حوادث السير : تقديم الثانوي وتهميش الرئيس
حوادث السير ببلادنا تقتل أكثر مما يقتل في دول تعرف حروبا ، وكلما قتل عدد كبير في حادثة واحدة إلا وكثر الحديث عن الأسباب المميتة ولحد الآن لم يوضع الأصبع على الداء الحقيقي بالرغم من إصدار المدونة الجزرية الأخيرة . والحق أننا بلد إسلامي وعلى كل فرد منا أن يكون متشبعا بقوله جل وعلا : (( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في ألأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )) وللإشارة فعندما وقعت أحداث 11 شتنبر في نيويورك كانت هذه الآية سببا في إسلام عدد لابأس به من الأمريكيين .
لذلك نقول : إن أول ماينقصنا لتفادي حوادث السيرهو الشق التربوي وأن يعرف الناس أن قانون السيرتربية ، وهو مالايدرس في ( مدارس ) تعليم السياقة مع الأسف الشديد وقد لاتكون هناك مراقبة في عدد ساعات التعلم لدى الفرد الواحد مما يجعل الطريق ممهدا أمام استعمال الطرق الخسيسة عند البعض كالمحسوبية والرشوة للحصول على رخصة السياقة ، وهذا قد يحدث كلما فسدت الأخلاق بالبعد عن التشبث بالتربية الإسلامية التي تحرم هذا النوع من الفساد وتدعو إلى التسامح والإيثارواحترام حقوق الآخرين وأن كل سلوك من الفرد يحاسب عليه أمام الله تعالى وإذا كان شرا وتهورا فقد يودي بحياة الآخرين إلى الهلاك . إننا بحق في حاجة إلى تغيير العقليات وإلى التحضر أكثروهذا لايتأتى إلا بالتعلم الحقيقي وتمكين رخصة السياقة من مستحقها كلما توفرت فيه شروط الرزانة والاستقامة والتربية الخلقية بنوعيها الدينية والطرقية وسحبها ممن ضبط سكرانا وماأكثر الحوادث الناتجة عن السكر التي يتناسى أصحابها قول الحبيب المصطفى ( يبعث المرء على ما مات عليه ) فما بال من يموت سكرانا يستمع لأغاني الفحش والفجور . وليتذكردائما مستعمل الطريق أن وراءه ووراء غيره أطفالا قد يصبحون أيتاما والنساء أراملا في رمشة عين ، أما الطرق فعلى علاتها ينبغي أن يستحضر المار عبرها دائما رداءتها ليتحكم في السرعة المناسبة وينتبه إلى العلامات والحفرويحترم غيره ويدعو الآخرين إلى احترام القانون بسلوكاته .
وإن الله تعالى ليعين رجلا راقب مركبته وحالتها الميكانيكية قبل ركوبه ثم إذا ركب قال : باسم الله . ودعا بدعاء الركوب مطبقا لسنة الحبيب عليه الصلاة والسلام ووضع نصب عينيه أن الموت واحد وأسبابه تتعدد واستمع لما يرضي الله ورسوله من قرآن كريم وما يقدم العلماء الأجلاء والوعاظ مشكورين من دروس ووعظ وإرشاد ، واتصف بأخلاق المؤمنين الصادقين ، فلا خلاص من حرب الطرق بدون تربية واستقامة لأمر الله تعالى كل من موقعه .
Aucun commentaire