Home»Régional»تعقيب على كتاب :( تأملات في الإسلام السياسي ؛ الإسلام والعلمانية)لصاحبه محمد بوبكري ( الحلقة الأولى

تعقيب على كتاب :( تأملات في الإسلام السياسي ؛ الإسلام والعلمانية)لصاحبه محمد بوبكري ( الحلقة الأولى

0
Shares
PinterestGoogle+

الكتابة عن الإسلام بطرق التحامل المكشوف دأب وعادة يسارية كلما اقترب موعد الاستحقاقات الانتخابية من أجل إعداد الناخبين سيكولوجيا لمواجهة النكسات المحتملة في نتائج الانتخابات أمام تنامي المد الإسلامي في الساحة الوطنية؛ وبعدما سقط قناع اليسار وعرف ما خفي تحته.
فضمن سلسلة الحملة الانتخابية قبل الأوان ظهر في الأكشاك كتيب من الحجم الصغير بغلاف لونه عسلي وعليه صورة قلم باك بدموع شمعة محترقة مع ريشة أضنتها الكتابة حتى اعوجت؛ وصورة محروم يلبس المرقعات ويدير ظهره للدنيا. والكتيب يحمل عنوان : ( تأملات في الإسلام السياسي الإسلام والعلمانية / الكتاب الأول ) وهو من منشورات سلسلة فكر الجيب طبع في ما يو2007 وسحب من مطبعة النجاح الجديدة ؛ وهو لصاحبه محمد بوبكري الذي ترجم له في الصورة الخلفية للغلاف وقدم على أنه أستاذ باحث بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط علما ؛ بأن هذا المركز غلقت أبوابه منذ 1995 في حدود ما أعلم. وقبل الحديث في هذه الحلقة الأولى عن مضمون الكتيب أود أن أقف وقفة وجيزة للتعريف بصاحبه. صاحبنا الأستاذ الدكتور محمد بوبكري عرفته في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في أواخرالثمانينات ؛ وكان من الوجوه البارزة في التنظيم الطلابي آنذاك يتحلق حوله رفاقه من طلبة اليسار وهو يتصفح جريدة المحرر آنذاك ويلف حول عنقه نقابا أسود كمؤشر على موقعه القيادي داخل النضال الطلابي لأنه من التقاليد النضالية طول ( الكاشنيه ). وقد عرف الرجل بعدائه لكل ما له علاقة بالإسلام مع أنه ينتسب إلى جنوب المغرب المحافظ مقارنة مع شماله الخاضع لنسمات انفتاح الشمال الأوربي ؛ ومن بيت قرآن كما يفخر بذلك كلما سنحت له الفرصة. ومن جامعة فاس ؛ ومن شعبة الفلسفة إلى بلاد الإمبريالية العالمية حيث تحسنت إنجليزية صاحبنا وعاد دكتورا متخصصا في علوم التربية. وقد جمعتني به الظروف مرة أخرى سنة 1991 في مركز تكوين المفتشين بباب تامسنة بالرباط ولما كان قوي الذاكرة تذكر رؤيتي بسرعة ؛ وأنعشت ذاكرة المنتعشة أصلا بلقطة صراع بيني وبينه يوم كان يمنع الطلبة الإسلاميين من حقهم في الميكرفون في قاعة فلسطين للتعبير عن وجهة نظرهم ؛ ولم يطق سماع باسم الله الرحمن الرحيم منهم ؛ واشترط إسقاطها قبل السماح لهم بالحديث . لقد درسني علوم التربية وكثر الله خير الدكتور عمر التيرالمفكر التربوي الليبي الذي كان يسلخه صاحبنا سلخا دون الإحالة عليه والطلبة المفتشون يضعون الكتاب خلسة في الأدراج وهم يتابعون ما ينسبه الأستاذ المناضل لنفسه من بنات فكر غيره دون خجل أو وجل . وكانت محاضراته عبارة عن جعجعة بلا طحن قوامها تسفيه كل ما هو أصيل وتحقيره أمام العلم القادم من خلف بحر الظلمات. ولم تغير الدكتوراه من صاحبنا شيئا بل ظل يناقش ويحاور على طريقته في الحي الجامعي بلغة النضال الطلابي الحماسية في مركز تكوين المفتشين ؛ ويستجيد خلق فرص الخلاف مع من يخالفه الرأي ؛ وقد يستطرد في أمور لا علاقة لها بحصص علوم التربية إذا شعر بكرامته الفكرية والعقدية تجرح ؛ وكان الطلبة المفتشون يتندرون بوعوده الدائمة بأن قضيته ستقف على رجلها في الحصة القادمة ؛ حتى كانت الحصة الأخيرة ؛ ولا شيء قام على رجله ومع ذلك ردد الأستاذ نفس الوعد حتى نبهه أحد الطلبة المفتشين إلى أن الموسم الدراسي قد انتهى بانتهاء هذه الحصة وحج من حج وعوق من عوق كما يقول المثل المغربي فبهت الذي غفل.
ونظرا للبطالة الطويلة التي عاشها صاحبنا الحالم بمناصب عليا على الأقل في وزارة التربية الوطنية ؛ وصاحبنا يتمتع بإيداع مدفوع الأجر منذ زمن طويل عمد إلى كتابة المقالات المشاغبة في الصحف اليسارية حتى بلغ مرحلة جمع المقالات في منشورات ؛ وهذه طريقة العباقرة في النبوغ .
أما الكتيب فقد حمل لحسن الحظ عبارة: ( مضمون هذا الكتاب يعبر عن رأي المؤلف ولا يعبر بالضرورة عن رأي فكر ) وخيرا فعلت سلسلة فكر ليزر صاحب الوزر وزره.
وخلافا لما تفتتح به الكتب العربية من بسملة ؛ علما بأن كل أمر ذي بال لا يذكر عليه اسم الله فهو أبتر افتتح الكتاب بصورة للمناضل المرحوم عمر بن جلون ؛ وقد اختزلت هذه الصورة المفتتح بها فكر صاحب الكتاب وكانت كافية لمعرفة مضمونه وغايته وهدفه في مثل هذا الظرف ولكن لا بأس بنظرة فيه فقد يكون صغر حجمه سببا في مغموريته وعزوف الناس عنه لهذا لا بد من حملة دعائية اشهارية .
يبدأ المؤلف في تقديمه بهجوم كاسح كعادته في النقاش على الدارسين حيث وصفهم في نهاية المطاف بالجهل المركب لأنهم لا يعرفون التعامل مع ما سماه ظاهرة الإسلام الحزبي ؛ ولا يتعمقون في تحليله تاريخيا وآنيا بل استخف بهم وجعل علمهم في درجة علم المخبرين العاديين من شيوخ ومقدمين . ولما كان الرجل عليما خبيرا فقد نبه من البداية إلى المفارقة بين ظاهر خطاب جماعات الإسلام الحزبي وبين حقيقة صورته المخفية في أعماقه؛ وكأن الرجل كان زعيم حزب إسلامي ثم انسحب ليفضح الخفي. ومن أجل الوصول إلى عمق الظاهرة ضرب المنهج الوصفي عرض الحائط ولوح بمناهج التاريخ الحديث وعلم الاجتماع واللسانيات والأنثربولوجيا وعلم الأديان المقارن وعلم اجتماع الأديان ونقط حذف دالة على علوم أخرى كلها يتقنها صاحبنا ولا فخر وهو صاحب ثقافة موسوعية بوعروفية .
وسرعان ما يصل إلى الأحكام في تقديم كتيب صغير فيميز بين القرآن الكريم والكتابات الفقهية علما بأنه لو علم حجم كتب الفقه لأغمي عليه خصوصا وأنه يعاني شافاه الله من مرض السكري ولكنه اختزل الكم الهائل من التراث الفقهي في تهمة قدها حسب مبلغه من العلم في الفقه فقال غفر الله زلته : ( الخطاب القرآني روحاني وأخلاقي ؛ كما أنه مجازي ورمزي ومنفتح على المطلق ولتلبية حاجات السياسة والإدارة والقضاء فإن الخطاب الفقهي لا يقبل أخلاق القرآن ولا تهمه فيه إلا قوانين الجزاء وهذا ما يفسر إقدام هذا الفقه على التقليص من اتساع اللغة القرآنية ورمزيتها وانفتاحها ورحابتها فيحولها إلى قوانين جامدة بهدف تحقيق المنفعة العملية ) ويخيل إليه أنه عرض بالفقه من حيث لا يدي أنه رفع من شأنه بقدر ما و حط من قدر القرآن إذ جعله عمدا وعن سبق إصرار وترصد مجرد مجاز ورمز منفتح على المطلق بينما الفقه على علاقة بالمنفعة العملية ؛ وأترك للمختصين في الفقه الحكم على ٍرأي الخبير في علم الأديان المقارن؛ وعلم اجتماع الأديان .
ويعرض الكاتب مرة أخرى بالدارسين الذين فاتهم التمييز بين الإسلام القرآني والإسلام الإمبراطوري وبين قوسين سجل الأموي والعباسي والفاطمي والإسلام الحزبي الحالي وهو ضالته وبيت قصيده. وبلهجة الواثق من علمه يقول : ( فإذا كان الإسلام القرآني ينفجر نورا ويركز على المطلق وتأسيس علاقات المعنى ولا يهتم إطلاقا بالاعتبارات الاقتصادية أو السلطوية ؛ فإن الإسلام الحزبي قد حوله إلى مجرد شعارات لتقويض المجتمع والدولة والانقضاض على السلطة ؛ أما الإسلام الإمبراطوري فهو مهووس بمزيد السلطة والقوة ) ويخيل لمن يقرأ هذا الكلام أن صاحبه مستشرق من حجم كولزهير.
ومن أجل الإيهام ببعد النظر يرى صاحبنا أنه لا بد من التطرق إلى قضية القطيعة مع الإسلام الكلاسيكي المبدع التي حدثت في القرنيين الحادي والثاني عشر عندما انتصر السلاجقة وسقطت الدولة المركزية في بغداد ؛ وانتصرت الحنبلية على الاعتزال ؛ ويضيف إلى الوضعية الاستعمار الغربي المفكك للمجتمعات الإسلامية وكل ذلك كان سببا في ظهور إسلام التعصب والتزمت ؛ وهو استنتاج خاطئ حول الإسلام الذي يفضل صاحبنا دراسته كما تدرس المسيحية ؛ وخلافا لما كان يخفيه من بنات أفكار الأستاذ عمر التير في مركز المفتشين كشف عن مرجعية أفكاره هذه وكثر الله خير محمد أركون .
ويأخذ الأستاذ محمد بوبكري عل غيره من الدارسين إهمال المتخيل الجماعي وهو الخبير بعلم الاجتماع ولكنه بتواضع العلماء ينسبه لأركون ؛ ويستشهد بقولة المؤرخ الفرنسي جورج دوبي : ( المتخيل أكثر تأثيرا من ضربة المحراث في الأرض ) ويعقب مفكرنا الأصيل بقوله : فعندما يعرف شخص ما أو جهة معينة كيفية العزف على وتر المتخيل الجماعي وتحريك نوابضه يكون في مقدورها تهييج الجماهير وإخراجها إلى الشارع وهذا ما فعله الخميني في إيران … ويسري الأمر ذاته على المتخيل الذي تحركه جماعات الإسلام الحزبي ).
وفي التمهيد تأتي التوصيات أيضا إذ يقول الأستاذ بوبكري : ( تقتضي هذه الملاحظات أن نعيد النظر في تدريس الدين في مجتمعنا حيث لم تعد الطريقة التقليدية لتدريسه ملائمة للعصر لأنها ترسخ عقلية القرون الوسطى الطائفية التي لا ينجم عنها سوى الاستيلاب وسيادة العنف وتفتيت المجتمع) وهكذا يبعث الله على رأس الألف الثالثة من يجدد لها أمر دينها ولله الحمد والمنة وإلى حلقة قادمة من هذا الكتيب الممتع العجيب الطريف كطرافة فكر صاحبه الذي يعجبني فيه الاعتداد بنفسه والجلوس فوق قدره دون خوف أو وجل .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

11 Comments

  1. الفجيجي
    12/07/2007 at 17:49

    اخلف الوعد و لم ينشر الكاتب قراءته لكتاب حزب الله وسقط القناع. لقد رجعت الى الحلقة السادسة و قرأت تعليقيك على المعلقين. إنها مخجلة . و أنا السيد مدير الجريدة, احتج بشدة!. إذا كان يجيب بهده الطريقة و كنتم ستنشرون له و تمنعون غيره من الدفاع أو حتى من الاحتجاج. . . فسلام على المنبر. إذا كنتم لا تريدون تعليقات على شخص الكاتب بل على ما جاء في المقال. فلا تنشروا المقالات التي تتهجم على الأشخاص- الأحياء منهم و الأموات- . وهو ليس ملزما بالإجابة على تعليقات المعلقين.

  2. الاتحاد الاشتراكي
    12/07/2007 at 17:49

    صدر للأستاذ الباحث محمد بوبكري، ضمن منشورات فكر كتاب جديد باسم تأملات في الإسلام السياسي، الإسلام والعلمانية،متضمنا مجموعة مقالات حول قضايا فكرية وتربوية من قبيل تجديد الفكر الديني، جماعات الاسلام السياسي، الخلافة في الاسلام، الديمقراطية والعلمانية، الدولة الدينية، الأصول الاجتماعية لجماعات الاسلام السياسي، الانتحار الاسلاموي وقضايا هامة أخرى وقد قدم المؤلف لكتابه بتقديم ننشره،هنا ، لتقديم فكرة عن الإطار العام لمضامين الكتاب: يلاحظ المهتم بالإسلام الحزبي أن بعض الدارسين يلجأون الى تجميع البيانات دون قراءتها بمفاهيم ذات مشروعية داخل العلوم الإنسانية، حيث يعتبرون أدبيات زعماء التيار الإسلاموي علما• إنهم لايقومون بتحليل خطاباتهم والنظر إليها في عمقها التاريخي والثقافي والديني وفي حاضرها المفتوح على كافة الاحتمالات والإمكانيات• كل ما يقدمونه هو مجرد تقارير مبسطة تختزل الواقع المعقد وترسخ الأحكام المسبقة، ولاتتجاوز من حيث القيمة تقارير المخبرين العاديين و المقدمين و الشيوخ• وهكذا، فإن خطابات هؤلاء الدارسين تحجب حقيقة المجتمعات العربية الإسلامية، لكونها تقف عند وصف الظاهرة وسرد الوقائع والأحداث دون تفكيكها لمعرفة آلياتها ونوابضها• فهناك فرق شاسع بين ظاهر خطاب جماعات الإسلام الحزبي وبين حقيقة صورته المخفية في أعماقه• ولايمكن للمنهج الوصفي الذي يتبعه هؤلاء أن يمكنهم من الوصول إلى عمق هذه الظاهرة، بل إن الأمر يقتضي استخدام مناهج التاريخ الحديث وعلم الاجتماع واللسانيات والأنثروبولوجيا وعلم الأديان المقارن وعلم اجتماع الأديان

  3. الاتحاد الاشتراكي
    12/07/2007 at 17:49

    (تابع) هناك فرق بين سرد الأحداث والوقائع بشكل خطي، حيث يكتفي الباحث باستعراض تواريخ نشوب الأحداث وتسلسلها الزمني وبين دراسة كل جوانب الوضع البشري في مرحلة تاريخية معينة، حيث لايكتفي الباحث بسرد الوقائع، بل يطرح أسئلة عديدة ومعقدة عليها، وذلك قصد تسليط الضوء على مختلف جوانب الفترة التاريخية والثقافة البشرية التي كانت سائدة فيها •• بالإضافة إلى ذلك، يتجاسر بعض الباحثين على الانخراط في دراسة الإسلام الحزبي وهم يعانون من قصور شديد في معرفة الإسلام والتاريخ الإسلامي، وكذلك بتاريخ الإسلام الحزبي وأدبياته• كما يتعاملون مع هذا الأخير بخفة وتبسيط مخِلَّين• وينجم عن ذلك عدم القدرة على التمييز بين القرآن الكريم والكتابات الفقهية• فالخطاب القرآني روحاني وأخلاقي، كما أنه مجازي ورمزي ومنفتح على المطلق• ولتلبية حاجات السياسة و الإدارة والقضاء، فإن الخطاب الفقهي لا يقبل أخلاق القرآن ولاتهمه فيه إلا قوانين الجزاء، وهذا ما يفسر إقدام هذا الفقه على التقليص من اتساع اللغة القرآنية ورمزيتها وانفتاحها ورحابتها، فيحولها الى قوانين جامدة بهدف تحقيق المنفعة العملية• وإذا كان الإسلام الحزبي خطابا حول الإسلام القرآني، فكيف يمكن معرفة هذا الخطاب دون معرفة النص القرآني؟ وكيف يمكن التمييز بينهما؟ •• وهكذا، فإن هؤلاء الدارسين لايميزون بين الإسلام القرآني والإسلام الامبراطوري (الأموي والعباسي والفاطمي) والإسلام الحزبي الحالي• فإذا كان الإسلام القرآني ينفجر نورا ويركز على المطلق وتأسيس علاقات المعنى ولايهتم اطلاقا بالاعتبارات الاقتصادية أو السلطوية، فإن الإسلام الحزبي قد حوله إلى مجرد شعارات لتقويض المجتمع والدولة والانقضاض على السلطة، أما الإسلام الامبراطوري فهو مهووس بمزيد من السلطة والقوة• وفضلا عن ذلك، لايأخذ جل الدارسين بعين الاعتبار المسار التاريخي للإسلام السياسي، حيث يقتصرون على دراسته في الحاضر دون الغوص في تاريخه العميق• فلا يمكن فهم هذه الظاهرة بشكل جيد دون وضعها في سياقها التاريخي الطويل، حيث يتطلب الأمر التطرق إلى القطيعة مع الإسلام الكلاسيكي المبدع التي حدثت في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر عندما انتصر السلاجقة وتفككت الدولة المركزية في بغداد• كما يلزم أن يؤخذ بعين الاعتبار انتصار المذهب الحنبلي على المذهب المعتزلي وعلى بقية الاتجاهات الدينية والفلسفية الأخرى في الإسلام•

  4. الاتحاد الاشتراكيي
    12/07/2007 at 17:49

    أضف إلى ذلك أنه ابتداء من القرن التاسع عشر جاء الاستعمار وقطع المجتمعات الإسلامية عن تاريخها• وهكذا، عندما تهمل هذه العوامل كلها يترسخ في الأذهان، بشكل مباشر أو غير مباشر، أن الإسلام قائم على التعصب والتزمت• لكن عندما يتم أخذ هذه المعطيات التاريخية والسوسيولوجية بعين الاعتبار، فإنه يمكن تجنب السقوط في هذا الاستنتاج الخاطئ حول الإسلام، حيث ستتم دراسته كما تدرس المسيحية، وسيتبين أنه يعاني الآن من المشاكل نفسها التي عانت منها أوربا الغربية طيلة الأزمنة الحديثة (محمد أركون)• وفوق ذلك، يهمل هؤلاء الدارسون تحليل المتخيل الجماعي الذي يوظفه الإسلام الحزبي لتعبئة الجماهير وتجييشها، حيث ينبغي معرفة كيفية نشأته وظروفها والتحولات التي طرأت عليه عبر التاريخ• يرى محمد أركون أن مفهوم المتخيل من بين الإمكانيات الهائلة التي يضعها التاريخ والأنثربولوجيا رهن إشارة هؤلاء الباحثين، لكنهم لا يستفيدون منها• فالإنسان ليس خاضعا فقط لتأثير الحوافز الاقتصادية والمادية، وإنما هو خاضع كذلك لتأثير الأحلام الوردية والصور الخيالية التي تُسيره• ويرى المؤرخ الفرنسي جورج دوبي أن المتخيل أكثر تأثيرا من ضربة المحراث في الأرض! فعندما يعرف شخص ما أوجهة معينة كيفية العزف على وتر المتخيل الجماعي وتحريك نوابضه، يكون في مقدورهما تهييج الجماهير وإخراجها إلى الشارع• وهذا ما فعله الخميني في إيران •• ويضرب المتخيل بجذوره في أعماق التاريخ الإسلامي• ويسري الأمر ذاته على المتخيل الذي تحركه جماعات الإسلام الحزبي• تقتضي هذه الملاحظات أن نعيد النظر في تدريس الدين في مجتمعنا، حيث لم تعد الطريقة التقليدية لتدريسه ملائمة للعصر لأنها ترسخ عقلية القرون الوسطى الطائفية التي لاينجم عنها سوى الاستلاب وسيادة العنف وتفتيت المجتمع• وينبغي أن تشتمل الدراسات الدينية على مواد دراسية أهمها تاريخ الأديان وفلسفة الدين وعلم النفس وعلم اجتماع الأديان وأنثربولوجيا الدين• فعندما تهمل المؤسسات التربوية هذه الدراسات، فإنها تُبقي على جزء أساسي من الحضارة خارج اهتمامها• وهذا ما يحيد بها عن الاضطلاع بجانب كبير من مسؤولياتها، حيث تتركه لمن يعبث به ولا يدرسه دراسة معمقة وخلاقة، بل يوظفه لتخريب الإنسان والطبيعة. ( منشور في جريدة الاتحاد الاشتراكي 2007/1/7. ) مع تحياتي. الفجيجي

  5. من خصوم بوبكري السياسيين قديما
    12/07/2007 at 17:50

    لم يكن الاستاد محمد بوبكري رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في يوم ما معاديا للاسلام لانه كان ببساطة ينتمي للاتحاد الاستراكي وهدا الحزب يؤمن بان الاسلام دين الدولة المغربية .اما عن المواجهات التي كانت في عهده فلم تكن مع الاسف بين الاسلاميين وبين غير الاسلاميين وانما كانت بين الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والانحاد العام للطلبة الدي كان يبحث له عن موطيء قدم في فاس اي بين مختلف مكونات اليسار وما كان يصطلح علية باليمين الدي واكررها لم يكن يعرف بعد دخول الاتجاه الاسلامي الى ساحة المعركة .بوبكري درسك في المركز شيء جميل .اهدا هو جزاء استادك ان تقول فيه كل هده الاشياء .كان من الممكن ان تنتقد ما كتبه بدون الاشارة الى كل تلك المقدمة الطللية عن صاحب الكتاب الا تؤمن بان الدراسات المعاصرة لاتعير قيمة لصاحب النص بل اعلنت موته لتتفرغ الى المتن فقط وتشرحه وتقاربه من وجهات نظر مختلفة .انظر اكثر من نصف المقال عن صاحبه فاين الدراسة المسلطة على النص. بالرغم من كل ماقيل يبقى الاستاد بوبكري رجلا متواضعا يقبل النقد ويحترم الاخر فهل بلغت مستواه يامجردا سيفه باستمرار

  6. محمد شركي
    14/07/2007 at 14:24

    إلى الخصم القديم والحليف الجديد لا تتعجل الأمر هذه الحلقة الأولى وستاتي حلقات إن شاء الله تعالى

  7. الفجيجي
    14/07/2007 at 14:25

    للامانة العلمية انا لست كاتب الاسطر. فقط نقلت المقال الاصلي المنشور في جريدة- و اظن ان المفتش فتش و علق على الملخص ولم يقرء حتى الكتاب.

  8. حمزاوي م( مسلم+يساري)
    14/07/2007 at 14:26

    هل صار هذا الرجل يملك هذا المنبر و يقول فيه ما يحلو له من غير رقيب؟ إن من الكرم الساذج ان يسكت عنه مدير الاكاديمية و الاطباء و الأستاذ الباحث بوبكري الذي كان دوما يمتعنا بما يكتب عن الظلاميين و مريديهم. فهل أصبح هذا المنبر مطية لهؤلاء الأغبياء ليتجرأوا على الكتاب الكبار ؟
    صدقوني احيانا لا ينفع المثل: القافلة تسير…
    بل لا بد من سد بعض الأفواه بقوة ما دامت لا تتعظ بالحجة و الدليل.

  9. كركور إيمان ( ط. جامعية)
    14/07/2007 at 14:26

    حين ذكرت لي إحداهن هذا الموقع كنت اتعطش لتصفحه معتقدة أنه يقدم مقالات و تحليلات من العيار الثقيل ، فإذا بي أفاجأ ( إلى جانب بعض الكتابات القليلة) بثرثرة فوق « وادي إسلي » لأناس لا يتقنون سوى لغة ويحكم …لقد مضى زمن دون كيشوط يارجل و ما عليك إلا أن تجابه أستاذنا الكريم بوبكري مجابهة العقول الكبيرة . و ليس بالسباب كما يفعل الأطفال . فهل تقدر؟
    و الله لن يتأتى لك ذلك ابدا…

  10. محمد شركي
    14/07/2007 at 23:21

    إلى الحمزاوي عندما يكون موقع وجدة سيتي ملكا لك يحق لك أن تفعل ما تريد و|أن تكمم الأفواه باي منطق تفكر يا سيد حمزاوي بوبكري انا أدرى به منك فباي حق يقول ما شاء وتكمم الأفواه التي تنتقده أنتظر الحلقات الآتية لتعرف تهافت فكر صاحبك
    أما كركور إيمان فاقول لك انتظري الحلقات ا لآتية وسينهار صتمك صاحب الجعجة بلا طحن
    وأما الفجيجي فقد عودتني الفجاجة تتحدث عن مقالات جمعت في كراسة وتسميها كتاب ألا تستحيي
    أتظن أن الناس في مستوى جهلك ؟؟

  11. الفجيجي
    15/07/2007 at 01:20

    مرة اخرى تابى الا ان تكون سفيها و تتهم غيرك بالجهل. سارفع المستوى اكثر باذن الواحد الاحد.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *