التعلم النافع الذي نريد
رأيته يحمل محفظة تكاد تكون أكثر من وزنه ، وسنه بين السادسة والسابعة ، عهدنا في الماضي القريب ، محافظ شبه فارغة تحتوي على دفتر من حجم إثني عشر ورقة ، وتلاوة ، ولوحة خشبية ، وريشة تجد لها محبرة بطاولتك التي تجلس عليها ، يسقيها عون المؤسسة مدادا كلما جفت . والذي نقش في الذاكرة ،وهوأهم ما نشير إليه الليلة ، ذلك الرجل الأنيق المتفاني في عمله الذي لم يعرف الغش إليه منفدا ، إنه الذي صدق من قال فيه
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
لا زلت أتذكر معلمي الجليل وأنا في السنة الخامسة ابتدائي ، وقد كان ضعيف البصر ومع ذلك يقضي وقته لصيقا بالسبورة يعرب معنا القطعة كلمة كلمة وتفهم معه كل شيء ، وإذا دقت ساعة الخروج كلف تلميذين يسكنان بالقرب منه ليوصلان معه دفاترنا للتصحيح ، أستادا بمثل هذا الوضع في زماننا ، يقوم بالمستحيل مع الأطباء ومع النقابات ومع النيابة ومع ومع ، لكي يبعد عن القسم وإذا لم يحالفه الحظ فإن العطاء لاشك يصبح باهتا . أعود إلى صاحب المحفظة الثقيلة ، مثلنا الدارجي يقول : لي بغاها كاع خلاها كاع . نريد طفلا يعرف القراءة والكتابة والحساب ويحفظ ما تيسر من كتاب الله بطرق ميسرة بسيطة تسهل الفهم والمعرفة ، أما الكم وبطرق ملتوية ومعقدة وصعبة فلا تصنع لنا التلميذ الذي نريد ، نريد تلميذا ينجح بالمعدل ويرسب إذا حصل على ما دون المعدل ليتعلم ويكون وجه المدرسة ذا مصداقية عند الآباء والأمهات ، ولا أريد أن يفهم من كلامي إلا شيء واحد ، رد الاعتبارللأستاد وللمدرسة العمومية ، رد الاعتبار للتعلم والتحصيل ، لاأريد أن يفهم من كلامي نبذ التغيير والتجديد والحنين للماضي ، نحن مع الجديد المفيد النافع لأبنائنا الذي لايثقل كواهلهم بقدر ما يعبد الطريق أمام نفعهم وتحصيلهم ، نريد جديدا في المتابعة بمنهاج يروم التكامل والدقة ومصلحة التلميذ ، نريد أن نأمن على أبناء بلدنا من الجهل والهدر المدرسي والمستوى المتدني ، نريد رجل تعليم يتفانى دون كلل وملل ويطالب بحقوقه دون كلل وملل ونريد من الوزارة الوصية أن تعطي لكل ذي حق حقه ، وتركز على تعلم التلميذ وتحصيله بدل الاهتمام بالنظري وضخ الأموال في أموربعيدة عن الهدف الرئيس الذي من أجله أنشئت المؤسسة ، نريد من الآباء أن يعلموا أن لا بديل عن العلم والتعلم وأن يساهموا في النهوض بالمؤسسة من خلال الانخراط بحث ومساعدة أبنائهم على مواصلة التعلم بالبيت ، وأ ن يتواصلوا مع المدرسة ويربطوا جسورالتتبع لمحطات أبنائهم أول بأول ، فإ ن من الآباء من لايظهر إلا بظهور النتائج ويشترط على هذا الإبن أن ينجح وإلا طاله السب والشتم وربما العصا ، وينسى حتى وإن كان فلاحا أن الشجرة لاتعطي ثمارا مالم تتعهد بالسقي والنقش والتسميد والتقليم …وباستمرار
إن نسبة الجهل المرتفعة عندنا سبب في تكريس الواقع المعيش لتعليمنا بمثل هذه السلوكات لدى الأسرالتي لاتعرف الكتاب إلا من خلال محافظ
Aucun commentaire