Home»Régional»اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــذة

اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــذة

0
Shares
PinterestGoogle+

كل لذة عند الإنسان إلا ولها تأثير عليه ، فالجالس مثلا على الطرقات في المقاهي أو الحدائق ينظر إلى المارة باهتمام فذلك استمداد من القوى البشرية ، والاهتمام بالناس لا يجلب إلا الشر ، روى البخاري في صحيحه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا ما لنا به إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال فإذا أبيتم إلا الجلوس فأعطوا الطريق حقها قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورَدّ السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر " الحديث رقم : 2285 . كذلك الجالس أمام النار الملتهبة ينظر إليها يثـقـُل عليه القيام وتراه يفكر تفكيرا عميقا ، فذلك استمداد من القوة النارية ، و سماع الموسيقى فيه لذة ، ومنبع محبتها كامن في ملذات الحواس : فالسمع فيه قوة اللذة المسموعة مما لا يثير انفعالات قوة العقل فيحبها الإنسان ، نعم للموسيقى دور كبير ولكنها ما كانت يوما غذاء للروح ، كذلك الأمر بالنسبة لكل الأصوات : لصوت الرعد مثلا دور كبير ، فكراهية صوت الرعد و الخوف منه دليل على وجود عقد نفسية عميقة ليس من السهل التخلص منها … و كل صدمة أو متعة إنما تصيب الدماغ بواسطة الحواس . كذا الاستماع إلى الموسيقى بصفة غير لائقة يزعج الدماغ و يثير الحواس كما ينفعل له جسم الإنسان انفعالا مضرا . لقد اكتشف الإنسان أن للصوت دورا هاما و استخرج منه درجاته في الغناء كما كان تجويد القرآن بدلا من الغناء أساسا للتربية في الميدان الديني ، روى ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا ) الحديث رقم : 1327.
إذا سكن الإنسان في صمت في سكون الليل أو حركة النهار ينصت إلى أصوات الأشياء حوله يجد أن لكل ما في الطبيعة موسيقى وألحانا عذبة تعجبه ، وتقليدا لها جعلت الموسيقى الآلية . و في القديم تحكـَّم الناس في قوى العقل بأنواع من الموسيقى حيث كان بإمكان العازف لها أن يدفع المنصت إلى فقدان الصواب ، كما قد يمكنُهُ قتـلـَهُ لمعرفته النقط الحساسة للموسيقى في جسم الإنسان . ولأجل بعض ما ذكر كانت الموسيقى تعزف في المعابد بكثرة . والموسيقى في أولها كانت لها قوة عظيمة ( ظلماتية ) لقلتها و كان الكاسب لها ينفرد بما أدرك من قوة ومعرفة ، بينما اليوم انتشارها جعل انقساما في قواها فأصبحت ضعيفة .
وتوجد كما هو معلوم لذة الذوق ولذة اللمس ولذة الشم ولذة الرؤيا ، وتسمى لذة في قوتها لأن قوى العقل ترتاح لها . ولقوة العقل لذة تسمى " تجمعية " لأن الحواس كلها تجتمع لها وهي السكر ، أما السكر الحقيقي فيتم بواسطة العقل نفسه دون إدخال أي قوة أجنبية عن الجسم و الدماغ ، حيث يتم بسيطرة قوى العقل على الحواس فيخدرها و ينومها ، و هذه الطريقة عرفها القدماء و استعملت في الجراحات إذ كان بإمكان الذي تجرى له العملية أن ينوم نفسه أو أن يخدر أعضاءه ، كما استعملت عند من احترفوا القتال بالأيدي على أساس تخدير أعضاء الجسم و التمكن من الضرب بصلابة ! و اليوم يستعمل في الطب تخدير الدماغ نفسه و هذا مضر بالإنسان .
ولاشك أن اللذة الكلية للجسد هي في المباشرة بين الرجل و المرأة . لأنه في الجماع تجتمع قوى الحواس وقوى العقل و القوة الإيجابية والسلبية . إن كانت هذه المباشرة في الحلال فهي جالبة للنور بإذن الله تعالى ، وجالبة للظلمات إن كانت في الحرام كما كان الأمر عند قوم لوط ( اجتماع رجلين أو أكثر) ، و عند قوم فرعون ( اجتماع امرأتين أو أكثر) ، و عند قوم آخرين حيث الجماع الوحشي البالغ إلى درجة القتل أو الجروح البليغة أو التعذيب بالضرب ، ولاحظ كيف هو حال الناس اليوم حيث تقوم الفضائيات المتعددة ببث مختلف الأوضاع البشعة للجماع جمعت كل ما عرفه من لم يؤمن بالله تعالى من الأقوام الغابرة .
الحسن الجابري

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *