جرت اليوم 19 يوليوز 2007 بقاعة نادي اسلي بوجدة قرعة الحج الخاصة بوكالات السفر.قرعة ميزتها الشفافية والمصداقية ,حيث تتبع المشاركون العملية مرحلة بمرحلة وكانت لهم فرصة التعقيب على كل شيء والتدخل في كل شيء مما خفف الألم ,الم الإخفاق وعدم القبول ضمن الحجاج.
الملفت للنظر كثرة المسجلين والذين ناهزوا بمدينة وجدة حوالي 1100 مرشح يتبارون على 300 منصب للحج ,منهم 60 حاجا من كبار السن ممن قبلوا دون قرعة . ما يمكن ملاحظته ما يلي:
– جل الحجاج من كبار السن وممن سجلوا السنة الماضية ولم يحالفهم الحظ ,وعاودوا هذه المرة ,أيضا لم يحالفهم الحظ,الكثير منهم أحس باليأس والغبن والقنوط والإحباط ,وتساءل مع نفسه كيف يتحكم في فريضة الحج بهذه الطريقة النسبية المحدودة المعدودة ومتى سيصل دورهم وقد لا يصل أبدا سيما أن عدد الحجاج يتكاثر سنة بعد أخرى وكل سنة تعاد القرعة من جديد .
– النسبة التي خصصت لكبار السن وقفت عند عتبة 78 سنة فما فوق ,التساؤل المطروح لهؤلاء المحبطين الذين كير سنة وفاق السبعين وبدأ عظمهم يضعف وقوتهم تتناقص,فهل سيطول عمرهم ليصلوا الى مرحلة الاختيار بدل هذه القرعة المشئومة.
– الى وقت قريب كان الذهاب الى الحج ميسرا,فما الذي تغير ؟
وهل وصل الأمر الى درجة أن فقط 25 في المائة من المتقدمين لطلب الحج هم الذين تتوقف عليهم القرعة؟
من المسئول عن هذا التقليص الكبير في عدد الحجاج وما هي الأغراض من وراء ذلك؟
هل أصبح الحج يتحكم فيه عالم السياسة؟
وما مصير المسنين المتقدمين للحج؟
أليس في الأمر مناورة وعدم رغبة السعوديين في قدوم العرب للحج بحجج واهية ومراوغات داهية وافتراضات خيالية واحتمالات مزعومة ؟
أيحق لهم التعميم وإنزال اللوم على الحجاج بدعوى التنظيم ؟
أليس بيت الله ملك للجميع ومن حق الجميع ولوج هذا المكان المقدس ولو مرة في العمر؟
ان الأسئلة كثيرة والأجوبة يسيرة ,والتكتم هو البادي ,فمهما حاول المشرفون على الحج تبرير هذا التقليص ,يبقى حق شرعي لكل مسلم على الدولة ان تعمل على تسهيله وإيجاد الطرق الملائمة لتيسيره خدمة لحق شرعي يحرم المسلم منه بمقتضى قانون وضعي وسياسة تحكمية غير واضحة المعالم.
حقيقة أن كثرة الحجاج وعدم انضباطهم تساهم في المآسي بتلك الأماكن المقدسة ,لكن السلطات السعودية قادرة على ضبطهم وتنظيمهم وتفويجهم,لأن انعدام التنظيم قد يساهم في الازدحام والفوضى مهما كان عدد الحجاج,وفي المقابل وبتعاون بين السلطات السعودية والدول المعنية عن طريق حملات التوعية قد تخفف من هذه الآفات ,وكم مدينة يقطن بها أزيد من 15 مليون نسمة ومع ذلك لا يموت الناس من الازدحام ,إذن المسالة مسالة تنظيم ودراسة ونية صادقة ومسئولية لتيسير الحج على المسلمين الراغبين في ذلك.
ان الراغبين في الحج والذين لم تتوقف عليهم القرعة وهم حوالي 800 قد خرجوا خائبين باكين ,أعينهم تملها الحسرة وقلوبهم يملأها القنوط ونفسهم مشمئزة وذهنهم شارد وعقلهم غائب وجسمهم ذائب,لا منجد لهم سوى الحق سبحانه وتعالى ولا من يتضرعون إليه سوى العلي القدير ,آملين من السلطات أيجاد الحلول الممكنة لهذه المعضلة ,والله يجازي كل من فكر في هؤلاء اليائسين.