كانت الساعة تشير إلى التاسعة صبحا من يوم الخميس 08 نونبر 2012 حيث انطلق معطلو مدينة بودنيب في مسيرة نحو منطقة لحمادة الموجودة بين المغرب والجزائر وذلك احتجاجا على  سياسة الأذان الصماء التي انتهجها المسؤولون تجاه مطالبهم المشروعة والتي من شانها أن تضمن لهم الحد الأدنى من العيش الكريم .خاصة وان المدينة تعرف تهميشا مركبا وتفتقد إلى قطاعات إنتاجية تمكن من امتصاص الطالة التي أصبحت آفة تخيف الآباء قبل الأبناء.

وقد مرت المسيرة في جو عبر خلاله المعطلون عن أمالهم وآلامهم رغم التعزيزات الأمنية التي قدمت من الرشيدية والتي لم تنل من عزيمتهم في إثارة انتباه المسؤولين إلى معاناتهم

هذا وقد سبق لتنسيقية المعطلين أن خاضت عدة أشكال نضالية سلمية تنتهي في كل مرة برجوع هؤلاء الشباب إلى منازلهم ليبدأ مسلسل المعانات.

بقي أن نشير إلى أن المرة الوحيدة التي استفاد منها بعض المعطلين من التشغيل   في إطار الوظيفة العمومية كانت في إطار مجلس الشباب والمستقبل في ثمانينيات القرن المنصرم وكانت نسبتهم قليلة حيث تم إقدام مجموعة كبيرة من مدن أخرى بالإقليم  لتستنزف ميزانية المجلس البلدي للمدينة.  كما أن أقاليم مجاورة قامت بتوظيف العشرات من المعطلين في مناسبات مختلفة .وللمرء أن يتساءل هل هدا  عقاب لمن  اختيار أساليب غير الاحتجاج .

بعد وصول المعطلين إلى المكان المحدد تم الاتصال بهم لتحديد موعد للقاء تفاوضي مع عامل الإقليم.ولإعطاء الفرصة للحوار مرة أخرى فقد قرر المتظاهرون العودة إلى المدينة حتى لا يفهم من هذه الخطوة غير ما ورد في البيان الأخير للتنسيقية .والذي أكد ارتباطهم بوطنهم واستعدادهم للدفاع عن حقهم المشروع المتمثل في الشغل والذي يضمنه الدستور المغربي وكذا المواثيق الدولية.