Home»Correspondants»تاوريرت / الجفاف الفكري : والدعوة الى استنهاض مثقفيها

تاوريرت / الجفاف الفكري : والدعوة الى استنهاض مثقفيها

0
Shares
PinterestGoogle+

الم يات بعد  دور المثقفين من اجل النهوض  ضد التسحر الثقافي الذي يزحف على مدينة تاوريرت  وهذا الجارف السياسي الفارغ من كل المحتويات  السياسية  الخالية من كل المعاني الثقافية والوقوف في وجه هذه الكثبان الرملية والاحجار الكلسية التي تكدست على صدر هذه المدينة منذ 1984 واكثر من ربع قرن خلا حينما  حاول اعصار سلطوي فيه برد ناري اجتثاث كثير من الازهارالعطرة واقتلاع كثير من الاشجار اليانعة التي كانت تزين بساتيننا وتجلب الاريج الى طبيعتنا ثم خربت اوكار عصافيرنا المهجرة التي كانت تملا فضاءنا لحنا وصفيرا واغاني جميلة تدعو الربيع الى حقولنا مازلنا نتذكر انغامها ونحن شوقا الى الشدو بالحانها حبذا لو تعود هذه الطيور يوما الى اوكارها فتعيد الى مسامع ابنائنا ملاحم ابائنا خلال  الايام الخالية والسنين الماضية
الم يحن الحين بعد ليحيي ذكرياتنا ويهيج العواصف الهوجاء في دواخلنا علها تجرف الاشواك من طريق مضينا وتقتلع جذور الاحراج الشائكة من سبيلنا ترى الى متى ستضل براكين  هذه الاشوا ق خامدة الى مالا نهاية في اعماق ذواتنا و هذه الاسد خاملة في اكماتها مستسلمة للسعات الذباب وعقصات البعوض في حضن الجوع والضما ام ترى قد قضى الزمان الردئ على طبعها ان لا تتحرك في مرابضها ولاتقبل على مغادرة عرائنها مهما كان الجوع يلوي امعاءها والعطش يلهب احشاءها ؟ ام ترى قد تغير الحال وتبدل الوضع فباض الحمام على الوتد وبال الحمار على الاسد  ومات البعير وخفقت الشاة عندما انغمس في اللهو الرعاة
هؤلاء الرعاة من كانوا يشكلون ضمائر الامة في كل البلدان ومختلف الاوطان ومصابيح الهداية في كل المدن والقرى  وذاكرة الشعوب التواقة الى الرقي والازدهار ترى الى متى ستضل  مصابيح  مدينتنا منطفئة وشوارعها غارقة في عتمة حالكة  تستر حركة اللصوص وتخفي تحركات قطاع الطرق ثم والى متى يبقى مثقفون شموعا باهتة تغالب الهبوب وتدفع العتمة بذل وضعف وانكسار يفترشون اوراقهم الملطخة بالسواد في الاركان الباردة ويغمسون اقلامهم في دوات الحفرومستنقعات الدروب المنتنة
الى متى والى متى تبقى ضمائر امتنا ساكنة لاتتحرك ولا تحرك ساكنا منزوية في زوايا الهوان متقوقعة في اغوار النسيان والى متى تضل ذاكرة مدينتنا جامدة باردة  لاتفكر في غد مشرق ولاتذكر بامس مرهق ولا تفجر براكين الكبت والغضب في صدورالمستضعفين المغلوب على امرهم  والغاضبين الكاضمين لغيضهم ولا ينابيع الاشواق في قلوب المتيمين من الاجيال التائهة في عوالم بدع باسم انواع من الرياضات واشكال من البطولات وضلالات باسم مختلف الفنون والوان الثقافات هذه الاجيال الغارقة في لجج  السياسات المنكهة بمذاق المصطلحات الخيالية والشعارات الفضفاضة المنافية لكل الحقائق اللاجبة
استيقضي ايتها الضمائر النائمة المتوغلة في اغوار الاضغاث المتطاردة  والتائهة في وديان الكوابيس المزعجة افيقي من نومك المتواصل بالليل والنهار المسترسل عبر السنين  انبعثي ايتها الارواح قبل قيام الساعة ولو للحظات قليلة وتسللي الى اجداثك ثم القي بهذه الجماجم النخرة والاجساد البالية الى خارج قبورها المريبة علها تحيا من جديد فتتخلص من اكفانها الرثة وثوب السافيات ثم اصرخي ايتها الذاكرة الصامتة في سكون الشعوب المهينة واستنهضي الخاملين والمستسلمين للخمول وقفيهم  في مواجهة التحديات التي توقف عجلة الحياة وانهضوا ايها المثقفون واخرجو من مواقعكم  معلنين للشمس وجودكم  فوق الارض وتحت السماء و انكم مازلتم احياء ترزقون او انكم كنتم امواتا وقد بعثتم من جديد وسوف لن تموتوا بعد اليوم ابدا

الخضير قدوري

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. مواطن
    13/09/2012 at 23:42

    المثقفون انسحبوا من الميدان فتركوه فارغا ليحتله المهديون المنتظرون ليبهدلوا المجتمع ويشوهوا الدين الإسلامي

  2. تاوريرتية
    14/09/2012 at 01:14

    المثقفون غادروا المدينة وتركوها للشفارة باعوها واصبحوا اغنياء يتباهون فيها ما علينا الا القول وتردد : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل في الذي كان السبب في خرابها

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *