وأخيرا تفصح الوزارة عن نيتها دعم استقلالية المؤسسة وتعزيز دور الأستاذ في الاختيار والاجتهاد
وأخيرا تفصح الوزارة عن نيتها دعم استقلالية المؤسسة وتعزيز دور الأستاذ في الاختيار والاجتهاد.
قدمت النتائج الأولية للتقويم المادي،والافتحاص المالي لتنفيذ مشاريع البرنامج الاستعجالي،وذلك خلال انعقاد لجنة التعليم والثقافة والاتصال ،يوم الثلاثاء الماضي،بحضور السيد وزير التربية الوطنية.
ومن الخلاصات المتصلة بهذا الملف خاصة في الشق المتعلق ببيداغوجيا الإدماج ،تمت الإشارة إلى ضرورة دعم استقلالية المؤسسة،ودعم مبادراتها،وتعزيز دور الأستاذ في الاجتهاد واختيار البيداغوجيا المناسبة.
وقبل أن أخوض في الحديث عن هذا الموضوع،فلا بأس من طرح السؤال التالي:
إذا كانت الوزارة مؤمنة بقدرة موردها البشري على الاجتهاد والاختيار،فلماذا أضاعت أربع سنوات في برنامج استعجالي كان أحد أقطابه كزافي رودجرزوبيداغوجيته التي كلفت الملايير؟
هذاسؤال لا أزعم أنه وحده الذي يشغل بال الرأي العام،ذلك أن العطب الذي أصاب المنظومة التربوية ، لا شك أنه سيسيل الكثير من المداد خاصة من طرف الغيورين على المدرسة المغربية العمومية.
وكمسؤول تربوي خبر الميدان لمدة تقرب من الثلاثين سنة،يحز في نفسي أن تصبح مدرستنا حقل تجارب ،ويا ليتها كانت تجارب رائدة تنعكس بالإيجاب على الفعل التربوي،بل هي تجارب غير مبنية على دراسة موضوعية لواقعنا،ومايسبق ذلك من تشخيص حقيقي،ورسم لأهداف واضحة المعالم،حتى أصبح السؤال الذي يؤرق الجميع وهو ما نوع التعليم الذي نريد؟وما هي مواصفات المتعلمين الذين نراهن عليهم مع نهاية التعليم الثانوي التأهيلي؟
إن الذي يعبث بقطاع حيوي ،والذي يشكل القضية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية ، يرهن مستقبل الدولة للأمية ،والمؤشرات المتدنية للتنمية، في بلد تشكل فيه الأمية نسبة لا تخفى على أحد.فتصوروا معي لو أنفق هذا المال على برامج حقيقية،يقودها عنصر بشري وطني مؤهل،فكيف كان سيكون مؤشر التنمية بالبلد؟
لذلك أرى أن العبث بقطاع التعليم بلغ مداه،وهو عبث لن يمحوه التطبيل لبعض النتائج الممتازة التي حققها بعض رواد المدرسة العمومية،لنقول أن التعليم بخير، فتعليمنا تتقاذفه الأهواء وأصبح حقل تجارب لكل من هب ودب ،وهي تجارب جد مكلفة على المستوى المادي،وغير مضمونة النتائج.
لقد أضاع المغرب أربع عشرة سنة ما بين الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي،دون أن نذكر إصلاح 1985 وما صاحبه من أعطاب ،هي ذات الأعطاب التي جاء على إثرها الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،ولانريد إضاعة سنوات أخرى، فعقارب الساعة لا تدور إلى الوراء والانسان في سباق مع الزمن وأرى الزمن على الدوام سباق.
1 Comment
شكرا للأستاذ الطاهر بونوة ,لأنك تكلمت في الصميم و نفس الفكرة كانت تراودني دائما,الفرق بيننا انك نشرتها و أنا كنت أناقشها مع نفسي, لأن لا حولة لي و لا قوة الا قول : اللهم ان هذا لمنكر و الضحية هم أبنائنا طبعا و هنا يمكنني أن أطرح تسائلا :كيف استطاع الجيل القديم أمثال المرحوم بــوكماخ أن يسير بقافلة التعليم الى الأمام في الوقت الذي نحن ما زلنا نتخبط في دوامة لم نعرف لها مخرجا بعد ؟ و شكرااااااا