خريف الغضب

و أنا اتامل الفقرة الثانية من الفصل 218 من قانون رقم 03-03 المتعلق بمكافحة الإرهاب المصادق عليه بالإجماع أو بالأحرى ﴿ بالحتمية﴾ بتاريخ 21 ماي 2003 – تحول بي الخيال الفني إلي 11 شتنبر – كيف كان ينتظرا لناس طلوع طائرة خامسة علي الأنظار- بينما لم يخيم سوى ضباب حالك و صفارات إنذار في كل مكان-
و شاءت الأقدار أن تمر الأيام و تلتقي المناسبات في يوم كان ميعادا للموت و الدمار- ليتحول فاتحة لشهر الصوم و الغفران-
و لربما تكون تخمينات الباحثين المتخصصين في المستقبليات صادقة و لو كذب المنجمون- فكل ست سنوات على الأقل يحصل شيء مهم يغير في الحياة المعالم الرئيسية فيها ويقلب ما عاهدناه من مألوف-
فقد يصدقون ما داموا يملكون كما نعرف مكاتب للدراسات عابرة للقارات-
بل المهم في كل ذلك انه سيحل الخريف و يهل هلال الخير من بعده- و ستشرئب أعناق الناس للقيا من يصطحبه- و لكن ما دامت القاعدة، قاعدة الأصول لا قاعدة الموت و الخراب- تقضي بان ﴿لا ننزه عن الله أحدا﴾ فهي إذن خمس سنوات كل قاضيها- و مهما يكن من حال ستكون تجربة لا نقدسها و لا من النقاش نعفيها –
ثم عدت لتأمل ما يحويه الفصل المقصود من معان و تعبير لاختصر رأيي بقول الإمام علي كرم الله وجهه إذ يقول = أعقل الناس اعذرهم للناس- فالمشرع المغربي ربما كان قي صدمة مما جرى حينها و الدليل انه لم يكن له بد و لا حيز من الوقت كي يناقش- و الحمد لله انه اكتفى باستعمال كلمة الصياح و لم يتجاوزها إلى الخلجات و النيات-
من16 ماي إلى 21 منه- تمت المصادقة التي أسميتها بالحتمية- لأنه حينها لا مجال لإعمال الفكر- و لكن إذا كان الأمر كذلك هل سنحرم مستقبلا يا ترى حتى من السياحة في الفكر و الخيال الفني- و هل سيحرم بدوره ديك الصباح من صياحه لينبئنا بطلوع الفجر-

سمير عزو
من فرنسا
Samir.azzou@caramail.com