جرادة تعيش فعاليات المنتدى الثاني للشباب
شهد نادي المحطة الحرارية للمكتب الوطني للكهرباء بجرادة يوم الأحد فاتح أبريل 2012 اختتام المنتدى الثاني للشباب الذي استمر أربعة أيام والذي نظمه المجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة بشراكة مع النيابة الإقليمية للتربية الوطنية والنيابة الإقليمية للشباب والرياضة جرادة ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة والنادي الثقافي والرياضي للكهربائيين، حيث شمل هذا النشاط ثلاثة عروض علمية ولقاءات مفتوحة مع نخبة من تلاميذ الثانويات التأهيلية بإقليم جرادة.
وهكذا وبعد جلسة افتتاحية تضمنت كلمات الجهات المشاركة التي أشادت بثمرات التنسيق والشراكة ومن ضمنها المنتدى نفسه وما له من دلالات الانفتاح على الشباب وقضاياهم، جاء العرض الأول بعنوان « دور الشباب في ترسيخ الهوية الدينية والوطنية » قدمه الدكتور محمد زروقي من النيابة الإقليمية للتربية الوطنية، الذي بدأ عرضه بتعريف للهوية الشخصية والجماعية لينتقل إلى شرح كل من الهوية الدينية والوطنية فعالج العلاقة بين الهويتين مشيرا إلى وثيقة المدينة التي وثق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم للحقوق والواجبات بين المسلمين واليهود وغيرهم من مجتمع المدينة على أساس التكريم وعدم التضييق أو الإكراه في المعتقد، ليخلص إلى أن الهوية الدينية تعزز الهوية الوطنية، فمتى كان الدين واحدا في بلد ما فإن ذلك يزكي الانتماء الواحد. بعد ذلك تناول موضوع الهوية الدينية والوطنية للمغرب انطلاقا من الدستور وما تضمنه من ثوابت جامعة للأمة تعزز الانتماء إلى الوطن وعلى الخصوص الدين الإسلامي والوحدة الوطنية المتعددة الروافد والملكية الدستورية والاختيار الديموقراطي وغير ذلك من الاختيارات التي تجمع لحمة المغاربة. وعن الشباب وعلاقتهم بالهوية الدينية والوطنية تحدث عن ضرورة تمسك الشباب بأصوله وقضايا أمته مع الانفتاح الإيجابي على الآخر والحذر الانزلاق، ثم أشار في الأخير إلى بعض المحطات التي ساهم فيها الشباب في الدفاع عن الهوية الدينية والوطنية من مثل نصرة الحبيب المصطفى والوحدة الترابية والقضية الفلسطينية …..
بعد ذلك أتى دور الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة في عرضه الذي تناول فيها محور الشباب وقيم المواطنة ليسترعي الانتباه بداية إلى أن مصطلح المواطنة صار من أكثر المصطلحات تناولا في أيامنا هذه وذلك من أجل ترسيخ هذه العلاقة التي تربط الأفراد بالوطن والمجتمع الذي يعيشون فيه بحيث يتولون الانخراط بإيجابية في تنميته ويشاركون في معالجة قضاياه والاهتمام بالشأن العام من خلال تكتلات ما يسمي بالمجتمع المدني. كما أشار إلى بعض التحديات غير المسبوقة التي تواجه المواطنة من مثل التطرف في الفردانية بسبب تطلعات الناس إلى تحسين مستواهم وقضاء مصالحهم والتركيز على المنافع على حساب الاهتمام بالشأن العام. وعن علاقة الشباب بالمواطنة نبه إلى أن المجتمع الذي نعيش فيه – والذي يشكل فيه الشباب الكتلة ذات الأهمية- هو المجال الذي تتزل فيه القيم وأن هذه القيم تشتد الحاجة إلى إعادة إنتاجها من خلال مؤسسات المجتمع مثل الأسرة والمدرسة والشباب هم الفئة الأهم في نقل القيم وإعادة إنتاجها تمتينا لروابط الهوية الجامعة. ولكي يتحقق ذلك لا بد من مراعاة بعض القواعد: منها الوعي بها والاقتناع بها ثم العمل بها فتنزيلها وتبني روح المبادرة بدل الاتكالية.
جاء بعد ذلك دور الأستاذ عبد الله بوغوتة، الباحث المهتم بقضايا المجتمع من مدينة الناظور، في محاولة للإجابة عن سؤال محوري عنوانه: « أي سلطة للإعلام التقليدي والرقمي على الفرد والمجتمع؟ » ليبدأ عرضه بالإشارة إلى أنه إذا كانت السلطة إلى عهد قريب توجه الإعلام من باب إعلام السلطة فإن الإمكانات التقنية المتطورة أنتجت ما يسمى بسلطة الإعلام التي لها تأثير مباشر على الشباب وجميع فئات المجتمع بحيث أن الإعلام صارت له سلطة التوجيه بشكل غير مسبوق،وأن تعاطي الإعلام الرقمي يكون مع الشباب في الغالب، ويستهدف هذا التوجيه مسألة القيم الإيجابية والأخلاق الفاضلة لتسويق قيم أخرى بديلة؛ ليعطي أخيرا بعض الإحصائيات تمثل في جملتها محدودية الإعلام الإسلامي من حيث الإنتاج مقابل طغيان الإعلام الغربي وسيطرته.
تلا ذلك فتح باب المناقشة للتلاميذ الذين أثروا هذا الجانب بملاحظاتهم وتساؤلاتهم التي تركزت حول تحديات العولمة علاقة بالقيم الدينية والوطنية والفراغ الذي يعاني منه الشباب مما يجعله مجرد مستهلك ومقلد، وواقع الكتاب في ظل هذه التحديات. فجاءت ردود السادة الأساتذة لتشير إلى ضرورة امتلاك قناعة ذاتية بالقيم وتبني روح الإيجابية بدل التباكي والانفتاح مع الحس النقدي والاهتمام بالكتاب والقراءة بوصفه مصدر المعرفة الموثوقة.
تم بعد ذلك عرض تجربة ناجحة لأحد الشباب الذي تفاعل بإيجابية مع واقع مجتمع الشباب، فأراد المساهمة في الإصلاح وذلك من خلال إنتاج ملصقات وتوزيعها على الشباب في المجال المدرسي وخارجه تتناول علاقة الإنسان المسلم بربه من خلال الحث على الصلاة [أخي أقم صلاتك تنعم بحياتك]والتربية على الفضيلة [لنعش شبابنا بأمان: عفتي سعادتي]. واستمر في المتابعة حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي قام بها التأثير الإيجابي لهذه المبادرة على نفوس الشباب وسلوكهم.
ثم وزعت الجوائز على التلاميذ المتفوقين الحاصلين على أكبر معدل بالإقليم وعلى أعضاء الفرق الفائزية في المسابقات: الثقافية والرياضية والفنية. وختم النشاط بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين والأمة بالتوفيق والسداد والتمكين.
يشار أن هذا الملتقى حضره بالإضافة ممثل السلطة ورئيس المقاطعة، السيد رئيس المجلي العلمي المحلي لإقليم جرادة، والسيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الحسيمة ، والسيد النائب الإقليمي للتربية الوطنية وممثل النيابة الإقليمية للشباب والرياضة والسيد المسؤول عن المحطة الحرارية وبعض مدراء المؤسسات التأهيلية، وجمهور من التلاميذ المشاركين من ثانويات الإقليم بكل من جرادة وحاسي بلال وعيني بني مطهر وتويست، وبعض الأساتذة وجمع من الضيوف.
هذا وعرف المنتدى أنشطة أخرى على مدى أربعة أيام (من 29 مارس إلى 1أبريل 2012) تمثلت في إجراء مسابقة في الفنون التشكيلية، ومسابقة ثقافية بين التلاميذ وتظاهرة رياضية في كرة القدم المصغرة كان من نتائجها اكتشاف كفاءات واعدة تم تكريمها أثناء ملتقى الأحد فاتح أبريل والتي عرفت فوز شباب المجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة في المسابقتين الفنية والثقافية وتأهلهم إلى نهائي مسابقة كرة القدم المصغرة.
Aucun commentaire