Home»International»– معاناة الحجاج المغاربة أثناء أداء مناسك الحج لموسم 1433/2012

– معاناة الحجاج المغاربة أثناء أداء مناسك الحج لموسم 1433/2012

0
Shares
PinterestGoogle+

رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية

– معاناة الحجاج المغاربة أثناء أداء مناسك الحج لموسم 1433/2012

عرفت عملية أداء مناسك الحج لهذه السنة ، تنظيما دون المستوى، من طرف البعثة المغربية التابعة لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية. و لقد أثارت عملية الحج عدة تدخلات من طرف الصحافة و البرلمان ، تعبر عن استياء الحجاج المغاربة من الأيام العصيبة التي عاشوها بمنى ، بمزدلفة و بعرفات و ما تعرضوا إليه من إهمال وتقصير من طرف البعثة المغربية و المطوف السعودي. وهذه الأوضاع دفعت بعض الحجاج للاحتجاج بمكة وبمنى و بعرفة.

ثم جاء تصريح السيد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية الذي رد على ما جرى       » وهو أمر مُحرج ويحز في النفس لدى المفاوضات مع وزير الحج السعودي كل سنة »، و هذا الكلام غريب ، ترى من المقصر? في هذه السنة و في سابقاتها … الحجاج أم المسؤولين في الوزارة الذين تعاقدوا مع المطوف السعودي الذي أخل بالتزاماته، ولم يوفر النقل الكافي و الخدمات بالمشاعر المتفق عليها ، زيادة على تقصير البعثة المغربية.

و هذا يتناقض مع تصريح السيد الوزير « بتحسين الخدمات وخاصة خدمات النقل بين المدينة ومكة وبين المشاعر وذلك بتوفير 200 حافلة جديدة إلى جانب الحافلات التي توفرها الجهات السعودية التي يتم التعاقد معها مسبقا ».

و الحافلات القلائل التي وفرت كانت في حالة مزرية و بعضها لم يكن مكيفا. و لقد استمرت بعض الرحلات من منى إلى عرفات 6 ساعات و من عرفات إلى منى من الثامنة ليلا إلى الساعة الثانية عشر بعد الزوال أي 16 ساعة، وذلك لكون أغلب سائقي الحافلات من جنسية أسيوية ، و لم يرافقهم أحد من البعثة أو أي مرشد ينوب عن المطوف ليدلهم على مخيم المغاربة. و نستغرب حين يقول السيد الوزير  » وبأن نزول الحُجاج أجمعين من عرفات لم يتأخر سوى ساعة فقط،  »

وليعلم السيد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أن الحجاج المغاربة  » فتنوا في مناسكهم » بسبب سوء التسيير.  لهذا، يجب محاسبة المسؤولين الحقيقيين الذين كانوا سببا في ما آلت إليه الأمور.

و في ما يلي سردا دقيقا و حقيقيا لعملية الحج كما عايشها الحجاج المغاربة، أثناء أداء مناسك الحج،  و تطرقت أيضا لجوانب أخرى، تهم عملية القرعة و دروس التوعية و سأختم بموضوع تكلفة الحج.

1-        عملية القرعة : هذه العملية لا تكون دوما منصفة حيث أن هناك أشخاص شاركوا عدة سنوات بدون جدوى. و الأجدر أن يرقم الأشخاص المشاركون في القرعة و يعطى لمن لم يساعدهم الحظ، الحق في الاستفادة من الحج في الأعوام المقبلة ، حسب الترقيم  المحصل عليه في القرعة . والمسجلون الجدد تعطى لهم نسبة معينة مثلا 10 في المائة.  و بذلك، تكون القرعة منصفة. و يعوض المنسحبون لمرض أو لسبب مادي أو غيره بشخص آخر ، حسب لائحة الانتظار.

2-         دروس التوعيةو تبسيط مناسك الحج : كانت تنقسم إلى دروس حول كيفية الحج و التي كانت ضافية، و كان يشرف عليها أئمة من المجلس العلمي للمدينة و كان يحضرها عدد مهم من الحجاج. و للأسف كانت تفتقر إلى أهم شيء بالنسبة للحاج من بعد المناسك، ألا وهي سلوك الحجاج، و الخلق الحسن أثناء الحج. لأن أبرز ما كان يتصف به، للأسف، بعض الحجاج المغاربة هو عدم التسامح مع بعضهم البعض،  و أخص بالذكر كمثال، في السكن، في المصعد بالفندق، أثناء الركوب في الحافلات، اثر النفر إلى منى ، إلى عرفات و مزدلفة. و أتذكر في هذا السياق، لافتة قرأتها في منى  » الحج سلوك حضاري »، و هذا مثال يجب أن يقتدى به.

و للإشارة، التأطير الديني للحجاج المغاربة أثناء مناسك الحج، كان منعدما تماما. و كان يضطر الحجاج للتوجه بأسئلتهم لمراكز الإفتاء السعودية، رغم تعارض المذاهب.

ودروس إدارية كان يشرف عليها أطر من وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية لم يكن يحضرها إلا القليل من الحجاج. و ما قيل لنا من معلومات تتناقض مع ما عايشناه في الواقع. كما أن عملية إلزام الحجاج بتوقيع التزام بعدم الشكوى أو التظاهر بالديار السعودية ، هو أمر مقصود لأن ممثلي وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية أو ما يسمى بالبعثة، كانوا يعرفون مسبقا أن ما تم التصريح به من طرفهم أو من طرف الوزارة في شأن النقل أو السكن القريب من المناسك ، كان بعيدا عن الواقع.

3-                  السكن بمكة المكرمة : ولقد تم إسكان الحجاج المغاربة في فنادق من صنف 2 أو 3 نجوم، و بعضها كان دون المستوى المطلوب، و البعض الآخر كان بعيدا عن الحرم المكي.
« أن حجاجا مغاربة نظموا وقفة احتجاجية بمجرد وصولهم إلى فنادقهم في مكة على الساعة السابعة صباحا من يوم السبت 6 أكتوبر 2012. لأنهم فوجئوا أن مكان إقامتهم يبعد بكثير عن المسجد الحرام… وعوض أن يستعد الحجاج لأداء المناسك كان عليهم أن ينظموا وقفة احتجاجية أمام الفنادق، لانتزاع حقهم في السكن. »

4-        السكن بمنى، النفر لمنى ، عرفات و مزدلفة. مشاكل النقل، التفويج، رمي الجمرات : مخيم المغاربة بصعيد منى كان يفتقر إلى المرافق الصحية الكافية مما كان يتسبب للحجاج المغاربة في حرج كبير. زيادة إلى انعدام النظافة بالمخيم. و لقد  « أن بعض الحجاج اضطروا إلى المبيت في العراء لعدم توفر خيام تؤويهم. »

لقد تم تسجيل مشكل نقص في الحافلات التي وفرها المطوف  لنقلهم  يوم النفر  من مكة المكرمة إلى منى، ثم إلى عرفات، ثم إلى مزدلفة، والتي لم تستوعب الحجاج المغاربة كلهم مما اضطر بعضهم ومنهم المرضى وكبار السن إلى المشي لمسافات طويلة في رحلة التنقل بين المشاعر في غياب ملحوظ لأعضاء البعثة و المؤطرين، وهو ما نجم عنه تيهان بعض الحجاج عن التنظيم.

و لقد نظم أزيد من مائتي حاج مغربي وقفة احتجاجية في منى بأن قطعوا الطريق أمام الحافلات صباح يوم عرفة. وكانوا سيحرمون من أداء ركن من أركان الحج، « الوقوف بعرفة »، لولا تدخل السلطات السعودية، الغير المعنية بهذا المشكل، التي تكفلت بنقل الحجاج المغاربة الى عرفات، بعدما تخلت عنهم البعثة و المطوف عبد الحميد كوش (مكتب75) و المطوفين الآخرين (مكاتب أخرى) ممن تعاقدت معهم الوزارة الوصية.

و لقد لوحظ بعض أعضاء البعثة المغربية وهم يتسللون لركوب الحافلات قبل وصولها للباب الرئيسي لمكتب البعثة، دون اكتراث بمن بقي من الحجاج بمنى.

و لقد استفسرنا أحد أعضاء البعثة عن سبب عدم تنظيم النفر من منى و عرفات و مزدلفة، فأجاب أن السلطات السعودية تمنع المطوف من نشر لائحة الحجاج الخاصة بكل حافلة في المسافات القصيرة و يعني منى، عرفة و مزدلفة. و الواقع أن هذه خدعة لتمكين المطوف من عدم توفير العدد الكافي للحافلات.

أما تنظيم الحجاج في لوائح من طرف البعثة، إذا كان داخليا، لا يتنافى مع القانون السعودي، و كان أكيدا، سيمنع التدافع و الفوضى التي نتجت عن قلة الحافلات مقارنة مع العدد الكبير للحجاج.

ومن جهة أخرى، لقد عاين الحجاج أيضا غياب البعثة المغربية أثناء عملية رمي الجمرات و ما يسمى بالتفويج.

5-         السكن بالمدينة المنورة : لقد تفاجأ الحجاج عند وصولهم ببهو الفندق بفوضى عارمة ، بسب عدم جاهزية الغرف و سوء التنظيم من طرف البعثة المغربية . و لقد تم إسكان بعضهم بفندق يسمى « بلاص أنصار الجديد » و هو نزل قديم جدا من 2 أو 3 نجوم  في حالة يرثى لها.  بعض المصاعد لا تشتغل و البعض الآخر تسبب في كثير من المشاكل للحجاج، حيث أنه لا يتوقف أحيانا. الأثاث و الأسرة قديمة، الغرف ضيقة ، أما الحمام، المغسل و المرحاض، معا، لا تزيد مساحتهم عن متر و نصف مربع. كما أنه لا توجد أي طاولة بالغرف أو كراسي. و لا توجد الفوطات بالحمام . الأرائك بباحة الفندق أكل عليها الدهر و شرب. و مما زاد للطين بلة، لا تتحرك إلا و يدك في جيبك لتعطي « البقشيش » لعمال الفندق و حتى لرمي الزبالة أو تزويد الحمام بلوازم عادية…

6-        عملية العودة – مشاكل الحقائب بمطار جدة: لم يتمكن الحجاج  اثر وصولهم الى مطار جدة من الحصول على حقائبهم بسبب إضراب العمال  المكلفين بإنزال الحقائب و لولا تدخل السلطات السعودية لفك النزاع القائم بين العمال ومكتب الوكلاء الموحد المكلف بنقل الأمتعة، لما تمكنت طائرة الخطوط الملكية المغربية من الإقلاع.

7-         تكلفة الحج : عرفت هذه السنة ارتفاعا ملحوظا، مقارنة مع سنة 2011  بنحو ب4000   درهم ، و هذا الارتفاع لا مبرر له، مع تردي الخدمات وخاصة خدمات السكن و النقل بين المدينة ومكة وبين المشاعر.

محمد بوطاهر –  11 دجنبر 2012

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *