ساكنة جماعة مستفركي….الواقع المؤلم و المستقبل الغامض
في ظل الاوراش الوطنية الكبرى « المبادرة الوطنية للتنمية البشرية,الإستراتيجية الوطنية لإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في برامج التنمية,الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة« ,والزيارة الملكية الميمونة لجماعة مستفركي سنة 2005 باعتبارها أفقر جماعة في الإقليم, فان ساكنة هذه الجماعة لازالت تعاني غياب العديد من ضروريات العيش.
معاناة على مستوى التنمية الاجتماعية.
*مسالك متدهورة وإصلاحها حلم لم يتحقق بعد: إن رداءة المسالك, وانعدام المنشاة الفنية يزيد من العزلة الخانقة للدواوير خاصة في فصل الشتاء.
*الماء الصالح للشرب: رغم وجود النقط المائية الجماعية إلا أن سكان بعض الدواوير لازالوا يعانون نقص وبعد مياه الشرب خاصة في فصل الصيف حيث يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية.
*ماء السقي: لولا مجهودات جمعية فلاحية مشكورة لأصبحت بساتين الزيتون و اللوز التي يشتهر بها مركز مستفركي ذاكرة يرويها الآباء للأبناء.
*الكهربة القروية: حتى الأضرحة في بعض الجماعات القروية نالت نصيبها من الكوانين في حين مازالت دواوير بجماعة مستفركي تعيش زمن الشموع و في أحسن الأحوال طاقة شمسية من ثلاثة إلى خمسة مصابيح.
*الخدمات الصحية: في زمن الصحة للجميع, حق المواطن في تلقي العلاج مجانا, والآن بطاقة الرميد, ومنذ وفاة الممرض السابق, لازال المركز الصحي لمستفركي في غيبوبته بلا ممرض وبلا…وبلا….فمن الأجدر إغلاقه حتى لايحسب على ساكنة مستفركي أن لهم مركز لتلقي العلاج.
*التعليم الأولي:مع اختفاء التعليم العتيق الذي كان يتلقاه الأطفال في المساجد, وعدم توفر الجماعة على تعليم عصري, حرم الأطفال من هذا النوع من التعليم.
*التعليم الابتدائي: المدرسة مؤسسة ثانية بعد الأسرة في رعاية رجال الغد وبناء جيل المستقبل, لذا كان لزاما تقريب التمدرس من التلاميذ, لكن المتتبع للشأن التربوي المحلي بمستفركي سيلاحظ العكس, هناك تلاميذ مجبرون على قطع مسافات كبيرة سيرا على الإقدام فيصلون إلى حجراتهم منهمكين مما يعجل بهم بمغادرة الدراسة مبكرا, فأين نصيب الجماعة من البرامج الوطنية لمحاربة الهدر المدرسي.
*التعليم الإعدادي: في غياب إعدادية أو ملحقة أو بالأحرى النقل المدرسي من الجماعة إلى إعدادية النعيمة تبق قاعدة التمدرس في انخفاض مهول خاصة في وسط الفتيات.
*الأميــــــة: غياب برامج مخصصة لهذا الغرض, وبعد المؤسسات التعليمية عن الساكنة, عوامل ساهمت و تساهم في ارتفاع نسبة الأمية.
*الأنشطة الثقافية و الرياضية: في غياب المؤسسات السوسيوثقافية أو تجهيزاتها, وتهميش المجتمع المدني لاعتبارات سياسية, وأمام الروتين اليومي أصبح شباب هذه الجماعة يعيش فراغا و حرمانا دفعهم إلى التعاطي لأشياء غريبة عن القرية مما يشكل تهديدا خطيرا على امن و سلامة الساكنة.
معاناة على مستوى التنمية الاقتصادية.
*الفلاحة البورية: تمثل المجال الأوسع للساكنة فهي مصدر رزقها الوحيد, لكن بسبب ندرة التساقطات المطرية, و هشاشة الوسط الطبيعي, وغياب دعم الدولة للفلاحين, أصبح الإنتاج هزيلا لا يلبي حتى حاجيات الساكنة.
*الفلاحة السقوية: يبق سهل أنكاد بسحر جماله, ومياهه الباطنية العذبة, وضعياته الخلابة رغم بعده عن الدواوير, المتنفس الوحيد للساكنة لكسب قوتهم اليومي, حيث تشغل الضيعات الفلاحية عدد هام من اليد العاملة.
*تربية المواشي: كان مصدر العيش الثاني للساكنة بعد الفلاحة لكن أمام قلة التساقطات المطرية وضعف المساحة الرعوية وانعدام دعم الدولة لمربي الماشية أصبح القطاع لايلبي حتى الحاجيات المحلية.
*التجـــارة: سوق أسبوعي مات سريريا, ودكاكين متواضعة تتمركز معظمها بمستفركي المركز.
*السياحـــــة: عدم استغلال المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة, اغتيال للتنمية بالجماعة.
معاناة على مستوى الحكامة المحلية.
*الموارد المالية: يشكل ضعف المداخيل الذاتية للجماعة عائق أمام التنمية, لكن أين دور المجلس الجماعي في تدبير شؤون و هموم المواطنين, وترتيبها حسب الأولويات والاستجابة لها عن طريق البحث عن الشركاء و الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.
*الموارد البشرية: عدم إشراك هيأت المجتمع المدني في التنمية المحلية لاعتبارات سياسية ضيقة, وانغلاق المجلس الجماعي على نفسه, وضعف مشاركة الشباب في التسيير الجماعي, عوامل فوتت الفرصة على الجماعة للنهوض بالتنمية والإقلاع الاقتصادي.
هكذا إذن حالة ساكنة جماعة مستفركي, ينتظرون تحركا عاجلا من قبل الجهات الوصية و الغيورين على هذه الجماعة للنظر في ظروفهم بغية إيجاد حلول لمشاكلهم التي باتت تعرقل و تصعب حياتهم اليومية,و لتبق أمالهم معلقة على الزيارة التي قام بها السيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انكاد للجماعة.
1 Comment
من الأسباب الرئيسية التي ادت الى تهميش هذه الجماعة هناك عدم الإحساس بالمسؤولية من لدن المسيرين