المدارس الجماعاتية بتاوريرت خارج التغطية…. في برنامج اذاعي …..
تتبعت برنامجا عبر اذاعة وجدة الجهوية , يتناول موضوع المدارس الجماعاتية, من خلال اللقاءات التربوية التي تعقدها هذه الاذاعة مشكورة, مع عدة فعاليات تربوية وبتنسيق مع مكتب الاتصال بالأكاديمية , والذي ينتقي من ممثلي التربية ما يخدم مصالح الأكاديمية,بحيث أن الكثير من الفاعلين التربويين لم تسمح لهم الفرصة لإثراء هذا البرنامج بآرائهم النيرة, ولعل العارفين….عارفين بمن هم أحق بالاستدعاء لهذا البرنامج,كما هو حال جل شؤون التربية.
تناول البرنامج موضوع المدارس الجماعاتية بإسهاب ,حيث تحدث عن بعض التجارب الجيدة بكل من معتركة وتيولي وعين الصفا ومدرسة جماعاتية بنيابة الناظور….إلا أن القائمين على البرنامج أهملوا أو لم يتلفتوا الى أربعة مدارس بنيابة تاوريرت,منها واحدة بالعطف قطعت مسارا رائعا بعيدا عن الضوضواء وكثرة القيل , وبعيدا عن مساعدات تذكر.
إن المبادرة الطيبة التي اعتمدتها نيابة تاوريرت بالتكثيف من المدارس الجماعاتية :
– باحداث واحدة منذ سنوات بالعطف ناحية دبدو , والتي يصل تلامذتها الى 120 داخليا , كلهم يتمدرسون ويعيشون في ظروف جيدة, حتى أنهم يرفضون الذهاب الى منازلهم خلال العطلة الأسبوعية – وقد كتبت مقالا سابقا في الموضوع.
– ومنها المدرسة الجماعاتية بفم الواد قرب الثكنة العسكرية في طريق دبدو , والتي انطلقت السنة الماضية ويبدو أنها تسير بحال جيد.
– والمدرسة الجماعاتية أنوال قرب العيون في طريق سيدي ميمون,التي شاهدت منذ قليل عبر جريدة العيون 24 توزيع الألبسة على تلامذتها الداخليين من طرف احدى الجمعيات,جازاهم الله خيرا, والتي يصل تلامذتها الى 50 داخليا وداخلية.
– ومنها المدرسة الجماعاتية بني يشبل والتي لم تتح لي الفرصة بعد لزياراتها , حيث انطلقت أخيرا.
من هذا المنبر أحيي السيد عامل اقليم تاوريرت رغم أنني لم أحضر افتتاح المدرستين الأخيرتين « أنوال وبني يشبل »,حيث علمت أنه قدم مساعدة هامة لهاتين المدرستين بتوفير أعوان الطبخ, وهي معضلة ليست بالسهلة, في غياب أي دعم من المجتمع المدني .
ومن هذا المنبر ألوم كل ممثلي الجماعات المحلية الحضرية والقروية على قلة دعمهم لهذه المدارس, بل على مشاكستهم لكل مبادرة ,ويا ليت مرجع معارضتهم البحث عن مصلحة التلاميذ ….. بل في كثير من الأحيان تجد المعارضة مبنية على مصالح ضيقة انتخابية قبلية …. لن أدخل في بعض التفاصيل لأنني أفكر وبتعاون مع النيابة الاقليمية في عقد لقاءات مع السكان لتحسيسهم بأهمية هذه المدارس الجماعاتية وما قد تقدمه من دعم تربوي واجتماعي لفلذات أكبادنا من التلاميذ الذين يعانون من الفقر وبعد المدرسة عن مقر سكناهم , واضطرراهم التنقل يوميا لعدة كيلومترات…. كفانا لعبا لأوراق خاسرة ذات بعد ضيق وأفق مسدود…. والنظر من زاوية واسعة متسعة, تروم تحقيق تنمية حقيقية للمنطقة التي يمثلونها. فماذا تنتظر من منتخبين يتصرفون كاتالي:
– معارضة انشاء المدرسة الجماعاتية فم الواد والتي أقيمت في طريق دبدو,في مكان مناسب لتكون مدرسة ناجحة ناجعة, والضغط بكل الوسائل لانشائها في موقع جبلي سيجعل منها ركاما في الخلاء …..والقصة لم تنه عند هذا الحد ,لولا تدخل السلطات المحلية مشكورين,بتنسيق مع ممثلي النيابة الاقليمية في شخص السيد النائب والذي نجح في إخراج المشروع الى النور…
– معارضة انشاء المدرسة الجماعاتية أنوال قرب العيون في طريق سيدي ميمون ,في مكان خصب جذاب مريح,ومحاولة نقلها الى مكان آخر يعلم أصحابه صعوبة نجاحه هناك, نظرا لصعوبة المنطقة وقلة المتمدرسين بها…..
– الاقتصار على تناول ملف التعليم في الكثير من اجتماعات هذه المجالس للنيل من رجالها بجميع الوسائل,بدل التعاون الايجابي الهادف…..
إن المدرسة الجماعاتية ,مدرسة ذات أبعاد عدة. تجمع للتلاميذ والاساتذة ,يمكن أن يساهم في تحسين ظروف التمدرس والاقامة والدعم الاجتماعي والتفوق الدراسي والتربوي,خاصة اذا سامهت بعض الجمعيات ببعض المؤطرات المتطوعات لمرافقة هؤلاء الداخليين ومدهم بدعم , قد يفجر طاقاتهم في الابداع والتفوق والتميز.إن فاعلي الخير كثيرين , لكنهم يصطدمون أحيانا بمعارضة هذا الطرف أو ذاك ,أحيانا من داخل الجمعية, ممن لهم طموحات خاصة,فتتحول جهودهم الى نقد فارغ ومساهمة محسوبة ودعم شكلي….
Aucun commentaire