أكثر من صورة لجزائر واحدة – صحيفة –
2005/11/22
توفيق رباحي
اكتب عائدا من الجزائر. عندما تكون هناك وتشاهد الواقع بعينيك، تقرأ الصحف المحلية (علي ما في اغلبها من رداءة وقلة احترافية) في النهار، ثم تشاهد نشرات الاخبار، وما اكثرها متتابعة، في التلفزيون مساء، يخيّل لك انك في بلدين متناقضين تفصل بينهما المسافات الفاصلة بين الارض والسماء.
في الصحف المطبوعة، الخاصة بالذات لان الحكومية لا وزن ولا قيمة لها، المجتمع يعيش مشاكل لا حصر لها جعلته علي حافة التوتر والمواجهة بسبب تراجع كم ونوعية الخدمات وتراجع مستوي المعيشة. يوميا عشرات التقارير عن خروج سكان الحي الفلاني والقرية الفلانية للتظاهر احتجاجا علي ظروف المعيشة.
هذا الواقع فرض لغة جديدة في الحوار بين السلطة والمجتمع هي لغة المواجهات وان لم تصل كلها الي مستوي منبوذ من العنف.
اما في التلفزيون فشيء مختلف تماما كأن الامر يتعلق بدولة ومجتمع من الملائكة. التلفزيون يتعمد تجنب اخبار المواجهات حتي لا يسيء الي سمعة البلد والسلطة، بحسب القائمين عليه. او ربما، في نظر ذات القائمين، اخبار رئيس الدولة ونشاطات الوزراء والندوات والملتقيات الرسمية اهم من خروج حفنة من الشبان للتعبير عن تذمرهم بالوسيلة الوحيدة المتبقية لهم، اي المواجهة والتخريب.
كل شيء اسود وسييء في عيون الصحف الخاصة، وكل شيء وردي وجميل في عيون التلفزيون. هنا افراط في التشاؤم وهناك افراط في التفاؤل. لكن، اذا كان لا بد من مقارنة وحكم، فالحقيقة تحتم القول ان الصحف المطبوعة اقرب الي الصدق (او اقل كذبا) لانها تفلت من الرقابة المباشرة المفروضة علي التلفزيون.
وتصل الامور حدا من الاستهتار عندما يتعرض التلفزيون بالتحليل والنقاش لاحداث فرنسا وغضب الشبان المنحدرين من اصول مهاجرة بينما يتجنب تماما مجرد الاشارة الي ما يجري داخل البلاد. حدث ذلك في حلقة من في دائرة الضوء ، وهو برنامج يناقش قضايا سياسية في كل العالم الا في الجزائر، التي اعقبت عطلة عيد الفطر حيث جاء للاستوديو من قال المذيع انهم محللون وخبراء اسهبوا في الشرح للمواطن الجزائري كيف فشل النظام التعليمي والاجتماعي الفرنسي في ادماج ابناء المهاجرين واحفادهم، ويتكهنون بمستقبل الهجرة في فرنسا وعلاقة المهاجرين بسلطاتها في المقبل من الايام.
في لحظات متابعتي تلك الحلقة بمكان ما قرب العاصمة كنت اسمع ضجيجا وحركة غير عادية في الخارج. وعند السؤال قيل لي ان سكان الحي الفلاني خرجوا للاحتجاج علي سوء احوالهم المعيشية ومطالبة السلطة (المحلية طالما لا سبيل للوصول الي المركزية) بالاستماع لمطالبهم. اسأل ماذا يفعلون وكيف يحتجون فيأتي الجواب مثل كل الناس في كل المناطق : قطع الطريق العام باضرام النار في اطارات السيارات وجذوع الاشجار. اسأل مجددا: هل جاءهم احد او خاطبهم مسؤول؟ فيأتي الجواب ان قوات مكافحة الشغب تراقب الوضع من بعيد تحسبا لتدهور اكبر ربما، لكنها لا تتدخل رغم ان حركة السير بطريق رئيسي معطلة.
في نفس المنطقة في نفس الاسبوع كنت شاهدا علي اكثر من عمل احتجاجي مماثل، وادرك يقينا ان تلك الاعمال اصبحت شيئا مألوفا لدرجة لا تثير فضول او انتباه احد.
من هنا لا يعير كثيرون اهتماما لكون التلفزيون يهمل هذه الاحداث. لا احد يسأل ولا احد يسائل، فهنيئا لآل التلفزيون السلم الذي ينعمون به.
عن جريدة القدس
Aucun commentaire
Mais je vois ke vous abusez la dans kelkes artciles..
je vois ke donnez une image hyper négative sur notre ville..
y a assez de problémes dans chak ville , alors je vwa k’il fo traiter ces problémes de manières moin agresseive..
vous ne pouvez pa imaginez koment l’image d’oujda est ternie partout o maroc ..
A mon avis il ne faut pa citer ke les points négatifs, j vous jure k javai envi de pleurer pendant lalecture de votre article, c vraiment décevant c k’elle est létat d’oujda ojourd’hui ..
Espérant kom d’habitude – on a marre d’espérer – ke cete situation chanj le plus vite possible et ke ce cauchemar s’en va..
Avec tous mes repects : Fadi aswad de Marrakech
pour monsieur fadi on parle ici de l’algerie et pas du maroc
atalhawe bi machakilkoum rakoum hassline akter mena atalha brouhek ya ben zarfa