماعية وعلى رأسهم هذه السنة وكل السنوات التي عرفته فيها :
مصطفى بن حمزة ، اخترته كعلم وكشخصية لأسباب وعلل حقيقية أذكر بعضها لعجزي عن حصرها :
فهو الرجل الطموح الساعي إلى مرضاة الله ، كما عرفته منذ أواخر الستينات صبور ، محب للعلم والعلماء ، طالب للعلم على مدار الساعة ، وقف وحده في وجه التيار العلماني أيام عزه في أوائل السبعينات ، دون إساءة لهم وكأنهم ولي حميم ، لا خوفا منهم ولكن طمعا في توبتهم وأملا في رجوعهم عن غيهم وكفرهم إلى دينهم ،عملا بقوله صلى الله عليه وسلم » اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون »
اختار أن يكون مؤمنا ، عالما ، مجاهدا بوقته وجهده وماله داعيا إلى ربه , يهتم بأمور دينه وأمور المسلمين الدينية والدنيوية ، لا يطلب من وراء ذلك إلا ود الله ، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة وعلى بينة وبصيرة ، دون أن ينسى عقله أو يميل مع عواطفه ، متواضع لا يطمع في جاه ولا سلطان ، ولو أراد ذلك لجاءه مهرولا منذ زمان بعيد ولكنه آثر ما عند الله على ما في أيدي الناس . أسلوبه الدعوي يعتمد المنطق والعقل والجدل بالتي هي أحسن ، يسبق الفعل عنده على القول أو يقترنان ، فضل أن يكون خادما لعيال الله وأنفع لهم تقربا إلى الله ، فأقام دورا للعجزة والحمقى والمشردين ومساكن لمرضى السرطان ومرافقيهم الغرباء عن المدينة وبنا المساجد منجزا مشروعه » لكل حي مسجدا » ودورا لتحفيظ القرآن الكريم في الريف والحضر تضمن المأوى والغذاء للطلبة . إلى جانب تنظيم دورات صيفية لتحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث ، ناهيك عن مدرسة البعث بوجدة التي يشرف عليها والتي تعتبر بحق جامعة القرويين بالشرق .
إن يقظة مصطفى بن حمزة وإيمانه بأهمية المؤسسات المدنية وقدرتها على المحافظة على الهوية الإسلامية ونشر الوعي الديني والفكر الإسلامي السياسي الذي يمكن أن يواجه الإلحاد وإشاعة الفاحشة بين المسلمين ويدفع بالمجتمع إلى التطور والرقي مع الالتزام بثوابت الأمة ، هي التي كانت وراء كل ما ذكرنت من منجزات وما لم أذكر ، لا سهوا أو نسيانا ، بل تعمدا لكثرتها وعجزي عن إحصائها .
أفادته التجربة الواسعة في الدعوة إلى الله . أن الناس ينفرون من المؤسسات والأعمال الاجتماعية ، التي تعتمد على تمويل الدولة أو تسير في ركابها ، فلجأ إلى المحسنين ، فحقق الله مراده ومبتغاه .
وأنا إذ أثمن هذه الجهود وهذا العمل الجبار، الذي لا يقوم به إلا الرجال العظام من وزن مصطفى بنحمزة ، الذي أحبوا الله فأحبه الناس وأغضب قوى الشر وكل الذين في قلوبهم مرض والذين يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله ، لا يسعني و كل الذين يعرفون مصطفى بنحمزة إلا اختياره كرجل السنة ، بال رجل السنوات المقبلة . أمد الله في عمره وجزاه عنا خير الجزاء : عمر حيمري
Aucun commentaire