لا تقتلوا أطفالنا جوعاً
لا تقتلوا أطفالنا جوعاً … سامي الأخرس بسط الأسد سلطاته ونفوذه ، واستعرض قوته وغرس مخالبه في قلب الوطن ، وافترس الجميع ليُنصب نفسه ملكاً على غابة جرداء ، لا ماء ولا كلأ فيها ، غابة لا ينقذها من صحراويتها سوي مخيمات لاجئين متكدسة ، شاءت الأقدار أن تحملهم بخيامهم إلي صحاري غزة ، وتتكدس في المستودعات البشرية التي أقامتها وكالة الغوث الدولية . ووسط الغابة والأسد المنتصر رابضاً حائراً متسائلاً ماذا يفعل بهذه الأفواه ، وهذه الكواسر الجريحة ، التي تبحث عما يُقيتها ويسكت صراخ أطفالها الجوعي . والأسد الجريح يتربص ويزأر كلما سنحت له الفرصة ليعبر عن وجوده ، وأنه لا زال موجوداً صامداً ، واقفاً على قدميه . ما بين أسد غزة المنتصر ، وأسد الضفة الجريح ، والطاحونة تدور وتطحن الجميع ، توالت القرارات والفرمانات من كلاهما ، كلا يبحث عن شرعيته التي يغتصبها الاحتلال يومياً بطائراته ودباباته ، شرعية عمدت على جثث ودماء شعب بأكمله ، وقضية تقف أمام زوابع الموت والاقتلاع من الجذور. في ظل معمان الشرعية أصدر رئيس الوزراء المكلف بقيادة حكومة الطوارئ سلام فياض وهو يعتبر أحد الشخصيات الاقتصادية التي تتعامل مع الأوضاع وفق رؤية اقتصادية معينة ، يحاكي من خلالها عواطف الجوعي كونهم فريسة للجوع والفقر ، مصدرهم الوحيد لإعاشة أطفالهم رواتبهم التي تعرضت للتآكل خلال المرحلة السابقة مرحلة الديمقراطية ، والشرعية ذات الرأسين . نعود لأصل الرواية وبداية الحكاية ، كلنا نعترف ونقر ونؤكد أن عمليات التوظيف كانت تتم حسب شهادة الكفاءة التي تحصل عليها من الحزب ، ولون رايتك الحزبية ، بما أن الشهادة الأكاديمية شهادة لا يعتد بها ولا تنم عن كفاءة ، وهذا بسبب جامعاتنا التي أصبحت لا تمنح الدرجة العلمية دون أن تكتب بها الانتماء الحزبي ، وهذا خطأ لن يغتفر لها ، حيث أنها تجاوزت هذا البند في الشهادة ، وأغفلت أنه من الأهمية أكثر من بند التقدير الذي يتخرج به الطالب . أصدر رئيس الوزراء سلام فياض قراراً بإنهاء العقود الوظيفية التي تمت خلال العامين السابقين ، وهذا القرار لم يوضح أسباب إصداره هل هو اصدر كصفعة للحكومة المقالة ؟ أم ضمن عملية إصلاح شامله للوضع الوظيفي ؟! فإن أُصدر كصفعة للحكومة المقالة فإن الصفعة سقطت وبقوة على وجه أطفال الموظفين ، لأن رئيس الوزراء المقال ، والوزراء ، وأعضاء الحكومة ، وأعضاء القسام ، وأعضاء التنفيذية ، وكل الحاشية الحكومية والحزبية رواتبها مضمونة ومكفولة مع الحوافز والمكافآت ، والنثريات ، وبدل المواصلات ، وبدل مخاطرة ، وبدل مهمة ، وبدل قيادة ، وبدل تأمين نفسي واجتماعي وصحي ، وبدل ملابس ، وبدل وجبات دسمة تحتوي على الطاقة والبروتينات ، وأنا اضمن إنهم لن يتأثروا وسيناموا ليلهم هانئون دافئون مطمئنون ، أما إن كانت إصلاح وظيفيي فهنا كل علامات الاستفهام ، والتعجب وبجانبها علامات الترقيم الأخرى لن تكفي للتساؤل ، فأي إصلاح ؟ هل الإصلاح عقاب أطفال الموظفين لإنتماء آبائهم ، أو عقاب أطفال لأنهم أبناء موظفي عقود . عذرا رئيس الوزراء سلام فياض دعوا معركتكم بعيدة عن صرخات الطفل الجائع ، والأب المقهور ، وعليك إعادة النظر في هذا القرار الخطير ، فلا تقتلوا أطفالنا باسم الشرعية . أرحموا شعبنا … وارحموا أهلكم … وإرحموا أطفال المستقبل من الموت والجوع والحقد …. فمن تريدوا عقابهم تتصاعد من مطابخهم روائح المشويات والمحمرات ، وتتصاعد على أنغام أمواج البحر رائحة الأطعمة الشهية … أما من يتضور جوعا فهم أبناء هؤلاء الموظفون ……. أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء سامي الأخرس 2/7/2007
Aucun commentaire